رياضة

رونالدو وميسي وليفاندوفسكي واصلوا الفشل في المونديال … خيبات بالجملة والمفرق لكبار النجوم

| خالد عرنوس

كما في كل البطولات الكبرى شهدت نهائيات كأس العالم بنسختها الحادية والعشرين المختتمة قبل أسبوع أحداثاً غريبة ومفاجآت لم تكن بالحسبان للكثير من المراقبين، حيث تعودنا على مدار أربعة عقود من متابعاتنا للمونديال والبطولة الأوروبية خاصة نتائج لم تكن تخطر ببالنا قبل انطلاق المنافسات ومع ذلك فكل مرة نقول عنها مفاجآت، ولم يكن المونديال الروسي غريباً من هذا الجانب، وإن تميزت تفاصيله ببعض الخصوصية فتأكدت عقد وانفكت أخرى وترسخت حالات جديدة، وفي هذا الإطار أصاب الفشل معظم النجوم المتألقين أو الذين يصنفون ضمن فئة الكبار أو النخبة وبشكل جماعي ومستغرب جداً، وذلك مقال لاعبين من الصف الثاني أو الثالث أو حتى من المتراجعين من الصف الأول في مواسم قليلة منصرمة، فهاهو إيدين هازارد يستعيد تألقه ومثله فعل لوكا مودريتش وبول بوغبا وسواهم، على حين سقط رونالدو وميسي وحتى محمد صلاح لم يظهر كما يجب أما نيمار فله حكاية أخرى.

ممثل أم منحوس؟

من نجم السامبا نبدأ حيث كان التعويل عليه كبيراً فهو يمثل رمزاً لجيل السيليساو الحالي وقد توقع عشاق البرازيل حول العالم أن روسيا 2018 يكون مونديال نيمار على اعتبار ما كان في بطولة 2014 يوم أصيب قبل نصف النهائي وكان غيابه مع تياغو سيلفا أحد أسباب الكارثة الألمانية، ولأن نيمار قدم منذ ذلك الوقت مستوى كبيراً خاصة مع البرشا والسيليساو (في التصفيات) فارضاً نفسه بين الصفوف الأولى، وجاءت إصابته في شباط (فبراير) الماضي لتثير الشكوك حول لحاقه بالمونديال لكن النجم البالغ من العمر 25 عاماً عاد قبل الذهاب إلى روسيا ما عزز الأحلام الوردية لجيل برازيلي متكامل قادر على العودة إلى منصة التتويج.
بدأ السيلساو رحلة البحث عن النجمة السادسة بالتعادل مع سويسرا ولم يكن نيمار بالموعد وأثار عدداً من التساؤلات حول أسلوبه بالمراوغة (الزائدة) منتصف الملعب وأنانيته بعض الأحيان ولم يتغير الوضع أمام كوستاريكا على الرغم من الفوز بل اعتبر نيمار عاملاً معطلاً للفريق في بعض الأحيان، ومع الفوز على صربيا ازداد اليقين بأن أبناء السامبا عائدون إلى القمة.

ضحية أم ممثل فاشل؟

في الدور الثاني ازدادت الانتقادات كثيراً حول أداء نيمار وسقوطه المتكرر فوق الملعب وتصنعه الإصابة ومحاولاته بالظهور كضحية حتى إنه أصبح حديث البطولة كممثل أولاً وهو يحاول استقطاب الأضواء ورغم كل شيء فقد تجاوز فريقه نظيره المكسيكي بهدفين وبأداء ارتفع أكثر وبنجومية خاصة من نيمار، لكن في ربع النهائي جاء السقوط البرازيلي أمام نظيره البلجيكي ليخرج السيلساو خالي الوفاض من البطولة لأسباب كثيرة لسنا هنا بوارد تفنيدها، وحملت الكثير من وسائل الإعلام تبعات الفشل لنيمار بالدرجة الأولى على الرغم من أنه كان الأكثر تهديداً لمرمى الخصوم حتى دور الثمانية.
ومثل اختيار الفيفا لنيمار كأحد أعضاء الفريق المثالي للبطولة مفاجأة للبعض وخاصة أولئك الذين حملوه وزر الخروج وطبعاً من المتحاملين عليه الذين اعتبروا أن نجماً بقيمة وحجم لاعب سان جيرمان يجب أن يكون مثالاُ أكثر جدية ويفترض فيه أن يكون على مستوى الحدث.

البرغوث الخامل

كل الأضواء كانت موجهة نحو ميسي الذي خاض موندياله الرابع باحثاً عن لقب عز عليه بعدما لامسه قبل أربع سنوات لكنه خسره في اللحظات الأخيرة أمام الألمان، وإلى روسيا جاء برفقة فريق أرجنتيني (على هواه)، فحسب بعض المحللين اختار المدرب سامباولي تشكيلته بمعرفة وموافقة ميسي شخصياً عليها حتى البعض يقول إنه كان وراء إبعاد أسماء كبيرة مثل إيكاردي وباستوري، وحتى مشاركة ديبالا كانت بإشارة من ميسي وعليه فإن الأخير متهم بأنه السبب الرئيس لتراجع النتائج وخروج وصيف بطل العالم من الدور الثاني.
ميسي واحد من المواهب التي لا يجود الزمان بمثله إلا نادراً كان مقدراً له أن يتوج باللقب الأثير ليصبح ثالث ثلاثة على قمة عالم كرة القدم تاريخياً لكنه بدا تائهاً وثقيلاً ولم تنفعه مهاراته الفردية في تسجيل الكثير من الأهداف ولم تجدِ محاولاته الجماعية فكان طبيعياً أن يسقط فريقه من دور الـ16 وهو الذي بلغه بشق النفس وبمساعدة الآخرين، فخبت الأضواء عن البرغوث وكان من أقل اللاعبين المعول عليهم ويكفي القول إنه لم يسجل أكثر من 6 أهداف خلال 20 مباراة على مدار 4 بطولات.

الطوربيد المعطوب

الحديث عن ميسي يقودنا مباشرة للحديث عن رونالدو صنوه في نجومية العالم على مدار العقد المنصرم فالنجم البرتغالي الذي يعتبر ماكينة أهداف متحركة مع الأندية والمنتخب البرتغالي لطالما حصد الألقاب مع مانشستر يونايتد وخاصة مع ريال مدريد لم ينجح بالوقت ذاته مع منتخب بلاده بالسير على النهج ذاته، وإن كان توج معه بكأس أوروبا قبل عامين لكن من دون إبهار خاص به، وسبق لرونالدو أن خاض ثلاثة مونديالات دون بصمة تذكر، وفي روسيا بدا أنه في طريقه إلى مجد يخلده في البطولة الأهم خاصة بعد تسجيله 4 أهداف في أول مباراتين (3 أهداف في 14 مباراة سابقة) لكنه عاد سيرته الأولى في مباراتين أخريين ثانيتهما كانت الأخيرة له في البطولة وبالطبع منتخبه الذي ودع من الدور الثاني عن جدارة واستحقاق، ليفشل الطوربيد من جديد في البطولات الكبرى علماً أنه أصبح أفضل هداف دولي في القارة العجوز والشيء الوحيد الذي يحسب له أنه سجل هدفاً على الأقل في ثماني بطولات كبيرة بين يورو ومونديال.

قلة حظ

أحد النجوم المنتظرين في المونديال هو المصري محمد صلاح بعد موسمه الرائع في ليفربول ومن خلاله ارتقى لمرتبة النجوم الأوائل في القارة العجوز بل في العالم، حتى إن الكثير من المراقبين وضعوه على خطا المتوجين بالكرة الذهبية وتوقف الأمر على مستواه في نهائي دوري الأبطال وفي المونديال، إلا أن سوء حظه أوقعه بالإصابة في نهائي الشامبيونز وظهرت توابعها في كأس العالم فحرم من المشاركة في المباراة الأولى وعلى الرغم من خوضه المباراتين الأخريين لكنه لم يكن ليصفق وحده فكان أن خرج مع منتخب الفراعنة من دون أي إضاءة عدا هدفيه اللذين لم يشفعا له ليكون بين النجوم النخبة في روسيا 2018.

هداف ولكن!

روبرت ليفاندوفسكي هداف بايرن ميونيخ ومنتخب بولندا أيضاً كان ظهوره شاحباً على غرار رونالدو وميسي حيث كرر إخفاقه في البطولات الكبرى ولم يسجل أي هدف علماً أن منتخبه كان أول المودعين ولم يحقق سوى فوز معنوي.
وعلى الجانب الآخر توج هاري كين نجم إنكلترا وتوتنهام هوتسبرز بجائزة الحذاء الذهبي للمونديال برصيد 6 أهداف لكنه لقب فردي من دون بريق يذكر لتشكيلة توقع لها الكثيرون المنافسة على اللقب ورغم أن منتخب الأسود الثلاثة فعل ذلك إلا أن قائده كان قد ضمن جائزة الهداف منذ الدور الثاني وبطريقة فيها الكثير من الحظ، فقد سجل 3 أهداف من علامة الجزاء ورابعاً بالحظ وهدفين بمرمى تونس من كرتين وجد نفسه خلالهما أمام المرمى، وبالمختصر فلم يقدم هاري أي شيء باهر ولم يكن حاسماً ولم يكن ذلك النجم الأول لآباء كرة القدم.

وآخرون

ومع هؤلاء من نجوم الصف الأول الذين خيبوا الآمال هناك لاعبو اللاروخا الإسباني وعلى رأسهم إنييستا وإيسكو وراموس وأسينسيو وسواهم ومن المنتخب الألماني حصد كل من أوزيل ونوير وموللر فشلاً ذريعاً ومن المنتخب الروسي سمولوف الذي لم يعتمده المدرب أساسياً، ولا يمكن وصف مشوار عدد آخر بالناجح وإن كان عدم ظهورهم ترافق مع خروج منتخبات بلادهم تباعاً قبل دور الأربعة أمثال: سواريز وأريكسن وفالكاو وخيمس رودريغيز وغيريرو وسواهم.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن