تعاون مكثف بين برلين ولندن للحفاظ على اتفاق إيران النووي … طهران ترد على ترامب: تهديداتك «حرب نفسية» ولن تستطيع مسّنا
ردّ القائد في الحرس الثوري الإيراني غلام حسين غيب برور أمس الإثنين على تهديدات الرئيس الأميركي دونالد ترامب قائلاً: إن «الولايات المتحدة لن تستطيع أن تمسّ طهران بشيء».
وأشار برور في تصريحات نقلتها عنه وكالة الأنباء الطالبية إلى أن بلاده «لن تتخلى أبداً عن معتقداتها الثورية وستقاوم ضغوط أعدائها»، واصفاً تهديدات ترامب بأنها تصل إلى حد «الحرب النفسية».
بدوره اعتبر الناطق باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي كلام وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو تدخلاً صارخاً في الشؤون الداخلية لإيران، وأكد أن «الشعب الإيراني باتحاده وانسجامه سيضع مؤامرات أميركا خلف ظهره».
ووصف قاسمي تصريحات بومبيو «بالسخيفة والدعائية»، وهي تؤكد «حماقة واشنطن وعزلتها في العالم»، ولفت إلى أن تلك «التصريحات تعكس العجز غير المحدود لواشنطن بعد خروجها غير القانوني من الاتفاق النووي».
في خضم السجال الأميركي الإيراني الأخير، حذّر الرئيس الأميركي دونالد ترامب الرئيس الإيراني حسن روحاني من تهديد الولايات المتحدة مرة أخرى، وإلا فستواجه عواقب لم يواجهها سوى قلّة عبر التاريخ.
وفي تغريدة له على «توتير» أمس، توجّه ترامب بكلامه إلى الرئيس الإيراني، قائلاً: إن أميركا «لم تعد دولة تتهاون مع كلماتكم المختلة بشأن العنف والموت.. احترسوا!»، مضيفاً: «لن نقبل بأيّ تهديد للولايات المتحدة مجدداً».
في السياق، وقبل تغريدة الرئيس الأميركي، أعلن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو أن «واشنطن لا تخشى من فرض عقوبات تستهدف النظام الإيراني على أعلى مستوى»، معلناً أن «أميركا ستعمل مع مستوردي النفط الإيراني لتقليل الواردات إلى ما يقترب من الصفر بحلول الرابع من تشرين الثاني المقبل».
وجاء كلام بومبيبو بعد كلام الرئيس الإيراني الذي حذّر فيه الأحد من أن «على واشنطن أن تعلم أن السلام معنا هو السلام الحقيقي والحرب معنا هي أم كل الحروب»، كما حذّر الرئيس الأميركي من اللعب بالنار.
وأشار روحاني إلى أن بلاده هي من ضمن أمن الممرات المائية في المنطقة طوال التاريخ، مضيفاً: «نحن لدينا مضائق كثيرة وهرمز واحد منها».
من جانبه قال قائد الحرس الثوري الإيراني محمد علي جعفري: إن «الولايات المتحدة وإسرائيل تخططان لضرب الأمن الإيراني منذ 8 أشهر مستغلّتَين الأوضاع الاقتصادية الحالية الحساسة».
وأشار جعفري إلى أن «المعارضةَ الإيرانية تخطّط لزعزعة الأمن بشدّة»، لافتاً إلى أن «السعوديةَ تنفق الأموال من أجل ذلك».
أما رئيس البرلمان الإيراني علي لاريجاني، فاعتبر من جهته أن إيران تمرّ في فترة حساسة للغاية على مختلف الصعد، مشدداً على أن الشعب الإيراني لن يخضع لشروط الأطراف الآخرين في الاتفاق النووي عبر الضغوط الاقتصادية.
ومن جانبه أكد مساعد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أن بلاده لن تقف مكتوفة الأيدي أمام محاولات منعها من تصدير نفطها.
وقال عراقجي في تصريح لقناة «العالم» أمس: «إن لم تتمكن إيران من تصدير نفطها فإنها لن تقف متفرجة علما أن خياراتها كثيرة وليست محصورة بإغلاق مضيق هرمز فقط»، مضيفاً: «إن المجتمع الدولي وأوروبا والصين وروسيا لا يريدون الوصول إلى هذه النقطة وهم يتفاوضون معنا لتحقيق مطالبنا وأولها تصدير النفط واستلام عوائده، والمفاوضات تهدف إلى إيجاد آلية لحل هذه المسألة».
وبين عراقجي أن جميع المفاوضات بين بلاده والأوروبيين حتى الآن انتهت بمجموعة تعهدات قدمتها الدول الأوروبية لطهران في المجالات المختلفة كالنفط والغاز والبنوك والتأمين. وأضاف عراقجي: ننتظر القيام بأشياء عملية وتنفيذ هذه التعهدات لنا والشيء الذي ما زال في طور المباحثات هو الزمن المتاح قبل بدء تنفيذ العقوبات الأميركية أي في الـ6 من الشهر القادم وحتماً يجب قبل هذا التاريخ الوصول إلى آلية عملية لتأمين حاجات إيران. وفي السياق أكد وزير خارجية ألمانيا هايكو ماس، أن بلاده وبريطانيا تعتزمان مواصلة التعاون المكثف للحفاظ على الاتفاق النووي المبرم مع إيران.
وأضاف: «حتى لو انسحبت بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، لن يتغير أي شيء في التعاون في هذا المجال مع لندن، وسنواصل التعاون معها في الساحة الدولية للدفاع عن مصالحنا وقيمنا المشتركة».
روسيا اليوم – نوفوستي – أ ف ب – الميادين – وكالات