نهائي غير مسبوق بوداع الموسم الكروي 2017-2018 … الكأس بين خبرة الجيش وحيوية الشرطة
| ناصر النجار
تنطلق غداً في الثامنة والنصف مساء على ملعب الفيحاء المباراة النهائية لكأس الجمهورية بين الجيش والشرطة وبها يسدل الستار عن الموسم الكروي 2017/2018.
والنهائي الحالي هو جديد بشكله لأنه يجمع قطبي الكرة السورية وجهاً لوجه لأول مرة في تاريخ المسابقة منذ انطلاقتها، وسبق لهما أن التقيا مرتين في ربع النهائي في مناسبتين.
والنهائي هذا قد يكون محظوظاً لأنه يأتي بعد نهائي كأس العالم بخمسة أيام، والمفترض أن يكون الجميع قد وعى النهائي ودروسه وبعضها قابل للتطبيق على ملعب الفيحاء غداً.
في البداية يجب أن نرى مباراة جميلة وقوية، فالمدربان واللاعبون شاهدوا مباريات المونديال بحكم الاختصاص، ولا شك أنهم تابعوا الأداء الجميل من الفرق والخطط والأساليب الكروية المتنوعة، ونأمل أن نرى ارتفاعاً بالمستوى الفني ولو بنسبة عشرة بالمئة، وهذه النسبة سهل تطبيقها لأن الشيء الأساسي الذي نستفيد منه من هذه المباريات أن اللاعبين في بناء الهجمات لا يحتفظون بالكرة، وتدور الكرة من لاعب لآخر بشكل سريع ولافت لفتح ثغرات في الفريق الآخر، فالكرات الهوائية صارت من الماضي.
على كل حال هذا اختصاص المدربين ونأمل أن نشاهد في المباراة شيئاً يذكرنا بالمونديال.
الأمور التنظيمية
في الموسمين الماضيين قدّم لنا اتحاد كرة القدم نهائياً جديداً من خلال اهتمامه بالأمور التنظيمية التي لم نعهدها، وهذه الخطوة أشادت بها وسائل الإعلام والكثير من المراقبين والمتابعين، واليوم المطلوب أكثر، فالبناء على ما تم فعله، يجب أن يكون أفضل وأجمل وبالتالي ننتظر الكثير من المشاهد الجميلة والإجراءات الحضارية التي تعلي من شأن المباراة النهائية وخصوصاً مسابقة الكأس.
من الأشياء الجميلة التي نرغب في رؤيتها على أرض الملعب مشهد الفريقين والحكام مع شعارات الفريقين واتحاد كرة القدم كإضافة إلى العلم الوطني الغالي.
التوقيت مهم جداً ومن المناسب أن نحترم المواعيد بنزول الفرق للتحمية وعودتها وبدء المباراة، ولاشك أن تحضير مكان لائق للإعلاميين مجهز بكل المعلومات والمستلزمات وخصوصاً الـ(نت) لهو أمر جيد ومطلوب ونتمنى رؤيته.
التجربة هذه إن لم يسعفها الوقت لتكون ماثلة أمامنا، فعلينا أن نحضر لها للموسم القادم، لنرى كل مباريات الدوري الممتاز والكأس قد جرت على هذا النحو.
ميزان القوى
ميزان القوى بين الفريقين يميل لمصلحة الجيش الأقوى والأفضل مستوى وأداء ودعماً ونوعية اللاعبين، وهذا الأمر ليس سراً ولا خافياً على أحد، وهذا لا يعني بالمحصلة العامة أن يكون النهائي من نصيب الجيش، فلكل مجتهد نصيب.
الجيش تصدر الدوري بـ56 نقطة من 16 فوزاً وثمانية تعادلات وخسارتين وله 42 هدفاً وعليه 16 هدفاً.
بينما احتل الشرطة المركز الخامس بـ29 نقطة من عشرة انتصارات وتسعة تعادلات وسبع خسارات، وله ثلاثون هدفاً وعليه تسعة وعشرون هدفاً.
من هذه القراءة البسيطة نجد أن التفوق هذا الموسم للجيش فالأرقام تؤكد ذلك، لكن هناك حالات تجعل هذه الأرقام ملغية تماماً، فالبطل على سبيل المثال رغم كل هذا التفوق الرقمي إلا أنه لم يستطع التفوق على الشرطة بمباراتي الدوري فتعادل في الأولى 3/3 علماً أنه أدرك التعادل في الدقيقة الأخيرة من الوقت بدل الضائع، كما أنه تعادل في مباراة الإياب صفر/صفر.
والجيش الذي أثبت تفوقاً على الفرق الكبيرة إلا أنه ضاع في بعض المباريات مع الفرق الطامحة، نذكر هنا خسارته أمام المحافظة الهابط 1/2 وتعادله مع الحرفيين 1/1 بدمشق وغيرها من النتائج الأخرى التي أثبتت تذبذب خط سير الفريق مباراة بعد أخرى, ولم يكن الشرطة بأحسن حال فأداؤه ونتائجه أصابت متابعيه بمقتل فكان متعالياً على الجيش والوحدة وتشرين على سبيل المثال ومتواضعاً أمام الوحدة والمجد والجهاد ولم يقدم أي مباراة برتم واحد، وكان متأرجحاً في المباراة الواحدة ومن مباراة لأخرى.
الجيش يمتاز بخبرة لاعبيه الذين استفادوا من مشاركات الفريق الخارجية وبعضهم لعب لأندية عربية والكثير من اللاعبين في عداد المنتخب الوطني الأول أو الأولمبي كأحمد مدنية وأحمد الأشقر ومحمد العنز وعبد الرحمن بركات وورد السلامة ويوسف الحموي وفارس أرناؤوط ومؤمن ناجي.
فضلاً عن المخضرمين أمثال عز الدين العوض ورضوان قلعجي وسعد أحمد وحسين شعيب وحسن عويد وبهاء الأسدي وعبد اللطيف سلقيني وعبد الملك عنيزان وغيرهم.
الشرطة أغلب لاعبيه من المحليين وبعضهم من الشباب الذين أثبتوا موهبة قادمة، لكن أبرز لاعبيه الأولمبي محمد كامل كواية والثعلب محمد العبادي مع العلم أن الأخير معار من فريق الجيش وسيعود إليه بعد نهاية المباراة.
وبرز من الشرطة الحارس شفان أوسي والكابتن المخضرم خالد عكلة ومحمد عوض ومحمد قلفاط وسعيد برو ومازن علوان وواصل الحسين ومصطفى الشيخ يوسف ومحمد دمراني وعقبة المرعي وغيرهم.
الجيش يمتاز بتكامل صفوفه وخصوصاً خط دفاعه القوي والصلب، بينما يلعب الشرطة بروح الجماعة ليعوض غياب النجوم ويستغل أوراقه الرابحة القليلة بالفريق.
يدرب الجيش الكابتن حسين عفش، بينما يدرب الشرطة المخضرم أنور عبد القادر، والمباراة ستدور بين خبرة مدربين وأسلوبهما في توظيف قدرات اللاعبين نحو الفوز.
الخوف من الجيش أن يلعب باستهتار ويدخل المباراة وكأنه ضامن للفوز، وعليه تفادياً لذلك احترام خصمه، والخوف من الشرطة يكمن في ارتكاب الأخطاء الكبيرة التي تكلف الفريق ركلة جزاء في غير محلها أو بطاقة حمراء قصم الظهر.
التاريخ للجيش
في أغلب اللقاءات التي أقيمت بين الجيش والشرطة كان الفوز للجيش وأعلى النتائج فاز بها الجيش على الشرطة 4/2 و3/صفر موسم 2002/2003، و3/صفر عام 2000، وحقق الشرطة الفوز في العديد من المواسم أعلاها عام 1979 3/صفر.
في فترة الأزمة التقى الجيش مع الشرطة 16 مرة ففاز كل فريق خمس مرات وتعادلا بست مباريات وسجل الجيش 13 هدفاً والشرطة 12 هدفاً.
ففي موسم 2010/2011 تعادلا صفر/صفر، وفاز الجيش 1/صفر في الإياب، وفي مباراتي تحديد البطل بالموسم نفسه تعادلا صفر/صفر وفاز الشرطة 1/صفر.
في موسم 2011/2012 فاز الشرطة مرتين 1/صفر و2/1.
في موسم 2012/ 2013 فاز الجيش 1/صفر.
وفي موسم 2013/2014 فاز الشرطة 1/صفر.
في موسم 2014/2015 تعادلا ذهاباً صفر/صفر وإياباً 1/1.
في موسم 2015/2016 فاز الشرطة ذهاباً 1/صفر والجيش إياباً 2/1.
في موسم 2016/2017 فاز الجيش مرتين 3/1 و1/صفر.
وفي موسم 2017/2018 تعادلا 3/3 وصفر/صفر.
والتقيا في الكأس مرتين أولاهما في ربع نهائي 1998 وفاز الجيش 3/2، وكذلك بربع نهائي موسم 2011 وفاز الجيش 3/1 بركلات الترجيح بعد التعادل السلبي.
الطريق نحو الكأس
الجيش تجاوز الحرية في الدور الثاني 2/صفر و2/1 وفي دور الثمانية فاز على النواعير 3/صفر ذهاباً وانسحب النواعير في الإياب، وفي ربع النهائي تعادل مع الاتحاد مرتين صفر/صفر وفاز الجيش بركلات الترجيح 4/2، وفي نصف النهائي فاز على تشرين 2/صفر ذهاباً وتعادل الفريقان بالإياب صفر/صفر.
الشرطة فاز على البريقة 4/صفر و7/صفر وفاز في دور الـ16 على حطين 2/1 بعد الخسارة 2/3 في اللاذقية وفي ربع النهائي خسر مع الجهاد صفر/1 ذهاباً وفاز إياباً 4/صفر, وفي نصف النهائي فاز على المجد 5/1 إياباً بعد خسارته الذهاب 2/3.