رياضة

النسخة الخمسون لمسابقة كأس الجمهورية وضعت أوزارها … أخطاء أرشيفية متراكمة آن تجاوزها

| محمود قرقورا

كلما حان موعد المباراة النهائية لمسابقة كأس الجمهورية يتسابق المتابعون لنشر أرشيف الفائزين باللقب، والغريب أنه حتى اللحظة ما زال البعض يعتمد على معلومات غير موثوقة، والغريب أن الأمر لا يتوقف على نتيجة مباراة بعينها بل على توزيع الألقاب وهنا الطامة الكبرى.
قبل إصدار كتاب كأس الجمهورية لكاتب هذه السطور عام 2016 كان هناك مبرر لهامش من الخطأ من منظار أنه لا مرجع حاسماً حتى ذاك الوقت، ولكن بعد إصدار الكتاب ليس مقبولاً أي هامش من الخطأ وخصوصاً في العموميات.

المتابع أُشرب معلومات خاطئة على طول الدرب من كل وسائل الإعلام المحلية على اختلافها بين مسموع ومقروء ومرئي، وأتوقف عند الإعلام المقروء لأبين أنه ما من صحيفة متخصصة أو غير متخصصة إلا ونشرت أرشيفاً خاطئاً حول الأبطال.
قبل المباراة النهائية يوم الجمعة وردنا الكثير من الهواتف التي تريد التأكد من أصحاب الألقاب السابقة، وحقيقة هذا الأمر يتكرر كل عام من منطلق أن صحيفة «الوطن» هي المرجعية في أي جدل من هذا القبيل.
في السطور التالية نوضح بعض الأخطاء الأرشيفية التي كانت متداولة قبل إصدار الكتاب، وحسبنا في التوضيح ثانية وضع الأمور في نصابها وعدم الخوض في جزئيات نعتقد أنها باتت من الماضي.

النسخة الأولى
كان متداولاً أن نادي الجيش والعهد الجديد هما اللذان تأهلا إلى المباراة النهائية التي لم تقم، حيث كان الفائز منهما سيواجه الزمالك على كأس الجمهورية العربية المتحدة.
والصحيح أن الناديين المتأهلين هما الاستقلال والعهد الجديد وكلاهما من حلب، ونادي الجيش لم يشارك في تلك النسخة ولا نعلم من أين أتى بها المؤرشفون، وموقع ويكيبيديا حتى اللحظة يشير إلى أن الجيش والعروبة (العهد الجديد) لم يتقابلا في النهائي!

الخطأ الأهم
كل المصادر السابقة تشير إلى تتويج عمال الرميلان على حساب فريق الشرطة بهدفين مقابل لا شيء وهذا منشور حتى اللحظة في موقعي RSSSF وويكيبيديا، واللافت أن الفريقين لم يشاركا في تلك النسخة التي فاز بها السوري (اليرموك) على حساب دمشق الأهلي (المجد) 3/2 يوم 1/6/1962.
ويشير الموقعان المذكوران إلى أن السوري فاز باللقب عام 1964 على دمشق الأهلي بالنتيجة ذاتها وهذا المتواتر في أرشيفنا.
ووفق هذه الأبجدية الخاطئة ضاع على الجيش لقب عام 1964 الذي فاز به على الاتحاد بهدفين مقابل لا شيء يوم 22 أيار، وهذا اللقب ظل ضائعاً في بطون التاريخ حتى أكدنا ذلك في «الوطن» وكتاب «كأس الجمهورية» عام 2016.
ليس فريق الجيش وحده الذي سُلب منه لقب سابق، ففريق الشرطة أيضاً تجاهل الكثيرون لقبه عام 1966 على حساب السوري بهدف يوم 17 حزيران، حيث نقل بأن البطولة لم تقم ذاك العام، وللإشارة فإن ويكيبيديا وRSSSF يؤكدان فوز الشرطة باللقب.

نظام التتويج
أكثر من مباراة نهائية جرت بطريقة الذهاب والإياب، ولكن كان يشار إلى أن نهائي 1967 بين الجيش والأهلي هو الوحيد الذي جرى بهذه الطريقة، وكان يشار إلى أن هيئة الرميلان توج على حساب الشرطة بهدفين لهدف عام 1969 والصحيح بهدفين دون مقابل في مباراة الرد في دمشق يوم 15 آب بعد أن تعادلا ذهاباً في القامشلي قبل أسبوع.
وكان يشار إلى أن الشرطة توج على حساب الأهلي عام 1968 بهدفين لهدف، والصحيح أنه فاز بهدفين دون مقابل في مباراة الإياب يوم 9/8/1968 بعد أن فاز ذهاباً بحلب 2/1 يوم 4 آب.
وحتى اللحظة ينشر في RSSSF أن الشرطة فاز بهدفين لهدف من مباراة واحدة.
بينما ويكيبيديا يشير إلى فوز الشرطة على اليرموك 1/صفر من مباراة واحدة فمن أين أتى ذلك؟
مكان النهائي
كان هناك اعتقاد سائد بأن ثلاث مباريات فقط جرت خارج العاصمة دمشق وهي:
الفتوة والكرامة في نهائي 1990 وجرت في اللاذقية بسبب صيانة ملعب العباسيين.
الفتوة واليقظة في نهائي 1991 وجرت في دير الزور تكريماً للفريقين.
الاتحاد والحرية في نهائي 1992 وجرت في حلب تكريماً للناديين المتأهلين.
وغاب عن المؤرشفين أن نهائي 1965 جرى في حلب بين الأهلي (الاتحاد) وبردى وذلك كان النهائي الوحيد الذي طرفه أحد أندية العاصمة ولم يلعب بأرضه، وإبحاراً في البيان نذكر بأن مباراتي نصف النهائي جرتا في حلب أيضاً حيث فاز بردى على الساحل (حطين) والأهلي على الحسكة 2/صفر.
وغاب عن الكثيرين أن نهائي 1973 بين الاتحاد والقادسية (تشرين) جرى في حلب يوم 11 أيار.

تواريخ أخرى
كان يشار إلى أن نسخة 1979 لم تقم وينشر بأن الشرطة بطل الكأس عامي 1980 و1981 وهذا هو المتواتر في المواقع العنكبوتية حتى اللحظة، والصحيح أنه بطل عام 1979 على حساب الفتوة بهدف يوم 3 آب 1979.
كما أنه البطل عام 1980 على حساب الفتوة أيضاً بهدف يوم 16 تشرين الثاني.
والبطولة لم تقم عام 1981.

النادي المظلوم
حرصت في كتاب كأس الجمهورية على بيان أن لقب النسخة الأولى التي اكتملت عام 1961 بطلها دمشق الأهلي (المجد) على حساب الأهلي (الاتحاد) بهدفين يوم 5 أيار، إذ ليس منطقياً اعتبار الأهلي المصري بطل كأس سورية من خلال مباراة واحدة جرت في القاهرة يوم 2 حزيران 1961، والمنطق اعتبار المجد حالياً هو بطل النسخة الأولى لكأس سورية والأهلي المصري بطل الجمهورية العربية المتحدة من خلال تلك المباراة التي يصح تسميتها مباراة السوبر.
تلك هي مغالطات نتمنى زوالها لأن كل شيء مثبت بالتواريخ والمسجلين والحكام ورعاة المباريات وتشكيلة الأندية الفائزة في كتاب كأس الجمهورية، ونأمل من كل المستعينين بمعلومات الكتاب الإشارة إلى المصدر لأن ذلك من أبجديات العمل.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن