رياضة

سلة الوحدة في الميزان النقد بين الحاضر والماضي

| مهند الحسني

نستعجب كثيراً عندما نسمع القائمين على نادي الوحدة من خبراء ومحللين ومنظرين وفقهاء في كرة السلة، وهم يشخّصون أمراض كرة السلة ويحللون أخطاءها، ويوصفون العلاجات اللازمة لها، والحلول السحرية الكفيلة بالوصول بكرة السلة السورية إلى أعتاب البطولات العالمية، ويتناسون أن سلة الوحدة في عهدهم تعجز عن الفوز ببطولة دمشق للأشبال أو الناشئات، وهذه ليست المرة الأولى بل على مدار أكثر من خمس سنوات فقد النادي بريقه، واعتادت بعض فرقه الهزائم، والابتعاد عن منصات التتويج، وبات البعض يترحم على أيام المرحومين حسان جيرودي وأحمد عربشة اللذين قدما لسلة الوحدة ما لم يقدمه القائمون عليها اليوم، من دون صالة تدريبية أو مكافآت، أو احتراف، أو واحد بالمئة من الإمكانات المتوافرة حالياً، وبفضل جهد شخصي وإخلاص نادر في استقطاب اللاعبين، وبعيداً عن النظريات والأفكار الطوباوية، أو الخطط السفسطائية، ومن دون اتباع دورات تدريبية في صربيا، أو مونتينيغرو، أو الولايات المتحدة الأميركية، كانت المصداقية والجهد في استقطاب الخامات، ورعايتها، وتدريبها، كفيلة بجعل النادي معقلاً، ومنجما للمواهب.

أمنية
كم تمنينا أن يقدم خبراء سلة الوحدة وصفة ناجعة للعودة بفرقهم إلى ما كانت عليه بدل الانشغال في البحث عن أخطاء اتحاد كرة السلة، وابتكار حلول أفلاطونية لتصحيحها، لا أعرف كيف يمكن لنادي يمتلك صالة مغلقة، وملاعب تدريبية يساوي عددها عدد الملاعب التدريبية لباقي أندية العاصمة، ثم يفشل هذا النادي بالفوز على أندية تدريبها موسمي متعلق بالعوامل الجوية والطقس، وكيف يمكن لنادٍ يتربع في قلب العاصمة أن يفشل في استقطاب مواهب تدعم فرقه، بينما ينجح بذلك نادٍ على أطراف العاصمة، أو مدرسة تدريب كرة سلة خاصة، وكيف ينجح مدربون شبان مخلصون مبتدئون بتأهيل لاعبين ولاعبات يصلون إلى صفوف المنتخبات الوطنية، بينما يفشل رموز كرة السلة السورية في وضع خطة تعود بسلة الوحدة إلى مكانها الطبيعي، أو تأهيل نجم جديد يعادل موهبة أنور عبد الحي، أو عمر حسينو، أو شريف الشريف، أو عمر كركوتلي، أو طريف قوطرش وآخرين، وكيف وكيف وكيف؟! أسئلة كثيرة تمنيت لو خصص خبراء سلة الوحدة بعضاً من وقتهم المخصص لتصيد أخطاء الاتحاد، ومنافسيهم للإجابة عنها.

حقائق
حتى لا تأخذ الأمور منحى شخصياً لا بد أن نذكر أن بطولة دمشق الأخيرة للأشبال ذهب لقبها إلى الفيحاء، بينما ذهب لقب الشبلات إلى الاشرفية، وأن فريق شبلات الوحدة فاز على شبلات الفيحاء فقط، وخسر باقي المباريات أمام كل من ( بردى – الثورة- الاشرفية)، وأن المنتخب الوطني للرجال في مشاركته الأخيرة في لبنان ضم لاعبين اثنين تدرجا في فئات نادي الوحدة وهما شريف العش وهاني دريبي.

خلاصة
إذا كانت الدورات التدريبية في معاقل كرة السلة العالمية، ومشاريع الإعداد، والإستراتيجيات، والخطط الطويلة، والمتوسطة والقصيرة، والمتأرجحة، والمرنة والتصريحات التلميعية، والوعود الوردية نتيجتها هي لاعب واحد في منتخب الرجال، وفوز واحد في بطولة شبلات على مستوى دمشق، وليس سورية، فأننا سنترحم اليوم وكل يوم على الجهد الكبير الذي قدمه الراحلان حسان جيرودي وأحمد عربشة، وكل من عمل بجهد وإخلاص يوم تربعت سلة الوحدة على عرش كرة السلة السورية في جميع الفئات، ويوم كان يتزلزل النادي إذا خسر أمام وصيف الدوري أو بطله السابق، وسندعو أن ترقد الخطط المستوردة في سلام، ولنعد للجهود المخلصة الصادقة البسيطة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن