سورية

لافروف أكد رفض بلاده مطالبته بالرحيل كشرط لبدء التفاوض.. والخامنئي يشدد: لن نسمح بتقسيم العراق وسورية…روسيا وإيران: مستقبل الرئيس الأسد أمر يقرره السوريون

 الوطن – وكالات : 

بينما كان قائد الثورة الإسلامية في إيران السيد علي الخامنئي يؤكد من طهران أن بلاده لن تسمح بتقسيم العراق وسورية، متعهداً بالتصدي لنفوذ الولايات المتحدة الأميركية في المنطقة، أكد وزيرا خارجية روسيا سيرغي لافروف وإيران محمد جواد ظريف من موسكو ثبات موقف بلديهما بضرورة الحل السياسي للأزمة في سورية عبر الحوار بين السوريين أنفسهم دون تدخل خارجي، مشددين على أن مستقبل الرئيس بشار الأسد يقرره السوريون.
وفي التفاصيل قال خامنئي خلال استقباله أمس المشاركين في اجتماع اتحاد الإذاعات والتلفزيونات الإسلامية بحضور وزير الإعلام عمران الزعبي والوفد المرافق له والسفير السوري في طهران عدنان محمود: «إن الأميركيين يحاولون بسط نفوذهم في المنطقة وتمرير مخططاتهم ولكننا لن نسمح لهم بذلك وهم يسعون إلى تقسيم العراق وسورية وهذا لن يتحقق بعون اللـه تعالى».
وأضاف: «نحن حزينون على شعب اليمن المظلوم ونقدم له ما بوسعنا من مساعدة فقوى العدوان تعمل على تدمير هذا البلد وتسعى إلى تحقيق أهدافها السياسية بأسلوب أحمق».
وشدد خامنئي على أن الشعب الإيراني لن يسمح بالتغلغل السياسي والاقتصادي والثقافي الأميركي في إيران وسيتصدى له بكل قوة، وقال: «حسب أوهامهم تصوروا بأنهم سيجدون طريقا عبر الاتفاق النووي بين إيران ومجموعة خمسة زائد واحد الذي ليس معلوما مصيره حتى الآن من أجل التغلغل في البلاد ولكننا أغلقنا هذا الطريق وسنغلقه بكل حزم».
وفي موسكو أجرى لافروف وظريف محادثات تطرقت إلى الأزمة السورية، وأكد وزير الخارجية الروسي في مؤتمر صحفي مشترك عقب المحادثات أن موسكو لا تقبل مطالبة الرئيس الأسد بالرحيل كشرط مسبق لتسوية الأزمة. وقال حسب الموقع الإلكتروني لقناة «روسيا اليوم» الفضائية: إن «الموقف الروسي من تسوية الأزمة السورية لم يتغير وهو يكمن في ضرورة أن يقرر الشعب السوري مستقبل بلاده على أساس بيان جنيف دون أي تدخلات خارجية أو فرض سيناريوهات مسبقة». وعلى الرغم من تطابق مواقف جميع الأطراف حول ضرورة أن يكون الحل في سورية سياسيا، ذكر لافروف أن هناك اختلافات بين موقف موسكو ومواقف شركائها من الولايات المتحدة والخليج، ولاسيما فيما يخص مستقبل الرئيس الأسد.
وقال: «يرى بعض شركائنا أنه يجب الاتفاق مسبقاً على رحيل الرئيس من منصبه في ختام المرحلة الانتقالية. وهو موقف غير مقبول بالنسبة لروسيا، إذ يجب على الشعب السوري أن يقرر (مسألة مستقبل الرئيس الأسد)». وأضاف: «إننا مازلنا متمسكين بالقاعدة المتينة المتمثلة في بيان جنيف الصادر في 30 حزيران عام 2012، والذي ينص على حل جميع مسائل الأزمة السورية عبر مفاوضات بين الحكومة السورية ووفد للمعارضة يمثل جميع أطياف خصوم القيادة السورية. كما أن البيان يؤكد أن أي اتفاقات بشأن الخطوات الانتقالية والإصلاحات.. يجب أن تتخذ على أساس التوافق بين الحكومة وخصومها».
واعتبر لافروف أن على اللاعبين الخارجيين المشاركين في تسوية الأزمة السورية، الكف عن «التظاهر بأن المعارضة السورية التي قدمها ما يسمى بالمجتمع الدولي هي فقط، تتمتع بالشرعية الكاملة». وأضاف إنه يجب تشكيل وفد للمعارضة يمثل جميع أطيافها، وستتمثل مهمة هذا الوفد في وضع قاعدة بناءة دون أي شروط مسبقة لإجراء المفاوضات مع وفد الحكومة الشرعية في سورية.
بدوره أعرب ظريف عن تأييد بلاده لموقف موسكو من سبل تسوية الأزمة في سورية، وأضاف: «على السوريين أن يقرروا مصيرهم ومستقبلهم بأنفسهم، أما الدول الأجنبية، فيجب أن يقتصر دورها على تسهيل تحقيق هذه المهمة بالنسبة للسوريين».
وتابع: «إننا نرى أن السبيل الوحيد لتسوية الأزمة السورية يحمل طابعا سياسيا. إننا نشاطر الاتحاد الروسي موقفه من هذه المسألة، وإن هذا التطابق في المواقف سيستمر».
وجاء في بيان صدر عن وزارة الخارجية الروسية أمس أن لافروف وظريف أكدا تقارب مواقف بلديهما إزاء ضرورة إعادة الاستقرار إلى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، الأمر الذي سيمكن الدولتين من إحراز قدر أكبر من تنسيق جهودهما، ولا سيما في إطار «مساهمتهما في تسوية النزاعات في سورية والعراق واليمن، وتعزيز تصديهما المشترك للتهديد الناجم عن تنظيم الدولة الإسلامية وغيره من الجماعات المتطرفة».
وتأتي زيارة ظريف إلى موسكو بعد مناقشات مكثفة مكرسة للملف السوري أجرتها وزارة الخارجية الروسية الأسبوع الماضي، مع وزير الخارجية السعودي عادل الجبير و3 وفود للمعارضة السورية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن