ثقافة وفن

جارٍ البحث عن برامج.. من يحمل مسؤولية عزوف المشاهد عن القنوات المحلية؟

| آلاء جمعة

إن لم أكن مخطئة تحمل قنوات التلفاز في جعبتها للمشاهد؛ الكثير من المسلسلات والأفلام والبرامج على أنواعها والإعلانات ومنوعات التسلية من أغان وغيرها…
ومن باب ذكر الفضائل قبل النواقص، يشهد لشاشاتنا السورية بذخيرتها الدسمة من المسلسلات المتنوعة والمتفاوتة بالطرح والأداء والإنتاج حتى ملأت المستويات كافة، وأرضت جميع الأذواق، وباتت منتجاً تتدافع الأيدي لشرائه عربياً، وأبطالنا أصبحوا نجوماً لا يضاهون في عالم الدراما العربية المشتركة.

ومن هنا يبدأ السؤال ماذا عن المواد الأخرى من الأفلام والبرامج والمنوعات؟
بات من الواضح في الآونة الأخيرة أن هناك جهوداً لا بأس بها في مجال صناعة السينما السورية، وبرزت أسماء عديدة مشهورة في الدراما التلفزيونية متخذة السينما حقلاً آخر لإظهار موهبتها تمثيلاً أو إخراجاً أو تأليفاً.
ومع البطء الشديد في نهوض السينما السورية إلا أنه لا بأس عليها ولها رجالها الواعدون.
أما مكمن استيائنا المستفحل فهو السؤال عن حال البرامج السورية كيف هي؟
أو بالأحرى أين هي هل من متابع، هل من مهتم، هل من متشوق؟
لا أثير دهشة أحد إن قلت إن أغلبنا فقد ثقته بفضائياتنا السورية، حتى إن البعض يتابع مسلسلاً سورياً يعرض على شاشة محلية وأخرى عربية، ولكنه يختار الأخيرة أحياناً بشكل غير مقصود وغير واعٍ، هرباً من كآبة شاشتنا ورتابتها المملة وإعلاناتها المضحكة أو المبعوثة من قبورها.
من المخزي أن تسأل مواطناً عن برامج فضائياته المحلية فلا يدري عنها شيئاً ولا يذكر منها اسماً، ولن نقول إن الوضع مأساوي لهذه الدرجة وسنعتبر أن كل مواطن يتابع حلقات متفرقة من هذا البرنامج أو ذاك على أقل تقدير، ولكنك ستفاجأ بأن أغلبية الجمهور متابع وبشكل حماسي برنامجاً لبنانياً، أو دعونا نوسع الدائرة ونقول عربياً، أو برنامجين بل إن البعض ينجز أعماله باكراً كي لا تفوته حتى الدقائق الأولى من البرنامج، ويتابع صفحته على الفيسبوك، وصفحة المقدم ليبقى على اطلاع على أهم المقاطع وأجملها، ويرسلها للآخرين أو يشير إليهم بها، أو لكي يعلم من ضيف الحلقة القادم وما سؤال البرنامج، أو ما التصويت الجديد المطروح في الصفحة.
بينما تجد برامجنا فقيرة الجمهور، شحيحة الإنتاج، مملة إلى حد كبير أو متعملق يشعرك أن الوقت متوقف لا يمر. المقدمون يتسمون بجدية لا تليق بمقام البرنامج، أو بلطف مصطنع وضحكة مشدودة تكاد تتمزق وصولاً للحظة الختام. عدا المضامين الجامدة، والأسئلة المكررة المباشرة التي تفتقد الدهشة والجرأة والمواربة المشوقة الممتعة. مقدم بلا حضور يفتقر للكاريزما، يفتقد أحياناً أو كثيراً ملكة الحوار وفنياته، ليس لديه حس الفكاهة أو التميز.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن