رياضة

المنطق فرض نفسه.. الزعيم يحقق ثنائية الدوري والكأس … أداء دون الطموح وخبرة الجيش تفوقت على حماسة الشرطة

| ناصر النجار

حقق فريق الجيش بطولة كأس الجمهورية في ختام منافسات الموسم الحالي 2017/2018، بفوزه على الشرطة بهدفين نظيفين سجلهما في الشوط الثاني عز الدين عوض وحسن عويد، وبذلك ختم الجيش موسمه الكروي بأحسن ما يكون بنيله لقبي الدوري والكأس بعد أن كان يتبادل اللقبين مع الوحدة في المواسم الأخيرة، وبالوقت نفسه حطم الرقم القياسي لعدد مرات الفوز بكأس الجمهورية بوصوله إلى اللقب العاشر متجاوزاً شريكه السابق الاتحاد الذي حمل الكأس تسع مرات في مناسبات سابقة.

وبالمقابل أخفق الشرطة بتسجيل حضور طيب في النهائيات منذ فوزه بالكأس آخر مرة 1980 باستثناء هذا الموسم وموسم 2015 الذي خسره أيضاً أمام جاره الثاني الوحدة بهدفين جاءا بالوقت الإضافي الثاني من المباراة.
ومن سوء حظ النهائي أنه جاء بعد نهائي كأس العالم فكانت المقارنة ظالمة، وخصوصاً أن الفريقين لم يقدما العرض المتوقع، فقدم الجيش أسوأ أداء له في الشوط الأول وقدم الشرطة الأسوأ منه في الشوط الثاني، ففاز الفريق الأقل سوءاً.
ولم يفز الجيش بالبطولة بفضل أدائه بقدر ما كان فوزه بفضل تواضع أداء الشرطة وخصوصاً في الشوط الثاني، ولم يحتج مدرب الجيش إلى تبديلات حاسمة في صفوف فريقه لأن المباراة كانت تسير كما تشتهي سفنه، في حين أجرى الشرطة تبديلات هجومية علًها تحرك بالفريق شيئاً دون جدوى.
وخطة فريق الجيش كانت بالمراقبة اللصيقة لنجمي الشرطة محمد العبادي ومحمد كامل كواية فانقطع الماء والهواء عن الفريق كله، وفقد الشرطة في المباراة عقله المدبر وميزان الثقل فيه فكانت النتيجة مستحقة قياساً على ما جرى، فخبرة الجيش كانت أقوى وأفضل من حماس لاعبي الشرطة، والمشكلة كانت بالأسلوب الذي لعبه الشرطة، ولو استمر اللقاء لساعتين لما سجل الفريق هدفاً وساهم بذلك تراجع المخزون البدني للفريق وخصوصاً في الشوط الثاني فتلقى هدفين ونابت العارضة عن هدف ثالث.
وإذا كان الشرطة يملك على دكة الاحتياط مهاجمين بمثل مستوى الأساسيين إلا أنه لم يكن يملك لاعبي وسط قادرين على قلب المعادلة وتغيير النتيجة وهذه نقطة ضعف واضحة بالفريق.
لذلك كانت العوامل التي أدت إلى خسارة الشرطة عديدة وحسبه أنه وصل للنهائي كإنجاز يحسب له.

ربع ساعة
الشوط الأول من المباراة انتهى بالتعادل السلبي بين الفريقين، وبدأ الشرطة المباراة مهاجماً ومسك زمامها وقدم بداية جميلة امتدت ربع ساعة أضاع فيها فرصة ثمينة للتقدم بكرة العبادي الضائعة، توازنت المباراة في الربع الثاني دون أن نشهد خطورة حقيقية بغياب الفرص المباشرة، الثلث الأخير من الشوط كان الأكثر حرارة وتنوعت فيه الفرص والهجوم الخطر وكانت مباشرة محمد قلفاط أخطرها أبعدها حارس الجيش المدنية ولم تجد من يتابعها بالمرمى، وأول تحرك خطر للجيش كانت تسديدة العنيزان ثم قوية السلامة ردها شفان أوسي وانفرادة مناسبة لعويد الجيش لم يحسن استثمارها ليكون التعادل السلبي عنوان الشوط الأول.
في هذا الشوط كان الجيش يجر الشرطة إلى مغامرة غير محمودة العواقب، لكن صلابة دفاعه أفشلت كل خططه وهذا ما أدى إلى عجز هجوم الجيش عن اختراق الدفاع من كل الجهات فلجأ إلى التسديد البعيد دون أي جدوى.

شوط المدربين
شوط المباراة الثاني بدأ كسابقه إنما بعهدة الجيش الذي سيطر على المجريات وما لبث أن فتح ثغرة بدفاع الشرطة فوضع عز الدين عوض فريقه بالمقدمة بهدف التقدم الأول عبر نقلات عديدة انفرد على إثرها العوض بالحارس وأرسلها فوقه هدف المباراة الأول د 56، ولم يفق الشرطة من صدمة الهدف حتى كانت عارضة شفان تهتز بقوية السلامة.
وبعدها رد حائط الصد مباشرة شعيب القوية، وأجرى مدرب الشرطة تبديلين هجوميين فأخرج المدافع قاسم بهاء الدين ولاعب وسط محمد خلف الموسى وأدخل المهاجمين محمد الدمراني ومحمد عوض دون أن يكون للتبديلين أي تأثير وعلى العكس تماماً فقد أفرغ التبديلان منطقة الوسط فاستغل الجيش المساحات الواسعة ليسيطر على المباراة بشكل أفضل، وحاول الشرطة أن يكثف من هجماته ليدرك التعادل لكن الحال ينطبق عليه قول المثل: (أسمع جعجعة ولا أرى طحناً) فباءت كل الهجمات بالفشل لضعف اللياقة وسوء التركيز، والأغرب من ذلك أن الفريق مع عجزه باختراق دفاع الجيش القوي إلا أنه لم يستثمر الكرات الثابتة العديدة فلم تشكل أي خطر على منافسه.
وأطلق حسن العويد رصاصة الرحمة على المباراة عندما تلقى كرة طويلة حاور بها آخر مدافع وأطلقها عن يسار شفان أوسي هدفاً جميلاً ثانياً د84 لتكون بمنزلة الفرح الجيشاوي الذي أدرك بالهدف فوزه وفرحته فسارت الدقائق الأخيرة دون أي شيء يذكر ليعلن الحكم الدولي مسعود طفيلية نهاية المباراة بفوز الجيش بهدفين نظيفين.

عين (الوطن)
– حضر المباراة اللواء موفق جمعة رئيس الاتحاد الرياضي العام ونائبه الدكتور ماهر خياطة وفادي الدباس رئيس اتحاد الكرة وعدد من أعضاء الاتحاد واللواء ياسر شاهين مدير إدارة الإعداد البدني في الجيش والقوات المسلحة والعميد حاتم الغايب رئيس الاتحاد العربي السوري للشرطة.
– قدم اللواء جمعة وصحبه كأس البطولة لفريق الجيش وميداليات الفائز بالمركز الأول لفريق الجيش وميداليات الفائز بالمركز الثاني لفريق الشرطة.
– تم تكريم طاقم تحكيم المباراة بهدايا قدمها اتحاد كرة القدم.
– نال حارس الجيش شاهر الشاكر جائزة أفضل حارس في الدوري، ولاعب الوحدة باسل مصطفى جائزة هداف الدوري وغابت بقية الجوائز.
– غصّ المقعد المخصص بمراقب المباريات بعدد من أعضاء الاتحاد والموظفين لدرجة أننا لم نعرف من مراقب المباراة أو مراقب الحكام؟
– أجاد اتحاد كرة القدم بتنظيمه للمباراة فلم نشهد أي خرق وخصوصاً في السدة الرئيسية، كما أقام منصة متميزة على أرض الملعب لتتويج الفائز باللقب.
– على غير العادة كان جمهور فريق الاتحاد فرحاً بفوز فريق الجيش بالبطولة، لأن فوزه أفسح المجال لفريق الاتحاد المشاركة ببطولة الاتحاد الآسيوي باعتباره وصيفاً لفريق الجيش بالدوري.
– حضر المباراة عدد لا بأس به من الجمهور أغلبهم لفريق الجيش الذين هتفوا لفريقهم طوال المباراة وكان الدخول للمباراة مجاناً باتفاق الفريقين.

بطاقة المباراة
المناسبة: نهائي كأس الجمهورية موسم 2017/2018
المكان: ملعب الفيحاء بدمشق.
التوقيت: الجمعة 20/7/2018، الساعة 8.30 مساء.
الفريقان: الجيش× الشرطة: 2/صفر.
الأهداف: عز الدين عوض د56، حسن العويد د 84.
البطاقات الصفراء: عقبة المرعي، خالد عكلة (الشرطة) ورد السلامة (الجيش).
الحكام: الدوليون: مسعود طفيلية للساحة، حسين خضيرة وكنان حاطوم مساعدين، عبد اللـه بصلحلو حكماً رابعاً.

تشكيلة الفريقين
الجيش: أحمد مدنية – حسام بوادقجي – حسين شعيب – محمد شريفة (يوسف الحموي) – محمد فارس أرناؤوط – عز الدين عوض – عبد الملك عنيزان – ورد السلامة – أحمد الأشقر – حسن عويد (مازن عمارة) – أحمد الخصي (رضوان قلعجي).
الشرطة: شفان أوسي – خالد عكلة – مازن علوان – واصل الحسن – عقبة المرعي – قاسم بهاء الدين (مصطفى الشيخ يوسف) – سعيد برو – محمد خلف الموسى (محمد دمراني) – محمد العبادي – محمد كامل كواية ( محمد عوض)– محمد قلفاط.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن