رياضة

اللوحة الناقصة

| محمود قرقورا

اختتم أمس الأول الموسم الكروي السوري 2017/2018 من خلال قيام المباراة النهائية لكأس الجمهورية التي حسمها الجيش عن جدارة واستحقاق على حساب جاره الشرطة بهدفين مقابل لا شيء، مؤكداً زعامته المطلقة للكرة السورية، فاللقب هو العاشر وهذا رقم قياسي وهو الذي توج مؤخراً بلقب الدوري السوري للمرة السادسة عشرة كرقم قياسي أيضاً ومن هنا تسميته الزعيم.
الكرنفال كان جميلاً ولكن عملاً بقول الشاعر:
لكل شي إذا ما تم نقصان فلا يغرّ بطيب العيش إنسان
ليس من عادتنا النظر إلى نصف الكأس الفارغ، لكننا نتمنى دائماً الاقتراب من درجة الكمال وهذا حق مشروع.
التنظيم عال العال وهذا لمسناه في السنوات الأخيرة، لكن ما الذي كان يمنع توجيه دعوة خاصة للاعبي الرعيل القديم من الجيش والشرطة أيام الزمن الجميل في السبعينيات وخاصة أن هذا اللقب اعتبرناه هارباً من الزمن الغابر يوم كان الفريقان قطبي الكرة السورية ومواجهتهما هي الكلاسيكو المرتقب.
هل فكر المعنيون بدعوة بعض الحكام الذين سبق لهم قيادة المباريات النهائية الذين أفنوا سنوات عمرهم في خدمة التحكيم السوري كقيس رويحة على سبيل المثال لا الحصر؟
هل فكرنا بدعوة بعض من تعاقب على رئاسة اتحاد الكرة سابقاً قديماً وحديثاً؟
هل خطر ببالنا دعوة من بصم في المباريات النهائية كاللاعبين الذين سجلوا الهاتريك وعددهم أربعة؟
هل دار في خلدنا دعوة بعض المدربين المتوجين بالكأس سابقاً؟ وكل ما ذكرته لا يتجاوز مئة شخص، ثم أليس دعوة هؤلاء أهم من دعوة فنان ما مع أن وجود الفنانين يؤكد أن كرة القدم هي اللعبة الشعبية الأولى ولها جماهيريتها من مختلف الشرائح؟!
وبالعودة إلى مسابقة الكأس فقد شاهدنا على الهامش تكريم هداف الدوري باسل مصطفى وأفضل حارس شاهر الشاكر.
وهذا شيء ضروري ومهم يجب تكريسه، لكن ألم يتوافر في اتحاد الكرة سكورات المباريات وعددها قليل ومعرفة من هداف هذه النسخة من كأس الجمهورية وتكريمه مباشرة بأرض الملعب؟
إذا كنا نبحث عن فاكهة الملاعب الجمهور، فما المانع من تكريم جمهور نادي تشرين الذي شكل حالة حضارية في التشجيع وجعل الملاعب خير رسالة خارجية للأمن والأمان في بلدنا بعد نفض غبار الأزمة.
قد يقول قائل: إن جمهور نادي تشرين بدر منه حركات غير مقبولة ولكن أليس بالتكريم نضعه أمام مسؤولية صعبة في الموسم المقبل؟
تلك مجرد ملاحظات نأمل أن تلقى صدراً رحباً وآذاناً مصغية عند أصحاب الشأن، وهي ليست من بنات أفكارنا وإنما نستخلصها من مشاهداتنا لمباريات الكؤوس في الدول العظمى بكرة القدم.

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن