سورية

قمة هلسنكي تبرد التوتر .. والرئيس الأميركي: علاقاتنا مع روسيا تغيرت الآن … بوتين: الوضع في الجولان يجب أن يعود إلى ما كان عليه عام 1974

| الوطن – وكالات

نجحت قمة هلسنكي التي جمعت الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأميركي دونالد ترامب بتبريد سخونة التوتر في العلاقات بين البلدين، وتوافقهما على الأزمة السورية لاسيما بند مكافحة الإرهاب والانتصار على تنظيم داعش الإرهابي.
وعلى مدار أكثر من ساعتين احتضنت هلسنكي محادثات موسعة بين الرئيسين بحضور مسؤولي البلدين، جاءت عقب لقاء بروتوكولي بين ترامب وبوتين.
وفي مؤتمر صحفي عقب المحادثات الموسعة، بدا لافتاً طغيان الأزمة السورية على مباحثات الرئيسين، حيث اعتبر بوتين أن السلام في هذا العالم يمكن أن يصبح مثالاً للعمل المشرك الناجح ونستطيع أن نأخذ دور الريادة في هذه المسألة، وأن نتعاون في حل الأزمة الإنسانية وعودة اللاجئين، ولدينا جميع المكونات الضرورية للتعاون، فالعسكريون الروس والأميركيون اختبروا التعاون والتنسيق وبينهم قنوات اتصال سمحت بعدم حدوث تصادم بين الجيشين هناك».
وأكد بوتين خلال المؤتمر الذي نقلته العديد من الفضائيات، أنه «بعد الانتهاء من تدمير الإرهاب في المنطقة الجنوبية يجب إعادة الوضع في الجولان إلى (ما كان عليه) عام 1974» أي تفعيل اتفاق فصل القوات بما يعيد العمل بنظام وقف إطلاق النار (بين سورية وكيان الاحتلال الإسرائيلي) وهذا ما أكد عليه الرئيس ترامب».
ورأى بوتين، أن من مصلحة روسيا هذا التطور «وبهذا نخطو خطوة نحو إحلال سلام ثابت بناء على القوانين الدولية». بدوره وصف ترامب الأزمة السورية بأنها «معقدة للغاية والتعاون بين بلدينا من شأنه إنقاذ مئات الآلاف من الأرواح»، لكنه انتهز الفرصة لتوجيه سهامه نحو إيران، وقال: «لن نسمح لإيران الاستفادة من حملتنا الناجحة ضد داعش ونحن على حافة تدمير داعش في المنطقة».
وفي معرض ردهما على أسئلة الصحفيين أقر ترامب بالدور الروسي في محاربة تنظيم داعش، مشيراً إلى «تقدم في ضرب داعش حيث دمرنا 99 بالمئة من هذا التنظيم وبصراحة روسيا ساعدتنا في ذلك». وأكد ترامب ضرورة مساعدة الشعب السوري «ليعيش في ظروف إنسانية أفضل وسنكون معنيين للقيام بذلك»، مؤكداً أن العسكريين الروس والأميركيين يتفقون ويعملون بشكل مشترك أفضل من قادتهم السياسيين وهم يعملون في سورية وأماكن أخرى.
أما بوتين فلفت إلى محادثاته التي أجراها أول من أمس مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون حول «التعاون في المجال الإنساني في سورية واتفقت معه على أننا مع البلدان الأوروبية ومستعدون لتقديم طائرات الشحن الإنسانية ويوجد ما نعمل حوله». واعتبر بوتين أن الأمر الهام هو وجود الكثير من اللاجئين السوريين في البلدان المحاذية لسورية، ورأى أنه في حال قدمنا المساعدة لهؤلاء الناس في العودة إلى منازلهم ستنخفض الضغوط على الدول الأوروبية، واعتبر أن حل مشكلة اللاجئين هي الأهم.
وأبدى بوتين اتفاقه مع ترامب «بأن عسكريينا يعملون بشكل موفق مع بعضهم البعض»، وأضاف: سنعمل من جهتنا في إطار مسار أستانا ومستعدون لموازاة هذه الجهود مع جهود دول أخرى لتكتسب العملية فرص أكبر، وليكون لنا فرص أكبر في النتائج النهائية».
وكانت التوتر في علاقات البلدين محور مباحثات القمة، حسبما رشح عنها، إذ أكد بوتين أن المحادثات كانت «في جو من الصراحة والعملية» واعتبرها «ناجحة ومفيده»، مشيراً إلى أن العلاقة بين البلدين «تمر بفترة عصيبة لكن لا سبب موضوعي لهذا التوتر».
وركز بوتين في حديثه على التعاون في مكافحة الإرهاب، وقال: «اليوم روسيا والولايات المتحدة تواجهان تحديات مختلفة وجديدة منها خلق وتوسع الإرهاب والجريمة الدولية ولا يمكن مجابهة هذه التحديات إلا بتوحيد الجهود».
وبدا أن بوتين نجح بجر ترامب إلى مواقفه في مكافحة الإرهاب، عندما قال الرئيس الأميركي: «بحثنا انبثاق الإرهاب الإسلاموي الذي تعاني منه أميركا وروسيا والذي يتطلب بقاء القنوات مفتوحة بين بلدينا لمواجهة الإرهاب العالمي»، لكنه في المقابل انتهز الفرصة للتصويب نحو إيران، وقال: أكدت على أهمية ممارسة الضغوط على إيران لوقف طموحاتها النووية ووقف حملتها للعف في الشرق الأوسط».
وفي مؤشر بارز على نجاح القمة قال ترامب: «علاقاتنا مع روسيا لم تكن أسوأ مما هي عليه اليوم ولكن ذلك تغير الآن منذ أربع ساعات ولا أستطيع تصديق ذلك»، معتبراً أن الحوار يفتح طريقاً جديداً نحو السلام في عالمنا يجب أن نخاطر سياسياً لنحقق السلام.
وكشف بوتين عن اقتراح قدمه لترامب حول فكرة إنشاء مجلس خبراء من العلماء والعسكريين والسياسيين الروس والأميركيين.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن