سورية

الحسين أكد لـ«الوطن» أن كل شبر من سورية سيتم تحريره.. ودعا إلى استقبالهم استقبال الأبطال … أهالي كفريا والفوعة إلى الحرية

| موفق محمد – وكالات

بدأت أمس التحضيرات لنقل الأهالي من بلدتي كفريا والفوعة بريف إدلب الشمالي والمحاصرين من قبل تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي منذ أكثر من 3 سنوات إلى محافظة حلب عبر معبر العيس، وذلك بموجب اتفاق يقضي بتحرير كامل العدد المتبقي من مختطفي قرية اشتبرق والآلاف من أهالي البلدتين.
ودخلت 121 حافلة والعشرات من سيارات الإسعاف التابعة لمنظمة الهلال الأحمر العربي السوري على 3 دفعات إلى بلدتي كفريا والفوعة لنقل الأهالي المحاصرين منذ أكثر من 3 سنوات من التنظيمات الإرهابية وذلك تنفيذاً للاتفاق الذي تم الإعلان عنه أول أمس. وفي تصريح لـ«الوطن»، أبدى عضو مجلس الشعب حسين راغب الحسين المنحدر من بلدة الفوعة شكوكه في التزام التنظيمات الإرهابية بتنفيذ الاتفاق، وقال: «الباصات أصبحت في داخل البلدتين»، لكنه أضاف: «هناك مثل عامي في إدلب يقول: لا تقول كمون حتى تصره، وهذه المجموعات المسلحة لا دين لها ولا قيم ولا أخلاق».
واعتبر الحسين، أنه لن يقال إن الاتفاق تم حتى يخرج جميع أهالي البلدتين ويصلوا إلى حلب».
وأعرب الحسين عن اعتقاده، بأن الاتفاق كان لتركيا وروسيا وإيران دون كبير فيه طبعاً بعد تنسيق كل من موسكو وطهران مع الحكومة السورية لأن أي مشروع تفاوض يحدث من خلال الدولة السورية وعبر مؤسسات الدولة.
وأكد الحسين فيما يتعلق ومصير البلدتين بعد نقل الأهالي منهما أن «كل شبر من سورية هو محط اهتمام الدولة السورية وسوف يعود إلى حضن الدولة ولن نقبل بالتقسيم ونحن مقتنعون بذلك».
وإن كان هذا الاتفاق هو مقدمة لعملية عسكرية سوف ينفذها الجيش العربي السوري مع الحلفاء في محافظة إدلب وخصوصاً أن تصريحات روسية سابقة أكدت أن معركة تحرير إدلب اقتربت مع قرب انتهاء معركة جنوب البلاد، قال الحسين: «نحن في مجلس الشعب وفي القيادة السورية، نؤكد أن كل شبر من سورية هو واجب وطني وأخلاقي يجب تحريره ولن نرضى بأن يكون أي شبر خارج سيطرة الدولة السورية».
وأضاف: «المعركة في إدلب أو الرقة أو دير الزور أو المناطق الأخرى التي هي تحت سيطرة المجوعات المسلحة تعود إلى تقدير القيادة السياسية والعسكرية في سورية».
وحول استياء الأهالي في البلدتين من الخروج والذي ظهر في معرفاتهم على الانترنت قال الحسين: «طبعاً هذه الأرض هي أرض الأجداد والآباء والذكريات والطفولة ومرتع الأحلام، وشيء مفجع أن يخرج الإنسان من أرضه مرغماً».
وحول المدة الزمنية التي يمكن تنفيذ الاتفاق خلالها قال الحسين: «حسب الاتفاق والتسهيلات، خلال ثلاثة أيام يجب تنفيذه كاملاً»، وأوضح أن «بنود الاتفاق لم يطلع عليها أحد ولكن هناك تسريبات عنها».
وذكر أن عدد المواطنين المتبقين في البلدتين عددهم 6800 مواطن ومواطنة.
وناشد الحسين الحكومة السورية «باستقبال هؤلاء الأبطال استقبالاً يليق بهم، هؤلاء الأبطال الذين حافظوا على العلم السوري مرفوعاً في سماء إدلب وعلى هذه الأرض الطاهرة».
بدورها أشارت وكالة «سانا» إلى أن هذا الاتفاق يأتي بعد مرور أكثر من شهرين على تحرير 42 مختطفاً من قرية اشتبرق وخمس حالات إنسانية من بلدتي كفريا والفوعة في إطار تنفيذ اتفاق يقضى بتحرير مختطفي اشتبرق والمحاصرين في بلدتي كفريا والفوعة.
ولفتت إلى أنه من المقرر أن تصل خلال الساعات القادمة الحافلات من بلدتي كفريا والفوعة إلى ممر تلة العيس في ريف حلب إضافة إلى تحرير من تبقى من مختطفي قرية اشتبرق الذين اختطفهم الإرهابيون في نيسان عام 2015 إثر مجزرة في قرية اشتبرق استشهد خلالها ما يقرب من مئتي مدني على حين نزح المئات من أهالي القرية باتجاه المناطق الآمنة عبر الجرارات الزراعية وسيراً على الأقدام.
وبينت، أن محافظة حلب اتخذت جميع الاستعدادات لاستقبال أهالي بلدتي الفوعة وكفريا حيث بين عضو المكتب التنفيذي لمجلس المحافظة حميد كنو أنه تم تجهيز مراكز الاستضافة المؤقتة لهم وتزويدها بجميع الخدمات اللازمة كالخدمات الصحية والإغاثية والإطعام وتشكيل فرق استقبال إضافة لرفع جاهزية المشافي لرعاية المرضى وتوفير الخدمات الجراحية والعلاجية والاستطباب.
من جهتها، أكدت صفحة «شبكة أخبار الفوعة وكفريا المحاصرتين» على «فيسبوك»، الاتفاق يقضي في مرحلته الأولى بفتح الأوتوستراد الدولي غازي عنتاب حلب دمشق على أن تضمن تركيا وإيران وروسيا أمن الطريق ليصار فيما بعد إلى دخول المؤسسات السورية إلى إدلب وتُتبع بدخول قوى الأمن إلى المنطقة بعد إخضاعها إلى اتفاقيات تسوية تنهي الحرب في الشمال السوري.
من جانبها، ذكرت وكالة «أ ف ب»، أن الاتفاق ينص على نقل جميع سكان البلدتين اللتين تحاصرهما «النصرة»، مقابل الإفراج عن 1500 موقوف لدى السلطات السورية.
وصمد أهالي الفوعة وكفريا طيلة السنوات الثلاث الماضية ويتركون خلفهم قصة أطول حصار شهده مدنيون في الحرب التي تشن على سورية.
وخلف هذا الحصار الذي بدأ في آذار 2015 أكثر من ثلاثة آلاف وخمسمئة شهيد وما يزيد عن ستة آلاف جريح نتيجة صمود الأهالي في وجه بحر من الإرهابيين، في ظل واقع صحي يرثى له وقصف لم يفارق تفاصيل حياتهم.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن