كأس الجمهورية لكرة القدم في ختام موسمه … قرعة غير عادلة وأخطاء وهفوات عديدة وقدسية غائبة
| نورس النجار
مسابقة كأس الجمهورية أحد نشاطين رسميين ينظمهما اتحاد كرة القدم، لكن القاصي والداني يدركان أن مسابقة الكأس تجري على الهامش، بل تقام بلا ضوابط وكأن الهم والاهتمام أن تمشي المسابقة وتنتهي كيفما تشأ لنعرف البطل الذي سيشارك ببطولة كأس الاتحاد الآسيوي.
والمسابقة في عناوينها العريضة غير محفزة إلا لعدد قليل من الفرق تنشد من خلالها المشاركة الآسيوية، على حين تشارك بعض الفرق لإجبارية المشاركة فبعضها ينسحب والبعض الآخر يتهرب وإلى ما هنالك.
وأولى الهفوات التي يقع بها اتحاد كرة القدم تبدأ من مواعيد المباريات غير المقدسة لدرجة أن بعض الفرق تفرض الموعد بل مكان المباراة، وإذا كان اتحاد كرة القدم قد أقر مباريات الكأس هذا الموسم على مرحلتين ذهاباً وإياباً توخياً للعدالة فإن العديد من الفرق لم تلتزم به فباعت مبارياتها مقابل استضافة ومال زهيد وهذا يخرج الأهداف عن مضمونها.
وكان المال سبباً في انسحاب العديد من الفرق من مسابقة الكأس للكلف الباهظة ومنها فرق من الدرجة الممتازة كحرفيي حلب والنواعير على سبيل المثال وكاد المجد ينسحب لولا تدخل مسؤول في اللحظة الأخيرة، والرأي هنا أن تشدد العقوبة، فعقوبة الحرمان من المشاركة مدة سنتين باتت لا تجدي نفعاً ويجب استبدال عقوبة مؤثرة بها تجعل الفرق تحترم هذه المسابقة وتلتزم بها التزامها بالدوري.
وبالمقابل لا بد من توزيع المكافآت التحفيزية والتعويضات المالية وخصوصاً على فرق الدرجات الدنيا التي تعاني من ضوائق مالية ولا تملك استثمارات تجعلها قادرة على سد نفقات المشاركة بهذه البطولة.
قرعة ظالمة
من أهم أخطاء هذا الموسم القرعة الظالمة التي انتهجها اتحاد كرة القدم فحرم أندية كبيرة من الوصول إلى نصف النهائي والنهائي من خلال قسمته غير العادلة فكان طريق الفرق الكبرى يسير معاً وطريق فرق الصف الثاني من الدوري يسير معاً فحرمت هذه القرعة فرقاً كبيرة مثل الوحدة والاتحاد وتشرين والكرامة من الوصول إلى النهائي لأن بعضها أخرج بعضاً من المسابقة بدءاً اعتباراً من دور الـ16، فالجيش أخرج الاتحاد وتشرين أخرج الوحدة والكرامة، وبهذه الطريقة مع احترامنا لبقية الفرق فقد ضعف مستوى البطولة بغياب هذه الفرق عن الأدوار المتقدمة ومنح فيزا العبور لفرق قد لا تستحق مستوى وأداء الوصول إلى ما وصلت إليه لو قابلت بطريقها فرقاً من العيار الثقيل.
الحكمة اليوم تقتضي دراسة واقع القرعة وإخراجها بشكل عادل لأهميتها ولإنعاش المسابقة وتطويرها.
عقوبات غير رادعة
المشاركة في كأس الجمهورية كانت إجبارية لأندية الدرجة الممتازة وعددها (14) فريقاً وشارك من أندية الدرجة الأولى عشرة فرق هي: عمال حلب ومصفاة بانياس وجبلة والفتوة والنضال والبريقة والكسوة والحرية وعفرين والساحل، ومن أندية الدرجة الثانية عشرة فرق أيضاً هي: اليرموك واليقظة والمخرم والتضامن وحرجلة وعمال حماة والجولان والنصر الوطني وجيرود وعرطوز ومن الدرجة الثالثة: فرق شرطة حلب والقلعة وقارة، وبلغ مجموع الفرق المشاركة (37) فريقاً.
في الدور الأول انسحب فريقا الجولان والمخرم، في الدور الثاني انسحب فريق قارة وفريق حرجلة، في الدور الثالث انسحب فريق الفتوة والحرفيين والنواعير.
هذه الانسحابات مؤثرة ولها تداعياتها وخصوصاً أنها جاءت من فرق كبيرة على غير العادة، ولو لم تكن عقوبات الانسحاب شكلية لما جرى ما جرى، لذلك لا بد من تطبيق حزمة جديدة من العقوبات تردع الفرق وتدعم المسابقة وتجعلها مقدسة.
مخالفات واضحة
المواعيد وأماكن اللعب كانت (شوربة) وفرضها بعض الفرق وما كان من اتحاد كرة القدم إلا أن استجاب لرغبة أنديته ضارباً عرض الحائط بقدسية المسابقة.
المخالفة الواضحة تمثلت باستضافة الفرق القادرة مالياً لغيرها بمباراتي الذهاب والإياب مقابل حفنة من المال وذلك بيع للمباريات من تحت الطاولة، فالكرامة استضاف اليرموك والساحل استضاف الحرفيين والمحافظة عمال حلب وتشرين فريق القلعة والوحدة التضامن والنضال عفرين، وشذ عن القاعدة فريق الحرفيين الذي فاز على مستضيفه الساحل، ونتساءل هنا ما جدوى إقامة المباريات ذهاباً وإياباً أمام هذه الصورة المعتمة؟
مشهد السوء تجلى بمباراتي الكرامة مع اليرموك حيث لعب الفريقان مباراة الذهاب يوم الخميس والإياب صباح الجمعة وانسحب اليرموك تكتيكياً من المباراة لإصابة لاعبيه في حالة احتيال واضحة على القانون، والأمر نفسه جرى بمباراتي النضال وعفرين وقد أقيمتا في يومين متتاليين، وهنا نسأل اتحاد الكرة أين أنت من كل ما جرى؟
نتائج المباريات
في الدور الأول: فاز القلعة على شرطة حلب 4/صفر و3/صفر، وفاز عمال حماة على حرجلة 3/2 وبالإياب فاز حرجلة 2/صفر، وفاز عرطوز على جيرود 4/2 وفاز جيرود إياباً 2/1، وتأهل التضامن على حساب جولان المنسحب وكذلك النصر الوطني على حساب المخرم المنسحب.
في الدور الثاني فاز جبلة على الوثبة 1/صفر وتعادلا إياباً 1/1، وفاز الكرامة على اليرموك 11/1 وتوقفت مباراة الإياب في شوطها الأول لإصابة لاعبي اليرموك والنتيجة تشير إلى تقدم الكرامة 5/صفر، وفاز الجهاد على النصر الوطني 4/2 و2/صفر، وفاز الشرطة على البريقة 4/صفر و7/صفر، وتعادل حطين مع الكسوة 1/1 وفاز حطين بالإياب 2/1، وفاز الحرفيون على الساحل 2/1 و1/صفر، وفاز المحافظة على عمال حلب 3/صفر و1/صفر، وفاز النواعير على حرجلة 2/1 وانسحب حرجلة من مباراة الإياب، وفاز الجيش على الحرية 2/صفر و2/1، وفاز المجد على عرطوز 6/1 و4/1، وفاز الطليعة على مصفاة بانياس 7/صفر وتعادلا في الإياب 1/1، وفاز تشرين على القلعة 8/صفر و4/1، وفاز الوحدة على التضامن 3/صفر و2/صفر، وفاز الفتوة على اليقظة 2/صفر و4/2 وتأهل الاتحاد على حساب قارة المنسحب.
في دور الـ16 تأهل الاتحاد للمرة الثانية بفعل انسحاب الخصم وكان الجديد فريق الفتوة، كما تأهل الكرامة على حساب الحرفيين المنسحب، وفاز الجيش على النواعير 3/صفر وانسحب الأخير إياباً، كما فاز تشرين على الوحدة 2/1 وتعادلا بالإياب صفر/صفر، وتأهل الجهاد على حساب المحافظة لفوزه 3/2 بعد التعادل 2/2، وتبادل الطليعة الفوز مع المجد 1/صفر وتأهل المجد بركلات الترجيح 4/3، وفاز حطين على الشرطة 3/2 لكن التأهل كان من نصيب الشرطة الذي فاز في الإياب بدمشق 2/1، وفاز جبلة على النضال 3/صفر وتعادلا بالإياب صفر/صفر.
في ربع النهائي تعادل الجيش والاتحاد مرتين صفر/صفر وتأهل الجيش بركلات الترجيح 4/2، وتأهل الشرطة بفوزه على الجهاد 4/صفر وخسر ذهاباً بهدف، كما تأهل المجد بفوزه على جبلة 2/صفر وتعادلا إياباً 2/2، وفاز تشرين على الكرامة 2/1 وتعادلا 1/1.
في نصف النهائي تأهل الجيش للمباراة النهائية بفوزه على تشرين 2/صفر وتعادل إياباً صفر/صفر ورافقه الشرطة إلى النهائي بفوزه على المجد 5/1 رغم خسارته مباراة الذهاب 2/3.