رياضة

العمل الجماعي أحد أسباب نهوض كرة القدم … ما تم خطوة أولى يلزمها دعم رفيع المستوى

| ناصر النجار

الوجه الجديد لاتحاد كرة القدم تم تقديمه في المؤتمر الصحفي الذي أقيم ظهر الإثنين الماضي.
وللإنصاف نقول: إن اتحاد كرة القدم وخلال الشهرين الماضيين منذ أن تم انتخابه عمل ما عجزت عنه الاتحادات الكروية السابقة، فجدد المبنى والمعنى، وصرنا ننظر إلى الاتحاد بوجهة نظر مختلفة عن السابق فيها الكثير من الأمل والتفاؤل.

فالهيكلية الجديدة لاتحاد كرة القدم رافقها الكثير من التجديدات في مبنى الاتحاد لكي يستوعب الأقسام المختلفة إضافة إلى طريقة وأسلوب التعامل المفترضة، وبعد اليوم لن نجد اتحاد كرة القدم كالمحشر أو سوق عكاظ، إنما سنجده يسير بشكل حضاري لأن كل قسم من الأقسام الجديدة مسؤول عن عمل ما.
من هذه المقدمة البسيطة يتبادر إلى الذهن أسئلة بسيطة تصب في خانة النجاح أو الفشل لهذا العمل الكروي الحضاري المتميز.

السؤال الأول
يتعلق بالموارد البشرية، فكل الآليات التي تم وضعها للعمل تحتاج إلى كفاءات وخبرات عالية المستوى، كما وجدنا أن البعض من المديرين في هذا الاتحاد يفتقدون الشروط المطلوبة وحسبنا السنوات السابقة مثالاً على ما نقول، لذلك نتوقع أن يجد اتحاد كرة القدم السهولة والمرونة في التعامل مع مقتضيات الفكر الكروي الموضوع على الورق.
من هنا فإن تأهيل الكوادر البشرية أمر مهم، والبحث عن أشخاص أكاديميين يتقنون اللغة الانكليزية كشرط أساسي وكذلك برامج الكمبيوتر الرئيسية وطرق التواصل فيها عبر النت.
الخطوة الأولى خطاها اتحاد كرة القدم وهي المهم، لكن الأهم المتابعة الدؤوبة وإبعاد الذين لم يثبتوا جدارتهم في مواكبة هذا العمل حتى لا يتعثر الاتحاد بالعراقيل التي سنجدها بجهل هؤلاء.

السؤال الثاني
الأمور التنظيمية ولوائح المسابقات وما يتبعها من إجراءات انضباطية قديمة أو معدلة، يجب أن تترافق بمثيلاتها في الأندية وخصوصاً أندية الدرجة الممتازة.
ولكي يكون التعاون تاماً وناجحاً بين اتحاد كرة القدم وأنديته، على الأندية أن تواكب التحديثات في اتحاد كرة القدم بمكاتب مشابهة حتى يصبح العمل متناغماً ومتجانساً وناجحاً.
فالتحديثات التي أجراها اتحاد كرة القدم على كل مفاصل العمل لا يمكن أن تحقق النجاح المطلوب إن لم تتعامل معها الأندية بالأسلوب نفسه، فالأندية هي أساس العمل لأنها الشريك الرئيس فيه سواء بالمعاملات أم العقود أو التطوير أو المشاركات الداخلية والخارجية.
قد نعذر أندية النشابية والقلعة وصلخد وشهبا وغيرها، لكننا لن نعذر أبداً أندية بحجم الاتحاد والوحدة وتشرين والكرامة وحطين ومن في حكمها من الأندية العريقة والكبيرة.
في المحصلة العامة فإن التعاون الأمثل بين اتحاد كرة القدم والأندية يصب بمصلحة الكرة السورية من كل النواحي وهو بدوره يؤدي إلى حالة نهضوية على الصعيدين الفكري والثقافي وعلى الصعيد الفني.

السؤال الثالث
اتحاد كرة القدم صرف على الهيكلية الجديدة الكثير من المال ولا يهمنا مصدر المال إن كان خاصاً أو عاماً، لكن نسأل: هل هذا يكفي؟
طبعاً وبكل بساطة لا يكفي مطلقاً ومشكور كل من قدم أو ساهم بهذا المال.
لدينا مشكلات عديدة أهمها: الملاعب، فالملاعب تحتاج دعماً حكومياً كبيراً ومباشراً، فقضية رفع الحظر عن ملاعبنا وصلت إلى مراحلها النهائية، لكن لن نحصل على أي موافقة آسيوية أو دولية إن لم تكن ملاعبنا صالحة وضمن الموافقات والشروط الخارجية الموضوعة، والأمر لا يتعلق بأرضية الملعب وصلاحيته فقط، بل إن المرفقات والملحقات بالملعب قد تكون أهم، وهي غرف الفريقين والحكام والمراقب وما تتضمن من مشالح وحمامات ضمن مواصفات عالمية وهناك أشياء أخرى يطول سردها وشرحها، إنما ذكرنا الأهم فيها.
لابد من العمل على تأهيل ثلاثة ملاعب على الأقل في الأشهر القليلة القادمة في مدن دمشق وحمص واللاذقية ونواصل بعدها تأهيل بقية الملاعب في المحافظات الأخرى، وهو أمر مهم وحيوي ليس للموافقات الدولية فقط وإنما لتطوير كرة القدم الوطنية.

أخيراً
ما نود قوله في هذا الموضوع إن ما قام به اتحاد كرة القدم من إجراءات عديدة جديدة لا يمكنها النجاح إلا إذا شهدت تعاوناً كاملاً وتاماً من كوادر الاتحاد ذاته ومن الأندية ومن الجهات الأعلى، فالمطلوب اليوم تضافر كل الجهود الفردية والمؤسسات الرياضية والمؤسسات الحكومية لتحقيق التطوير الكروي المنشود، وكلنا رأى بأم عينه في المونديال أثر كرة القدم على الشعوب والحكومات من كل الاتجاهات: السياسية والسياحية والاقتصادية والتجارية والثقافية والصناعية وغيرها.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن