رياضة

تساؤلات على أبواب الموسم الإيطالي الجديد 2015/2016…هل يعود قطبا ميلانو إلى الواجهة؟

 خالد عرنوس : 

تتطلع جماهير الأندية الإيطالية برمتها إلى موسم مختلف يكون أفضل من المواسم الأخيرة فتستعيد الكالشيو من خلاله سمعتها المهدورة بعدما كانت خلال العقدين الأخيرين من الألفية الثانية في قمة تألقها وفي أوج عصرها الذهبي، ووسط توقعات معظم المراقبين بقدرة يوفنتوس على الاحتفاظ بلقبه موسماً خامساً على التوالي ينتظر آخرون صحوة عملاقي ميلانو (ميلان وإنتر) من غفوتهما التي جاءت عقب تتويج الأخير موسم 2009/2010 ومن ثم لحق به الأول في الموسم التالي عقب تتويجه الأخير باللقب، وذلك قبل أن يطبق اليوفي على مقدرات السييرا A ومازال فلم يكتف بتعزيز زعامته على صعيد البطولة الأهم بل انتقل إلى البطولتين الأخريين فانفرد بزعامة الفائزين بكأس إيطاليا ثم السوبر المحلية.

عراقة وإنجازات
«الكبار يمرضون ولا يموتون» هذه المقولة الشائعة في عالم كرة القدم تنطبق على ميلان وإنتر اللذين يعدان من كبار الأندية الإيطالية بل العالمية نظراً إلى تاريخهما العريق وإنجازاتهما على الصعد كافة.
فنادي ميلان أو الروزونييري (كما يحلو لعشاقه) هو النادي الإيطالي الأكثر حصداً للألقاب الخارجية (18 بطولة) منها 7 على مستوى الشامبيونزليغ وكان في صدارة الأندية الأوروبية قبل أن ينتزع برشلونة هذا الشرف، وهو أحد مؤسسي الدوري الإيطالي وثاني المتوجين به من حيث عدد الألقاب (18 لقباً) إضافة إلى حلوله وصيفاً في 17 موسماً آخر، وسبق له الفوز بكأس إيطاليا 5 مرات وكأس السوبر 6 مرات.
الإنتر كذلك لا يقل عراقة وإن تأخر عنه بالتأسيس 9 سنوات كاملة فقد سبق له التتويج بالدوري 18 مرة وهو ثالث ثلاثة بعد اليوفي وتورينو الذي استطاع الظفر بالبطولة 5 مواسم متتالية، وحل بالوصافة 15 مرة والكأس 7 مرات والسوبر في 5 مناسبات، وينفرد بأنه النادي الوحيد الذي لم يغادر السييرا A منذ نشأتها، وفي سجله 9 ألقاب خارجية منها 3 على صعيد دوري أبطال أوروبا.

حال متردية
منذ التتويج بلقب الدوري المحلي للفريقين والأوروبي للنييرازوري ساءت أحوالهما وبتنا نشاهدهما يكتفيان بنهاية كل موسم إما بمشاركة في البطولة الأوروبية الأدنى أو حتى لايصلان إليها كما حدث في الموسم الماضي، فهاهو إنتر ميلانو بطل الثلاثية (إنجاز إيطالي منفرد) عام 2010 يحتل المركز الثامن فيه وقد حل تاسعاً في موسم 2012/2013 كأسوأ مركز يصل إليه منذ تنازله عن اللقب.
ميلان بدوره ليس أفضل حالاً فقد جاء عاشراً في الموسم الماضي في أسوأ مركز منذ عودته إلى الدرجة الأولى قبل قرابة ثلاثة عقود، وذلك في تراجع منطقي بعدما حل وصيفاً للبطل عام 2012 ثم ثالثاً فثامناً في الموسمين التاليين، وعلى الرغم من التغييرات التي أجراها الفريقان على صعيد المدربين إلا أنهما فشلا باستعادة مكانهما الطبيعي منافسين أقوياء على الألقاب المحلية وكذلك عن الأدوار المتقدمة في البطولتين القاريتين.

محاولات
في الموسم الماضي وبعد استمرار تراجع أداء النييرازوري تم الاستغناء عن المدرب والتر ماتزاري الذي قضى مع النادي أكثر من 14 شهراً أخفق خلالها بتجميل الصورة، وجيء بالمدرب القديم روبرتو مانشيني على أمل إعادة الفريق إلى منصات التتويج ولاسيما أنه كان على رأس الجهاز الفني واستطاع الفوز بثلاث بطولات من الخماسية المتتالية الشهيرة.
لكن الذي حصل أن تطوراً طفيفاً طرأ على المستوى دون الوصول إلى القمة ولأن مقولة شهيرة أخرى في عالم كرة القدم تقول (إن المدرب لا ينجح في مكان واحد مرتين) فقد أخفق مانشيني في إضفاء لمسته السحرية وبالتالي خرج بيدين خاليتين وسجل غياباً عن المسابقات القارية.

تغيير
إدارة الإنتر منحت المدرب مانشيني فرصة جديدة في الموسم الجديد لعل وعسى، ويقوم مانشيني بمحاولة بناء جديدة من خلال عدد من التعاقدات في الخطوط كافة فقد جاء بالمدافع مارتن مونتويا من برشلونة ولاعب الوسط الفرنسي كوفري كوندوغبيا من موناكو والمهاجم المونتنيغري ستيفن يوفيتيتش من مان يونايتد ويحاول التعاقد مع البرازيلي المخضرم فيليبي ميللو من غلطة سراي.
هذا إلى جانب عدد من الأسماء المهمة بصفوفه مثل الهداف الأرجنتيني ماورو إيكاردي ومواطنه بالاسيو ومن ورائهما البرازيلي هيرنانيز والتشيلياني غاري ميديل والحارس السلوفاكي سمير هاندانوفيتش والكابتن المدافع أندريه رانوكيا وإلى جانبه الصربي المخضرم نيمانيا فيديتش والياباني ناغاتومو.
بحضور هذه الأسماء يبدو الفريق جاهزاً للمنافسة على الألقاب ولاسيما مع أنباء تفيد بمحاولات مانشيني إضافة بعض اللمسات الهجومية من خلال طريقة اللعب ولذلك فقد جاء بالمهاجم بيابياني ويسعى للتعاقد مع الكرواتي بيريسيتش من فولفسبورغ أو دييغو بيروتي من جنوا أو درايس مارتينيز من نابولي.

حل
بالانتقال إلى الطرف الأحمر من قطبي لومبارديا نجد أن ميلان كان تراجعه أقل إيلاماً ولم يعد ذلك الفريق المرعب وخاصة بعدما غابت عن صفوفه الأسماء الكبيرة بعد الأزمة المالية التي مر بها ما دعا مالكه بيرلسكوني إلى إجراء حاسم تمثل ببيع جزء من ملكيته (48%) إلى الملياردير التايلاندي بي تايتشابول وذلك من أجل ضخ أموال جديدة في استثمارات النادي ومن ثم إعادة بناء الفريق الأول ليستعيد مكانته بين الكبار حسب تايتشابول عند توقيعه العقد المبدئي مطلع الشهر الحالي.
وإذا كان الإنتر قد استعمل 7 مدربين منذ رحيل مورينيو عنه صيف 2010 فإن أربعة مدربين أشرفوا على ميلان في العامين الماضي والحالي أي منذ تحويل المدرب أليغري وجهته من ميلانو إلى تورينو، ففي العام الماضي عين تاسوتي المساعد ثم جيء بسيدروف ثم فيليبو إينزاغي وكلهم من اللاعبين السابقين إلا أنهم فشلوا جميعاً فجاء قرار التعاقد مع سيسينا ميهايلوفيتش اللاعب الدولي اليوغسلافي السابق ولاعب 4 اندية إيطالية لم يكن ميلان بينها وآخرها الجار اللدود (إنتر) ومدرب سامبدوريا في الموسمين الأخيرين.

أهمية
المدرب المندفع الذي عرف بشراسته عندما كان لاعباً يحاول إجراء تغيير كلي بالفريق فجاء تعاقده مع المهاجم الكولومبي كارلوس باكا والبرازيلي لويز أدريانو اللذين يشكلان ثنائياً هجومياً قوياً وربما يصبح هذا الثنائي ضلعين من مثلث مرعب في حال نجحت المساعي بإعادة زلاتان ابراهيموفيتش إلى الكالشيو بعدما ألمح النجم السويدي إلى رغبة بترك سان جيرمان في وقت سابق، وكذلك الإفادة من تشيرشي والفرنسي جيرمي مينيز الموجودين أصلاً ولذلك جاء الاستغناء عن ستيفان الشعرواي طبيعياً حسب تفكير ميهايلوفيتش وكذلك المهاجم الفرنسي الآخر مباي نيانغ الذي لم يعتمده أساسياً في المباريات التجريبية.
وبنظرة سريعة إلى الأسماء الأخرى التي يضمها ميلان أمثال: هوندا ودي يونغ ومونتوليفو ونوتشيرينو ومكسيس ودي تشيليو وزاباتا وأليكس وزاكاردو ويونافنتورا وأنتونيللي وأباتي نجد أن سيسينا يملك من الأسماء الكبيرة ما يكفي لدخول الموسم كمنافس كبير.

شروط
قد لا يمتلك مانشيني وميهايلوفيتش حلولاً سحرية لإعادة قطبي ميلانو إلى الواجهة لكنهما بالتأكيد لديهما أهم العوامل المساعدة من إدارة قادرة على صرف المبالغ اللازمة للتعاقد مع أسماء كبيرة والأهم أنهما يملكان الرغبة الشديدة للصعود بفريقيهما إلى منصات التتويج مجدداً فهل ينجحان بذلك؟ ربما لكن ذلك يتطلب الكثير من الجهد والتركيز والنفس الطويل للإطاحة باليوفي وبقية المنافسين، للتذكير فقط فإن الفريقين سيلتقيان بديربي الغضب في الجولة الثالثة من السييرا A منتصف الشهر القادم.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن