سورية

طالب المجتمع الدولي بتقديم المساعدات بعد تراجع المخصصات المقررة 2015 إلى 30 بالمئة…أوبراين: آمل أن يتم التوصل إلى حل سياسي.. وأرعبني عدم الاهتمام بحياة المدنيين من جميع أطراف الصراع

 جانبلات شكاي : 

عبر وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ستيفن أوبراين عن قلقه الشديد لنقص التمويل اللازم لتأمين المساعدات الإنسانية في سورية والتي تراجعت خلال العام الحالي إلى نحو 30 بالمئة مما كان مقررا، وقال: أرعبني عدم الاهتمام بحياة المدنيين من جميع أطراف الصراع.
وفي مؤتمر صحفي له قبيل مغادرته العاصمة السورية باتجاه لبنان، بعد زيارة استمرت ثلاثة أيام، قال أوبراين: «رأيت الدمار الهائل الذي أحدثه الصراع المهلك في سورية وأثر ذلك على الناس العاديين وهذه هي زيارتي الأولى لسورية وأود ألا أعود لزيارتها في ظروف مماثلة».
وبيّن أوبران، أن «العنف ما زال يتصاعد» في البلاد حيث «كان هناك في الأسبوع الماضي قصف على دمشق من المجموعات المسلحة، وأمس سمعنا عن قصف لمدينة دوما أدى إلى مقتل العديد من الأشخاص»، وأضاف: «لقد أرعبني عدم الاهتمام بحياة المدنيين من جميع أطراف الصراع»، مشدداً على أن «الهجمات على المدنيين غير قانونية وغير مقبولة ويجب أن تتوقف».
وناشد أوبراين «جميع الأطراف المنخرطة في الصراع وتقاتل بعضها بعضاً، أن تتجنب المدنيين وأن تحترم القانون الدولي بخصوص ذلك».
وقال: «زرت في اليومين الماضيين، حمص ومناطق بدمشق، وشاهدت بعيني معاناة إنسانية لا يمكن وصفها، وفي حمص رأيت كل الأحياء القديمة مدمرة، وصدمت برؤية الناس الذين تدمرت حياتهم نتيجة الصراع».
ونقل عن أحد المواطنين الذين التقاهم واسمه أحمد أنه «يريد السلام في بلاده قبل أي شيء آخر ويسعده العودة إلى منزله رغم التدمير».
وأكد أوبراين أن «المدنيين هم الذين تحملوا الآثار المدمرة لهذا الصراع، فحوالي ربع مليون سوري قتلوا، وجرح مليونين آخرين، ونصف السكان نزحوا عن منازلهم». وقال: «إن المياه قطعت عن دمشق لثلاثة أيام وهذه المرة الثالثة التي تعاني منها العاصمة من هذه الحالة، وفي حلب المياه مقطوعة عن مليوني شخص منذ نحو 70 يوماً، وهناك أكثر من 300 ألف شخص قطعت عنهم المياه في درعا لأكثر من مرة، وهذا أمر غير مقبول بالنسبة لأطراف الصراع باستخدام المياه كسلاح من أسلحة الحرب».
وتحدث أوبراين عن لقاءاته الرسمية التي جرت مع نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية والمغتربين وليد المعلم ونائبه وزير الخارجية والمغتربين فيصل المقداد، ونائب رئيس مجلس الوزراء لشؤون الخدمات وزير الإدارة المحلية عمر غلاونجي ومسؤولين كبار آخرين، وقال: «أجرينا نقاشات بناءة حول بعض القضايا الإنسانية وتم الاتفاق على أن يتلقى الجميع المساعدات الحيوية، وأكدت أن الأمم المتحدة وشركاءنا يقدمون المساعدة لملايين المحتاجين، كما عبرت عن قلقي العميق لوجود نصف مليون شخص في المناطق المحاصرة، وشددت على ضرورة ضمان حماية المدنيين الذين يحاولون الهرب من مناطق النزاع من جميع الأطراف».
وأوضح أنه «لا يمكن الرفع من مستوى العمليات الإنسانية بسبب محدودية الموارد»، وقال: «أنا قلق جداً لنقص التمويل للعمليات الإنسانية في سورية، ونحو ثلاثة أرباع المساعدات المقررة عام 2015 لم تعد موجودة وما هو متوفر حالياً نحو 30 بالمئة مما كان مقرراً سابقاً».
وطالب أوبراين «أعضاء المجتمع الدولي بتزويدنا بالمواد اللازمة للعمل على مساعدة الناس في كل أنحاء سورية ممن يعتمدون علينا»، مشيراً إلى أن «هذا الصراع الذي دخل عامه الخامس يؤثر على ملايين الناس ويقوض أمن المنطقة ومناطق أخرى من العالم».
وشكر أوبراين العاملين في مجال الإغاثة في سورية، وقال: «أود أن أعبر عن إعجابي لشجاعة العاملين في المجال الإنساني ممن يقدمون المساعدات رغم التحديات الجسيمة التي يواجهونها فالتزامهم كبير وتضحياتهم تدفع المرء للتواضع أمامهم»، وختم بالقول: «آمل أن يتم التوصل إلى حل سياسي لهذا الصراع بحيث تتمكن العائلات السورية الجائعة للعودة وتمارس حياتها الطبيعية».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن