بوتين وترامب يتحدثان عن «تعاون ثنائي ناجح» لحل الأزمة السورية … أربع ساعات في هلسنكي تغير العلاقات الروسية الأميركية
| الوطن – وكالات
في مشهد بدا استثنائياً في الشكل والتوقيت والنتائج، اجتمع الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأميركي دونالد ترامب على طاولة هلسنكي التي شهدت ساعتان من النقاشات الحاسمة لمختلف الملفات الدولية كان على رأسها الملف السوري، الذي بدا أنه سيدخل في إطار «التعاون الثنائي» الناجح بحسب تعبير الرئيس بوتين.
وعلى مدار أكثر من ساعتين احتضنت هلسنكي محادثات موسعة بين الرئيسين بحضور مسؤولي البلدين، جاءت عقب لقاء بروتوكولي بين ترامب وبوتين.
وفي مؤتمر صحفي عقب المحادثات الموسعة، بدا لافتاً طغيان الأزمة السورية على مباحثات الرئيسين، حيث اعتبر بوتين أن السلام في هذا العالم يمكن أن يصبح مثالاً للعمل المشرك الناجح ونستطيع أن نأخذ دور الريادة في هذه المسألة، وان نتعاون في حل الأزمة الإنسانية وعودة اللاجئين، ولدينا جميع المكونات الضرورية للتعاون، فالعسكريون الروس والأميركيون اختبروا التعاون والتنسيق وبينهم قنوات اتصال سمحت بعدم حدوث تصادم بين الجيشين هناك».
وأكد بوتين خلال المؤتمر الذي نقلته العديد من الفضائيات، أنه «بعد الانتهاء من تدمير الإرهاب في المنطقة الجنوبية يجب إعادة الوضع في الجولان إلى (ما كان عليه) عام 1974» أي تفعيل اتفاق فصل القوات بما يعيد العمل بنظام وقف إطلاق النار (بين سورية وكيان الاحتلال الإسرائيلي) وهذا ما أكد عليه الرئيس ترامب».
وشدد بوتين على أن روسيا والولايات المتحدة قادرتان على تولي الزعامة عالمياً في مجال إحلال السلام بسورية، معتبراً أن كل الظروف هناك ملائمة للتعاون الروسي الأميركي من أجل تسوية الأزمة السورية، وقال: «قد يصبح مثالاً للعمل الثنائي الناجح» بين البلدين، لا شك في أن روسيا والولايات المتحدة قادرتان على تولي الزعامة في هذه المسألة وتنظيم التعاون لتجاوز الأزمة الإنسانية، ومساعدة اللاجئين في العودة إلى ديارهم الأم، وهناك كل القواسم ضرورية لذلك».
بدوره وصف ترامب الأزمة السورية بأنها «معقدة للغاية والتعاون بين بلدينا من شأنه إنقاذ مئات الآلاف من الأرواح»، لكنه انتهز الفرصة لتوجيه سهامه نحو إيران، وقال: «لن نسمح لإيران الاستفادة من حملتنا الناجحة ضد داعش ونحن على حافة تدمير داعش في المنطقة».
وأكد ترامب ضرورة مساعدة الشعب السوري «ليعيش في ظروف إنسانية أفضل وسنكون معنيين للقيام بذلك»، مؤكداً أن العسكريين الروس والأميركيين يتفقون ويعملون بشكل مشترك أفضل من قادتهم السياسيين.
الرئيس بوتين نجح بجرّ ترامب إلى مواقفه في مكافحة الإرهاب، عندما قال الرئيس الأميركي: «بحثنا انبثاق الإرهاب الإسلاموي الذي تعاني منه أميركا وروسيا والذي يتطلب بقاء القنوات مفتوحة بين بلدينا لمواجهة الإرهاب العالمي».
وفي مؤشر بارز على نجاح القمة قال ترامب: «علاقاتنا مع روسيا لم تكن أسوا مما هي عليه اليوم ولكن ذلك تغير الآن منذ أربع ساعات ولا أستطيع تصديق ذلك»، معتبراً أن الحوار يفتح طريقاً جديداً نحو السلام في عالمنا يجب أن نخاطر سياسياً لنحقق السلام.
أكد مبعوث الرئيس الروسي إلى سورية ألكسندر لافرنتييف، على هامش قمة الرئيسين بوتين وترامب في هلسنكي، تطابق أهداف روسيا والولايات المتحدة فيما يخص التسوية السياسية في سورية.
وقال لافرنتييف للصحفيين: إن «الأمر الأكثر أهمية بالنسبة لروسيا هو استقرار الوضع ووقف العمليات القتالية وترتيب العملية السياسية، وهذا أهم شيء بالنسبة لنا الآن»، وأضاف، رداً على سؤال حول موقف الجانب الأميركي بهذا الخصوص: «من حيث المبدأ تتطابق أهدافنا هنا».