سيطر على العديد من القرى بريف درعا.. ودبيات كشف عن رغبة الكثير من قرى القنيطرة بالمصالحة … الحارة ومسحرة وتلتاهما بقبضة الجيش
| الوطن – وكالات
وجه الجيش العربي السوري أمس ضربة موجعة لتنظيم «جبهة النصر» الإرهابي بسط سيطرته على تل الحارة الإستراتيجي بعد دخوله مدينة الحارة وتحريره العديد من القرى بريف درعا الشمالي الغربي.
جاء ذلك في وقت حررت فيه وحدات أخرى قرية مسحرة وتلها بريف القنيطرة، في حين كشف محافظ القنيطرة همام دبيات عن رغبة الكثير من القرى الخاضعة لسيطرة التنظيمات الإرهابية والمليشيات بالمصالحة الوطنية.
وأفاد مصدر عسكري في تصريح نقلته وكالة «سانا» بأن وحدات من الجيش بالتعاون مع القوات الرديفة نفذت عملية عسكرية بريف درعا الشمالي الغربي تم خلالها «تحرير قرى كفر شمس وأم العوسج والطيحة وزمرين بعد القضاء على أعداد كبيرة من الإرهابيين وتدمير أسلحتهم وعتادهم».
وفي تفاصيل عملية السيطرة بينت «سانا» أن وحدات الجيش بدأت تمهيدا مدفعيا وصاروخيا على تجمعات التنظيمات الإرهابية المنتشرة فيما تبقى من مساحة جغرافية بريف درعا الشمالي الغربي قرب الحدود الإدارية لمحافظة القنيطرة، تلاه تقدم وحدات المشاة في هجوم قوي تميز بالسرعة والتكتيك المتناسب مع طبيعة المنطقة الزراعية والمساحات الممتدة بين التجمعات السكنية فيها.
وأكدت الوكالة أيضاً أن وحدات من الجيش «استعادت السيطرة على تل الحارة أهم النقاط الحاكمة في الجبهة الجنوبية» بعد اشتباكات عنيفة مع مسلحي «النصرة» والمليشيات المرتبطة بها والقضاء على العديد منهم وتدمير عتادهم.
وبالسيطرة على تل الحارة المرتفع عن سطح البحر نحو 1094 متراً يكون الجيش حقق إنجازاً مهما لجهة تحرير المزيد من القرى والبلدات التي يشرف عليها التل سواء في ريفي درعا أو القنيطرة.
وكانت الوكالة أشارت في وقت سابق من يوم أمس إلى وصول طلائع وحدات الجيش المنطقة مشارف تل الحارة الإستراتيجي وسط حالة من الانهيار تعيشه فلول التنظيمات الإرهابية نتيجة التقدم المطرد لوحدات الجيش والخسائر الكبيرة في صفوف الإرهابيين.
من جانبها، نقلت وكالة «سبوتنيك» الروسية للأنباء، عن قائد ميداني في الجيش قوله: إن الجيش سيطر أيضاً على قرى سملين وزمرين وتلتيها الشمالية والغربية ومنطقة خربة المليحة الواقعة على الطريق بين قريتي كفرشمس وعقربا في ريف درعا الشمالي.
جاءت سيطرة الجيش على تل الحارة بعد ساعات قليلة من دخوله إلى مدينة الحارة بريف درعا الشمالي بعد انضمامها إلى عملية المصالحة، حسبما نقلت «سبوتنيك» عن القائد الميداني.
وأضاف: إن «الجيش يتابع عملياته العسكرية وتمكن من استعادة قرية أم العوسج شمال غرب قرية زمرين وطيحة والحرش وقواته تتجه للسيطرة على قرية المال بالريف الشمالي لدرعا».
صفحات على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» من جانبها، أوضحت في وقت أن الجيش اقتحم تل الحارة بريف درعا من عدة محاور وسط اشتباكات عنيفة مع مسلحي «النصرة» وقصف جوي وصاروخي نفذه الجيش على مواقع هؤلاء، بالترافق مع دخول وحدات منه مدينة الحارة من الجهه الشرقية من جهة زمرين، وسط مسيرات شعبية عمت المدينة دعما للجيش، ورفع علم الجمهورية العربي السورية فوق مخفر ومستوصف الحارة.
وتزامن ذلك مع قيام أهالي بلدة نمر بريف درعا أيضاً برفع علم الجمهورية فوق مجلس البلدية ومطالبتهم بدخول الجيش، بحسب ما ذكرت الصفحات.
في الأثناء، أفاد الإعلام الحربي المركزي أن قوات تعمل على دخول قرية عقربا شمال مدينة الحارة في ريف درعا الشمالي الغربي ضمن اتفاق تسوية.
وفي وقت لاحق من يوم أمس، أفاد مصدر عسكري في تصريح نقلته «سانا»، أن وحدات من الجيش وبالتعاون مع قواتنا الرديفة حررت قرية مسحرة وتل مسحرة بريف القنيطرة بعد القضاء على العديد من الإرهابيين وتدمير أسلحتهم وعتادهم.
وقبل ذلك بوقت قصير، ذكرت صفحات على «فيسبوك» أن قوات الجيش نفذت رمايات بكافة الوسائط النارية على مواقع الإرهابيين على قرية مسحرة وتلتها في القطاع الأوسط من مدينة القنيطرة، أسفرت عن مقتل أكثر من 20 إرهابياً، في حين نفذت المقاتلات الحربية غارات استهدفت فيها تلك المواقع في التلة.
وفي وقت لاحق، كشف محافظ القنيطرة همام دبيات، عن رغبة الكثير من القرى الخاضعة لسيطرة التنظيمات الإرهابية بالمصالحة الوطنية وعودتها إلى حضن الدولة بعد تحرير بلدة مسحرة المعقل الأول للإرهاب بالقنيطرة.
وأشار دبيات إلى السعي الجاد والحثيث لتحقيق المصالحات الوطنية على أرض المحافظة لحماية أبنائها، حيث ستسير المصالحات بشكل جيد وبوتيرة كبيرة حفاظا على أرواح المواطنين الآمنين عملا بتوجيهات القيادة والحكومة، مبدياً استعداد المحافظة لإعادة ترميم وصيانة البنى التحتية وتوفير جميع الخدمات للمناطق الراغبة بإجراء المصالحة.
وطالب دبيات أعضاء مجلس المحافظة خلال اجتماعهم بالمساعدة في إتمام المصالحات على أرض المحافظة عبر التواصل مع الشباب المغرر بهم لتسوية أوضاعهم والمساهمة في حماية قراهم.
وكشفت مصادر محلية بالقنيطرة لـــ«الوطن»، عن أن بلدة نبع الصخر والقرى والرسوم التابعة لها والتي تعد أكبر تجمع سكاني في القطاع الجنوبي جاهزة للمصالحة والتي قد تعلن أمس أو اليوم على أبعد تقدير.
في المقابل، سقطت قذائف صاروخية على الأبنية السكنية في بلدة خان أرنبة، مصدرها إرهابيو القنيطرة، من دون ورود معلومات عن إصابات، حسبما ذكرت الصفحات.
إلى ذلك، ووفق الصفحات، شيعت أمس قرية عين حور بريف دمشق الشهيد اللواء راكان عساف دياب الذي استشهد أول من أمس الأحد أثناء تنفيذه مهمة قتالية ضد التنظيمات الإرهابية المسلحة بالقنيطرة.
وفي وقت لاحق من يوم أمس، ذكرت «سانا» أنه خلال تغطية عمليات الجيش ضد تجمعات إرهابيي «النصرة» استهدف الإرهابيون بقذيفة هاون الفريق الإعلامي لقناة «سما» الفضائية في تل مسحرة بالريف الشرقي، ما أسفر عن استشهاد الزميل مصطفى السلامة.