مستوطنون يقتحمون الأقصى استعداداً لذكرى «خراب الهيكل» … غزة على مفترق طرق.. وحماس موافقة على الرؤية المصرية للمصالحة
| فلسطين المحتلة – محمد أبو شباب – وكالات
مع إعلان كيان الاحتلال أن غداً الجمعة، هو الموعد الأخير لوقف الطائرات الورقية الحارقة، التي تطلق من قطاع غزة على فلسطين المحتلة عام 1948، وإلا فسيتم البدء بعدوان واسع على القطاع، تسير الأوضاع الميدانية نحو التوتر أكثر، وخاصة مع رفض الفصائل الفلسطينية لابتزاز الاحتلال بخصوص وقف الطائرات الورقية ومسيرات العودة التي ربطها كيان الاحتلال بفتح المعابر، معتبرين المطلب الإسرائيلي مرفوضاً باعتبار مسيرات العودة هي حق مكفول، وهي مسيرات سلمية.
وقال الناشطون الفلسطينيون الذين يطلقون الطائرات الورقية في بيان لهم: إنهم مستمرون في إطلاق الطائرات الورقية، على الرغم من تهديدات الاحتلال، واستمرار إغلاق المعابر منذ الثلاثاء الماضي، مؤكدين في الوقت ذاته أنه كلما اشتدت حلقات الحصار زادت عملية إطلاق الطائرات الورقية الحارقة، التي تقول تقارير إسرائيلية إنها تسببت في احترق نحو 28 ألف دونم داخل فلسطين المحتلة خلال مئة اليوم الماضية.
على الصعيد ذاته، تواصلت الإدانات الفلسطينية على إغلاق الاحتلال لمعابر قطاع غزة، ومنع تدفق المواد التموينية والوقود، ووصف مركز الميزان لحقوق الإنسان ومقره في غزة في بيان له تلقت «الوطن» نسخة منه ما أقدم عليه الاحتلال بإغلاق شامل للمعابر جريمة بشعة، مخالفة للقانون الدولي.
وأشار المركز في بيانه، إلى أن قطاع غزة يستورد يومياً ما معدله (300) طن من غاز الطهي، إضافة إلى (500.000) لتر من السولار، و(200.000) من البنزين، وإن وقف توريد هذه المواد فسيقوض من أسباب الحياة في قطاع غزة، ولا سيما أن القطاع يعني نقصاً حاداً في إمدادات الطاقة الكهربائية، التي تقل عن أربع ساعات في اليوم.
في السياق، نفت السلطات المصرية الأخبار التي تحدثت عن إغلاق معبر رفح البري، وأكدت أنه مفتوح أمام حركتي السفر والوصول وعبور الحالات الإنسانية والعالقين في الاتجاهين.
وقد اعتصم العشرات من جرحى مسيرات العودة وأصحاب الأمراض المزمنة على بوابة معبر بيت حانون شمالاً، احتجاجاً على تردي الأوضاع الصحية وللمطالبة بتوفير العلاج داخل غزة وخارجها. كما دعوا إلى كسر الحصار على نحو كامل.
وبدوره تحدث الناطق باسم وزارة الصحة أشرف القدرة عن أكثر من 4000 آلاف جريح بحاجة للعلاج لا تتوافر العلاجات لهم، وأكثر من 4 آلاف مريض آخرين بحاجة للسفر.
وفي سياق منفصل أكد مصدر فلسطيني أن تفاهماً كبيراً جرى مع المصريين بشأن الكثير من القضايا من بينها رفع عقوبات السلطة عن غزة، وتسلم حكومة الوفاق مهماتها وصلاحياتها في غزة، إضافة إلى الجباية.
وقال المصدر: إنه وبموجب التفاهم ستؤلف حكومة وحدة وطنية تعتمد قرارات اللجنة الإدارية بشأن الموظفين والرواتب بحيث يجري تعيين 20 ألف موظف من حماس، أما الموظفون العسكريون فتحل قضيتهم عبر اللجنة الأمنية وضمن لجنة منظمة التحرير.
وفي سياق آخر اقتحم أمس قرابة 300 مستوطن المسجد الأقصى منذ الصباح، على حين تتم الاقتحامات بحماية شرطة الاحتلال وتترافق مع اعتداءات على حراس المسجد. ويقيم جماعات الهيكل و«نساء من أجل الهيكل» أكبر تجمع واقتحام للأطفال برفقة ذويهم من المستوطنين المتطرفين. يأتي ذلك، استعداداً لما يسمونه ذكرى «خراب الهيكل»، ولربط أطفال المتطرفين وعائلاتهم بأمجاد الهيكل المزعوم.
على صعيد آخر، شرع اتحاد موظفي «الأونروا» في قطاع غزة أمس، بسلسلة من الإجراءات التصعيدية، تستهدف الأونروا نتيجة تقليصاتها، مطالباً الأونروا بتحقيق أربعة مطالب لوقف تلك الاعتصامات وذلك في بيان تلقت «الوطن» نسخة منه، والمطالب، هي طمأنة اللاجئين الفلسطينيين ببدء العام الدراسي في موعده، ورسالة أخرى تتضمن بشكل واضح توزيع الدورة الرابعة من الكابونات الغذائية في موعدها بلا أي تأخير، وسحب التهديد بإنهاء عقود الـ956 موظفاً الذين يعملون على عقود دائمة لسنوات طويلة بتمويل من موازنة الطوارئ، وكذلك تثبيت المعلمين الشواغر الذين تزيد أعدادهم على 500 شاغر للعام الدراسي 2017/2018، والذين انتهت عقودهم نهاية العام الدراسي الحالي بانتظار التثبيت.
لكن تلك المطالب ستصطدم من دون شك بالأزمة المالية الخانقة التي تعيشها الأونروا التي تواجه عجزاً في موازنتها يزيد على 200 مليون دولار.
وسينظم العاملون في الأونروا اليوم الخميس، اعتصامات حاشدة في مخيمات اللاجئين وأمام مقر الأونروا في غزة.