المسوى وضعهم يقاتلون إلى جانبه.. والعلم الوطني رفرف في «نصيب».. وأهالي عتمان عادوا إلى منازلهم … الجيش يستعيد «غدير البستان» بريف القنيطرة
| الوطن- وكالات
سيطر الجيش العربي السوري أمس على بلدة غدير البستان في ريف القنيطرة الجنوبي، على حين اندلعت اشتباكات داخل بلدة جباتا الخشب في الريف الشمالي للمحافظة بين المسلحين.
وصعّد الجيش العربي السوري من استهدافه لتنظيم داعش الإرهابي في الجيب المتبقي للتنظيم في أقصى جنوب غرب البلاد، وانظم إليه المسلحون من أبناء الجنوب الذين سووا أوضاعهم مؤخراً، في وقت كثف فيه الطيران السوري والروسي من غاراتهم على مواقع التنظيم.
وفي التفاصيل فقد أفادت مصادر ميدانية وأهلية بأن الجيش سيطر على بلدة غدير البستان في ريف القنيطرة الجنوبي على الحدود الإدارية مع درعا.
وذكرت المصادر، أن اشتباكات اندلعت داخل بلدة جباتا الخشب في الريف الشمالي للمحافظة بعدما رفع عدد من المسلحين العلم الوطني داخل البلدة وأعلنوا قبولهم لاتفاق التسوية في المحافظة.
وأشارت المصادر إلى أن الاشتباكات حصلت مع ميليشيا «فرسان الجولان» الرافض للتسوية ما أدى لحالة كر وفر في بعض النقاط ووقوع إصابات في صفوف الطرفين.
وأشارت وكالة «سانا» إلى أن الجهات المختصة بدأت أمس عمليات تمشيط دقيقة لبلدة نبع الصخر في إطار إجراءاتها لتعزيز الأمن والاستقرار وعودة المواطنين إلى حياتهم الاعتيادية وعثرت على مشفى ميداني يحوي غرف عمليات ومخبراً وأجهزة ومستلزمات طبية ومستودعاً يحوي كميات كبيرة من الأدوية من بينها أدوية إسرائيلية وأردنية.
وبحسب الوكالة، فإن عدة غارات نفذها سلاح الجو في الجيش طالت تحصينات الإرهابيين التكفيريين في محيط تل الجموع وقرية تسيل وجلين بالتزامن مع رمايات مدفعية دقيقة على أوكارهم في منطقة حوض اليرموك أقصى جنوب غرب درعا المتاخم لأراضي الجولان المحتل.
وبينت الوكالة، أن الضربات أسفرت عن تدمير نقاط محصنة ومنصات إطلاق قذائف وقطعت طرق تسلل الإرهابيين وإمدادهم على اتجاه عمق المنطقة، لافتا إلى أن وحدات الجيش المتقدمة من اتجاه تل الجابية وجنوبه تخوض اشتباكات متقطعة مع المجموعات الإرهابية التي تحاول يائسة الاحتفاظ بنقاط انتشارها مستخدمة رصاص القنص والقذائف والأسلحة الرشاشة لإعاقة تقدم وحدات الجيش التي تستبسل في عملياتها العسكرية لتحرير ما تبقى من ريف درعا من الإرهابيين الذين يتلقون كل أشكال الدعم من كيان العدو الإسرائيلي. ويتحصن في حوض اليرموك تنظيم «جيش خالد بن الوليد» المبايع لتنظيم داعش الإرهابي.
في غضون ذلك دخلت وحدات من قوى الأمن الداخلي بلدة نصيب بريف درعا الجنوبي الشرقي ورفعت العلم الوطني فوق المجلس البلدي على وقع النشيد الوطني وسط حشد كبير من أهالي البلدة.
وأشار محافظ درعا محمد خالد الهنوس في تصريح للصحفيين بعد رفع العلم إلى أن جميع مؤسسات الدولة ستعود إلى بلدة نصيب لتمارس مهامها وتقدم خدماتها للمواطنين تباعا، في حين لفت قائد شرطة درعا اللواء محمد رامي تقلا إلى أن مخفر الشرطة في البلدة عاد إلى العمل منذ يوم أمس بتلقي شكاوي المواطنين وتسيير دوريات منتظمة لتعزيز الأمن والاستقرار في البلدة.
وإلى عتمان على بعد نحو 4 كم شمال مدينة درعا، عاد أمس المئات من الأهالي المهجرين إلى منازلهم لممارسة حياتهم الطبيعية والاعتيادية بعد أن حرر الجيش خلال الأسابيع القليلة الماضية محيط البلدة من الإرهابيين وطردهم من القرى والبلدات المجاورة وأجبرهم على الانصياع للتسويات. وفور وصولهم بدأ الأهالي بأعمال الترميم وإصلاح ما خربه الإرهابيون على حين توجه نحو 400 من شباب البلدة لتسوية أوضاعهم والالتحاق بخدمة العلم للمتخلفين منهم في صورة حقيقية ترسم ملامح المواطن السوري الذي لم يستطع الإرهاب الدولي قتل جذوة الحياة لديه والنيل من محبته لأرضه ووطنه. وبين رئيس مجلس بلدة عتمان فيصل عللوه أن المحافظة ستعمل على المباشرة بصيانة البنى التحتية في البلدة من شبكات مياه وكهرباء واتصالات، لافتا إلى تقديم جميع التسهيلات لأبناء البلدة فيما يتعلق بإدخال مواد البناء والتراخيص. وبحسب مواقع إعلامية معارضة فإن مجموعات مسلحي تنظيمات «جيش الثورة» و«قوات شباب السنة» و«المجلس العسكري في القنيطرة» الذين سووا أوضاعهم يقاتلون إلى جانب الجيش في حوض اليرموك، بعدما سبق لمجموعات أخرى أن شاركت الجيش الهجوم على بلدة حيط مؤخراً، كما طلب الجيش من مسلحي نوى إعداد مجموعات للمشاركة في الهجوم على حوض اليرموك. على صعيد متصل تتواصل عملية النزوح من مناطق سيطرة «جيش خالد بن الوليد» إلى مناطق سيطرة الجيش، حيث نزحت أكثر من 400 عائلة خلال الـ24 ساعة الفائتة ليوم أمس وفق مصادر إعلامية معارضة، ليتبقى نحو 8000 مدني يعايشون أوضاعاً إنسانية صعبة.
ويوم أمس خرجت 46 حافلة تقل المئات من المسلحين وعائلاتهم الرافضين للتسوية من ريف القنيطرة إلى شمال سورية تنفيذاً للاتفاق القاضي بإخلاء جميع قرى وبلدات المحافظة من المظاهر المسلحة وعودة مؤسسات الدولة إليها، في حين وصلت الدفعة الثالثة، البالغ عددهم 1893 شخصاً، إلى معبر بلدة مورك بريف حماه الشمالي.