ثقافة وفن

لست متمسكاً بالدراما السورية إذا كانت سيئة … زهير قنوع لـ«الوطن»: لا توجد دولة في العالم دعمت الدراما مثلما دعمتها الدولة السورية

| سارة سلامة

بإرادة وتصميم جمع بين الإخراج والتأليف والتمثيل والإنتاج وبرع فيها جميعاً، فبعين إخراجية ثاقبة وجريئة حمل الاختلاف والتطور والتميز، ولم يكن يوماً هاوياً أو مقلداً ومنسوخاً، حقق زهير قنوع عبر مسيرته تفرداً وتجدداً، فمن منا لم يسلّم لأمر الحب في عمل «وشاء الهوى»، وكم أقلتنا تكسي «أبو جانتي» إلى عالم من الترفيه والضحك، وانتظرنا سنوات من الحنين كل من «دنيا» و«يوميات مدير عام» بجزأيهما الاثنين، أما كتابةً فذوقنا العشق في «أهل الغرام» وأطربنا ولهاً من خلال شارة «وشاء الهوى» والكثير الكثير.
زهير قنوع فنان بكل ما تحمله الكلمة من معنى وهذا كله لم يكن محض مصادفة فهو وليد بيت فني عريق وهو الابن الأصغر للشاعر والكاتب السوري أحمد قنوع حيث ترعرع وعاش في كنف والده ومنزله الذي لطالما حفل بالكتّاب والمخرجين والفنانين، فحفظ واكتشف وتلقف كل ما علمه إياه من فنون، وارتاد معه المسرح الذي بنى وأسس وحفز شخصيته وساعده لبلوغ حلمه في الإخراج حيث تتلمذ على أيدي أهم مؤسسي الدراما السورية ليقدم أجمل الأعمال بتوقيعه.
وهو اليوم ينتهي من تصوير عمله الجديد «كوما» ويملك الكثير من الأفكار والمشاريع التي تنتظر أن تبصر النور على يد منتج شجاع وليس جشعاً، وهو يقر بمستوى الدراما السورية الرديء ولكنه متفائل وينتظر واقعاً أكثر انفتاحاً وتطوراً في هذا الحوار..
بداية حدثنا عن جديدك «كوما»؟
المشروع كان باسم «آخر محل ورد» ولكن المنتج أوقف تصويره وقام بتعديلات على النص وعلى الخطوط العامة للعمل ككل، واستكمله مع فريق جديد كتابة وإخراجاً وأيضاً على صعيد الفنيين، وصور جزءاً منه في أبو ظبي والجزء الآخر جرى تصويره بين سورية ولبنان، وهو ضمن سياق العمل الاجتماعي المعاصر الذي يسلط الضوء على مجموعة من الشخصيات السورية وحياتهم ومشاكلهم وهمومهم من الذين اختاروا العيش خارجاً أثناء الحرب والمجموعة الأخرى هي التي تعيش داخل سورية.

لماذا تم تغيير الاسم؟
لأن المحتوى والنص والتوجه اختلفت أي إن المنتج هلال أرناؤوط فضل معالجة الموضوع بشكل يشمل كل السوريين ويتحدث عن مشاكل الحياة بشكل عام، أما رمزية «كوما» فتعود إلى الفترة التي كان فيها البلد مريضاً وجريحاً إضافة إلى أن أم البطلة تعاني من كوما.

هل سيكون العمل للموسم الرمضاني القادم؟
العمل سيعرض في الشهر التاسع من هذا العام ونحن لا نعول على الموسم الرمضاني لأنه ظرف غير صحي لمشاهدة أي عمل وتجعلنا فكرة العروض الرمضانية محدودين ومؤطرين.

ما الذي ينقص الدراما السورية وما نقطة ضعفها؟
يوجد لدينا دراما ورؤوس أموال ونجوم وممثلون ومخرجون وكتّاب وما ينقصنا هو السوق وهناك مشاكل لها علاقة بالمنتجين وأخرى لها علاقة بالكتّاب والنقابات، ولكن الأزمة الأساسية الخانقة هي غياب السوق، وما دام لا يوجد محطات سورية وطنية تشتري المنتج السوري سنبقى كصناع لهذه الدراما تحت رحمة وإرادة المحطات العربية.

هل اختلف مستواها بسبب الحرب الدائرة في البلاد؟
بالتأكيد وتعتبر الدراما السورية في السنوات الماضية غير لائقة، وقلما نجد عملاً يحترم الحالة العامة للسوريين منذ بداية الحرب إلى الآن، وهذا شيء طبيعي في بلد يتعرض لحرب منذ 8 سنوات، ومن غير المنطقي تعرض بلد لهذا التخريب وبكل مناحي الحياة وتبقى دراماه بخير وهي تأثرت مثل تأثر الاقتصاد وكل قطاعات الدولة الأخرى.

هل نالت أعمالك في سورية الصدى الذي تستحقه؟
كانت في معظمها أعمالاً ناجحة ابتداء من «وشاء الهوى» مروراً بـ«الهاربة» و«شهر زمان» و«أبو جانتي» و«يوميات مدير عام» و«دنيا»، بعكس الأعمال التي قدمتها في لبنان حيث كانت مجرد أعمال سُجلت فقط في حين أعمالي السورية نجحت نجاحاً كبيراً وربما قد يكون بعضها تعثر.

هل ارتقيت في تقديمك الأجزاء الثانية لكل من «دنيا» و«يوميات مدير عام» إلى مستوى الأجزاء الأولى؟
«دنيا» نجح وحقق أرباحاً كبيرة جداً لشركة الإنتاج ومشاهدة عالية وكان العمل المشاهد الثاني على مستوى العالم العربي وليس على مستوى سورية فقط وعرض على محطات كبيرة.
أما يوميات «مدير عام» الذي يعتبر أنجح مسلسل كوميدي في سورية فقدمت الجزء الثاني منه ونجح ولكن ليس معقولاً أن نقدم مسلسلاً بعد 15 عاماً بجزء ثان ويكون مطابقاً للأول أو بالطزاجة ذاتها، والنجاح مسألة نسبية والمعيار هو للأرقام والمحطات التي عرضته وما يحققه من جماهيرية وأرباح.
تقييمك للأعمال الرمضانية في هذا العام؟
رأيت بعض المشاهد من كل عمل وبرأيي أن الموسم الرمضاني السوري منذ العام 2011 حتى اللحظة غير لائق، وقلة هي الأعمال منذ ذلك التاريخ التي ترتقي لمستوى الدراما السورية، وما تبقى هي أعمال غير لائقة بالمجمل وغير مفهومة المحتوى ومستواها الفني هزيل، كما أن التقنيات المستخدمة فيها تعود إلى القرن الماضي، وإذا ما راقبنا الأعمال المصرية والمستوى الذي وصلت إليه فنياً وتقنياً نخجل من أنفسنا.
ونستطيع استثناء «فوضى» لأنه كان عملاً جيداً والعام الماضي برز «الندم» وقبله «شهر زمان».

ماذا عن تجربتك في مصر ولبنان؟
في مصر قدمت في عام 2008 «طيارة ورق» وهو عمل مهم جداً من حيث المحتوى والشكل الفني وحقق جوائز في مهرجان القاهرة للإعلام، وهو يحكي عن التأثيرات التي طرأت على العرب والمسلمين إبان أحداث الحادي عشر من أيلول والعمل بطولة ميرفت أمين.
وقدمت في لبنان ثلاثة أعمال «العشق المجنون» عام 2012 وهو دراما رومانسية بسيطة سائدة، وعملت أيضاً «أول نظرة» وهو مسلسل رومانسي خفيف، و«أدهم بيك».

هل أنت راض عن تجربتك اللبنانية؟
لست راضياً عنها باستثناء «أدهم بيك» في عام 2017، وهو عمل ذو نص مهم ومستواه الفني عال ويتحدث عن فترة الاحتلال الفرنسي وثورة اللبنانيين ضدها، وهو في الأساس مأخوذ عن رواية، وفي تجربتي اللبنانية أنا راض فقط عن «أدهم بك» وباقي التجربتين كانتا مجرد خيار أفضل من الموجود في سورية، وإذا جاءني خيار جيد في أي بلد بالعالم فسأذهب لأنني لست متمسكاً بالدراما السورية السيئة.

هل يفتقد زهير المنتج الحقيقي في الدراما السورية؟
لم يتبق لدينا منتجون مع احترامي لكل الذين يسمون أنفسهم منتجين وعدم احترامي لنتائجهم، فالمنتج يجب أن تكون لديه وجهه نظر ومعرفة ومال لينتج ويسوق، لا أن يأخذ موافقة محطة على محتوى سخيف ويشغل الناس بتراب الأموال، وبهذا المفهوم لن أعمل مع أي منتج من المنتجين الموجودين اليوم، إلا إذا وجد منتج يدرك معنى الإنتاج ويكون على يقين بأن التوفير هو مقتل الإنتاج وأن الذي يعمل (ذهب يبيع).

برأيك هل أصبحت الدراما اللبنانية منافسة لنا عربياً؟
فرصة الدراما اللبنانية صعبة عربياً لأنهم لا يملكون مقومات حتى الآن وليس لديهم موروث بالتمثيل، وواحدة من أسباب نجاح الدراما السورية هو الممثل السوري أي العنصر البشري والمواهب ونحن منذ العام 1980 لدينا المعهد العالي للفنون المسرحية الذي يخرج دفعات رائعة، وهناك أجيال كاملة مهمة من الستينيات والخمسينات وجيل الشباب من سنة الثمانين إلى الآن ونحن نتحدث عن طاقات هائلة وربما خريج الدفعة الأولى هو أيمن زيدان ومن خريجي الدفعات الأخيرة دانا مارديني، وفي لبنان لا يوجد هذا الكم من الممثلين بسبب ضعف الاقتصاد، وقلة أجر الممثل يمنعه من التفرغ للتمثيل وهم منشغلون أكثر بالمنوعات والغناء وأنواع أخرى من الفنون.
لك مشاركة سينمائية واحدة من خلال فيلم قصير ألا توجد لديك آفاق سينمائية؟
الفيلم كان بعنوان «الباب الحديد» وهو من تأليفي وإخراجي، وأحضر الآن سيناريو مع المؤسسة العامة للسينما وهو مشروع ضمن سياق السينما الوطنية وضمن إنتاجات سينما المؤسسة التي تعنى بحالة فكرية محددة.
أما سينما القطاع الخاص فهي غير موجودة وتعتبر مجازفة غير مضمونة النتائج ولاسيما أنه لم يتم فتح هذا الملف ومنذ زمن طويل ليس لدينا تجربة سينما قطاع خاص خصيصاً لشباك التذاكر لأننا اهتممنا بالدراما وأهملنا سينما القطاع الخاص.

ماذا عن تجربتك في «صرخة روح» من خلال «سولو»؟
«سولو» من تأليفي وهي خماسية لائقة وجميلة أما بخصوص العمل ككل فهو لا يعجبني وكنت أفضل ألا أشارك به ولكن كمحتوى أفخر بهذه الخماسية التي لم تخدش الحياء العام للأسرة السورية.

التجربة المسرحية سواء كانت إخراجاً أو كتابة أو إنتاجاً أو تمثيلاً ماذا أضافت لك؟
المسرح هو الذي بناني وعملت به مدة عشرين عاماً والمرة الأخيرة في العام 2001 أي منذ 17 عاماً، وكنت مديراً لمهرجانات مثل معرض دمشق الدولي، وأنتجت للمسرح وكتبت ومثلت وأخرجت وحصلت على جوائز وقمت بدراسات طويلة وتعاونت مع الدولة وبنيت مسرحاً خاصاً مع أديب خير رحمه الله.
واعتبر أن هذه المرحلة كانت بمنزلة البناء والتأسيس لشخصيتي كممثل وعلمتني حسن إدارة الممثل والفهم العام وحب الفن وأنا تربيت على المسرح من بيت والدي وصولاً إلى المسرح القومي ومسرح القطاع الخاص.

إذاً لماذا هجرت مسرحاً بناك؟
المسرح هو الذي هجر الحياة ولم يعد موجوداً وأصبح يشكل حول العالم حالة من الحنين، وهناك تجارب مسرحية سورية جميلة ولكن السؤال ماذا يعود المسرح لمبدعيه، وأنا لست مع نظرية «الفن من أجل الفن» بل أؤمن أن الفن هو مهنة ويقدم رسائل نبيلة ويجب أن يتمتع مزاولوه بارتياح مادي.
وأي فن لا ينتج عنه دخل مادي جيد لا أريده واعتبره حماقة وتضييعاً للوقت، لذلك أقول إن المسرح يشكل لنا حالة حنين في زمن البشاعة التي نعيشها لأننا نعيش في أبشع الأزمان كسوريين تحديداً ونعتبر اليوم في أكثر الأماكن اضطراباً حول العالم، ومن غير المنطقي أن يكون فننا مستقراً وهذا التذبذب والغليان والكبوة في الفن السوري ما هو إلا نتيجة طبيعية ومشابهة لكبوة الإنسان السوري.

كم تأثرت بوالدك أحمد قنوع؟
والدي هو كل حياتي وأنا في 19 عاماً الأولى من حياتي عشتها في كنفه وببيته الذي منذ أن فتحت عيناي عليه لم يخل من المخرجين والموسيقيين والمغنيين والفنانين، وكوني ابن بيئة فنية ووالدي كاتب وكاتب مسرحي وغنائي تأثرت بذلك جداً وأصبحت بدوري كاتباً وعشقت الإخراج ولكن لم استطيع دراسته خارجاً بسبب ضعف الإمكانات المادية وبعد وفاة والدي تعلمت عند أساتذة كبار في الدراما السورية.

كيف لإنسان أن يجمع بين هاتين الموهبتين وينجح في كلتيهما سواء بالإخراج أو التأليف؟
ألفت وأخرجت ولسنوات طويلة مثلت على المسرح وهذا نوع من الحظ أنني ابن أحمد قنوع وكنت محظوظاً أيضاً بأني عملت مع كبار المخرجين كمساعد حتى أعوض النقص الأكاديمي لأن في سورية لا توجد لدينا أكاديمية للسينما حتى اللحظة، وهذا نقص أساسي في البنية المجتمعية للعنصر البشري السوري في المجال الفني، ويساعد وجود أكاديمية للسينما بأن يكون لدينا مديرو إنتاج ومخرجون وكتاب ومساعدون وفنانون أكاديميون يرفعون من مستوى الإنتاج الدرامي.

ألفت بمشاركة الفنانة أمل عرفة مسلسل «سايكو» هل يحزنك مصيره؟
ليس لأنه ليس لدي فكرة لماذا لم يبع العمل وهل هو ضعف في التسويق لدى الشركة المنتجة أم خلل بالعمل فنياً، وحقيقة لم أشاهد العمل ولكن لا اعتقد أن يكون هناك خلل فني لأنه سواء أمل عرفة أو بقية النجوم المشاركون معها هم أسماء كبيرة وحتى المخرج الذي يعمل للمرة الأولى لكنه موهوب، وما وصل إلينا حتى الآن أن الأسعار غير لائقة.
و«سايكو» صور منذ عامين ولم يعرض بسبب غياب السوق وليس بسبب جشع المحطات لأن السوق عرض وطلب ولا تعرف وطنية أو قومية، كما أن المحطات السورية ليس لديها إمكانية مادية لدفع رقم كاف يعوض المنتج إنتاجه والسؤال نحن ماذا فعلنا لنحصن أنفسنا؟!.

أعمالك تسبب جدلاً جماهيرياً ونقدياً واسعاً لماذا؟
لأنني لست من المخرجين الذين يخافون ولست مع مقولة (امش جنب الحيط ويارب السترة)، وفي كل عمل أتناوله لا أخاف من المغامرة بوجوه جديدة وتجريب أساليب إخراجية متطورة، وذلك لأن المسلسل العربي يشعرني بالملل ولا استطيع أن أرى عملاً مؤلفاً من 30 حلقة وقلة هي المسلسلات التي تدفعني لأراها لذلك دائماً عندي محاولة لكسر الروتين السائد وكتبت «أهل الغرام» ورأينا في كل حلقة قصة وحقق نجاحاً كبيراً ولم يكن هناك اختلاف نقدي عليه.
ولدينا الكثير من الأفكار ولكن رأس المال جبان وتحديداً ببلد تعرضت لحرب، واليوم نقدم أعمالاً مثل التي قدمناها عام 1980، فما الفرق بين «شجرة النارنج» و«الندم»؟، في الحقيقة لا يوجد أي فرق ربما أصبحت الصورة أجمل واختلفت حركة الكاميرا وبعض التقنيات، وعلى الرغم من أن «الندم» عمل جيد ولكن ما أود قوله إن طروحاتنا لا تحمل أي تطور.

كم يحمل زهير من الجرأة؟
جريء جداً وسأبقى كذلك ولا استطيع أن أكون إلا هكذا ولكن ما الذي أحققه من هذه الجرأة ذلك مختلف نسبياً لأننا نتحدث عن دراما سورية جريحة.

حصلت على أفضل عمل جماهيري عن عمل «ملك التكسي» أين أنت من الأعمال الكوميدية؟
الكوميديا صعبة جداً في هذا التوقيت ومع وجود منتج لا يؤمن بالكوميديا، وهي تحتاج إلى بزخ وأموال وحرية فكرية والكثير من العمل وتعتبر أصعب من العمل التراجيدي، وللأسف هناك استسهال بشكل عام في تناول الكوميديا سواء من الكتّاب أو المخرجين والمنتجين.
ولا نستطيع مقارنتها بأيام زمان مثل «يوميات مدير عام» أو «جميل وهنا» لأن في ذلك الوقت لم يكن عندنا إنتاج درامي وكنا نحب أي شيء، والآن استطيع تقديم عمل كوميدي ينجح نجاحاً كبيراً ولكنني بحاجة إلى كوكبة كبيرة من النجوم وإلى ميزانية ضخمة وهذا غير متوافر، كما أن الكوميديا الآن تمر بزمن العنف والقتل والبشاعة فإذا لم تكن مسؤولة ومكتوبة بقلم يراعي حساسية المرحلة وآلام الناس والواقع الذي نعيشه فستظهر هزيلة مثل معظم الأعمال الكوميدية التي جربت، والدخول في مجال الكوميديا أصبح حلماً ولدي مشاريع وأفكار مكتوب جزء منها ولكنها لا تجد آذاناً مصغية في زمن أشباه المنتجين.

من من المخرجين الذين تستهويك أعماله؟
المخرجون الموجودون في السوق والسوق يعني المحطات العربية وليس المحطات السورية مثل: (الليث حجو، وحاتم علي، وشوقي الماجري، والمثنى صبح، وباسل الخطيب، وسامر برقاوي)، واليوم نسمع أسماء مخرجين ومنتجين لا ندري من أين أتوا ربما من دهاليز الدراما والسؤال أين أسلحة الدراما السورية الفتاكة!.

ماذا قدمت الدولة السورية للدراما؟
لم يكن مقدراً للدراما السورية أن تتطور في منتصف التسعينيات لولا دعم الدولة وهذا تاريخ موثق وليس رأياً شخصياً، لأن منتج القطاع الخاص كان ومازال جشعاً وغير احترافي، ودعم الدولة كان سبباً من أسباب نجاح الدراما، ولا يوجد دولة في العالم دعمت الدراما مثل ما دعمتها الدولة السورية، كما أنها خلال الحرب لم تهمل أو تقصر تجاه الدراميين بل هم من قصروا بحق أنفسهم، وأثناء الحرب قدمت عمل «شهر زمان» من إنتاج الدولة وصورت في شوارع دمشق وكان ذا مستوى فني رائع.

هل أنت مع الأجزاء؟
أنا مع أي عمل يحقق نجاحاً ولكني عموماً ضد الأجزاء ولا أفضلها ولا أفضل حتى الجزء نفسه وأحب كل حلقة أن تكون جزءاً أو جزأين.

هل سنعود ونرى ما يشبه «أهل الغرام»؟
يحتاج إلى الآن إلى ميزانية ضخمة لأننا سنأتي بكل النجوم وبحاجة أيضاً إلى منتج مثل أديب خير والمنتجون اليوم ليس لديهم وجهة نظر.

على من أنت عاتب اليوم؟
عاتب على أي منتج يستطيع رفع المستوى ويتقاعس وأعتب على كل مسؤول يستطيع دفع عملية الإنتاج الدرامي ويتقاعس.

ما الذي تطمح إليه؟
أطمح في أن يعيش ابني حياة سعيدة وأتمنى لعائلتي زوجتي وأمي وإخوتي الخير الدائم وأن يعم الخير بلادي، وأطمح في تحقيق كل أحلامي الفنية سواء في السينما أو الإنتاج الدرامي التلفزيوني، وليس لدي حلم بتقديم فن يحبه السوريين بل طموحي تقديم فن عالمي لنطرح قضايانا بصورة عالمية، لأن السينما والتلفزيون هما صناعة وليستا ثقافة.

متفاءل؟
متفائل ولست مسترخياً ولست مطمئناً أي إن التفاؤل يجب أن يكون مرتبطاً بالعمل الدائم أما الاطمئنان فهو عندما نعتقد أن كل شيء بخير.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن