رياضة

الديك الفصيح

| مالك حمود

كثيرة هي العجائب التي أصبحنا نعيشها ونراها في أيامنا هذه، وكأن الكون يسير (بالمقلوب) لدرجة أنني أصبحت أسمع (من منطقة قريبة) صياح الديك في عز الظهيرة، على عكس ما تعودنا على كل الديوك وهي تصيح منذ طلوع الفجر، مبدية نشاطها لبدء يوم عمل جديد، عكس الديك الكسول الذي عبثاً يحاول إيقاظ الناس، وهو بحاجة لمن يوقظه..!
ما يدفعني للحديث عن الديوك تلك النجاحات التي عشناها مع الديك الفرنسي وهو يسير بخطا واثقة ومدروسة وصولاً إلى الفوز ببطولة كأس العالم للمرة الثانية بتاريخه.
فوز فرنسا بكأس العالم ربما وجد فيه البعض شيئاً من المفاجأة ولاسيما بعد خروج الكبار والمرشحين للبطولة في الأدوار السابقة، ومنهم من راح يرشح كرواتيا للبطولة.
لكن بمنطق كرة القدم وليس العاطفة فإن فرنسا استحقت البطولة لأنها حتى لو انتقدها البعض بأن ثلثي منتخبها (تقريباً) من أصحاب البشرة السمراء، وهذه حقيقة عملت عليها معظم المنتخبات الأوروبية ومنها بلجيكا، لكن فرنسا تعاملت معها بشكل موسع وركزت على اللاعبين من أصول إفريقية ووجدت فيهم الحل المثالي لتكامل صفوف منتخبها، لتأخذ المعادلة طريقها إلى النجاح.
التجنيس واقع لا مفر منه في عالم الرياضة، ولكن الشاطر من يعرف كيف يتعامل معه وللرياضة السورية درس مهم في ذلك المجال.
الكثيرون انتقدوا خطوة تجنيس لاعب أجنبي للعب مع منتخب سورية في البطولات الدولية، وزاد من حجم الانتقادات وحدتها المستوى المتواضع للاعب المجنس الذي لعب ذلك الدور وبدا كالديك الكسول، ومنهم من رأى بأن آلاف الدولارات التي دفعت لذلك اللاعب المجنس لو دفعت للاعبينا لكان الحل الأفضل والأمثل.
التجنيس واقع علينا التعامل معه بواقعية، فاللاعب المجنس ضروري ولكن شريطة أن يكون بالمستوى الملبي والأعلى من مستوى لاعبينا، كي يكون عوناً للفريق وليس مجرد مكمل له، وبالوقت ذاته فالمبالغ المخصصة للاعب الأجنبي منطقية، بل هي بحاجة لمضاعفتها للحصول على لاعب بالمستوى المأمول قياساً إلى المنتخبات المجاورة على الأقل، وبعدها فماذا يمنع من الدفع للاعبينا أيضاً وإعطائهم التعويضات الملائمة واللائقة بلاعب منتخب وطني؟

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن