«الخوذ البيضاء».. منظمة إجرامية برعاية دولية
| ميسون يوسف
منذ اليوم الأول لظهور ما سمي منظمة الخوذ البيضاء على الأرض السورية، توجست سورية خيفة من فعل هذه الجماعة لأنها ومنذ أيامها الأولى لم تعمل وفقاً للمعايير الإنسانية المألوفة والتي تدعي أنها جاءت لأجلها، ومن البداية ظهر أن هذه المنظمة لا يعدو كونها منظمة شبه عسكرية محترفة جاءت إلى سورية مع بدء العدوان لتنفذ مهام محددة أعدت لها وتدربت عليها.
بالفعل أكدت الأيام وأفعال هذه المنظومة هواجس سورية كلها وتأكد لها ولكل عاقل منصف أن هذه العصابة هي أداة من أدوات العدوان على الدول تحت مسميات إنسانية خصصت لها الأموال الطائلة من الدوائر الغربية ولا سيما من بريطانيا وأميركا لتمكينها من أداء مهمتها الإجرامية بفعالية وتقنية عالية.
وكان من إحدى مهام هذه العصابة الإجرامية المحترفة اختلاق الأدلة والقرائن المزورة والكاذبة لإلصاق تهم استعمال السلاح الكيماوي بالحكومة السورية واتهامها بارتكاب جرائم بحق الإنسانية من أجل تبرير تدخل عسكري أجنبي تقوده الولايات المتحدة الأميركية وتشارك فيه بريطانيا وفرنسا وتموله مشيخات الخليج، تدخل كانت قوى العدوان تحتاجه في كل مرة يحقق فيها الجيش العربي السوري إنجازاً ميدانياً أو تغييراً استراتيجياً لمصلحته أو يحضر للقيام به.
ومن يراجع مسار العدوان على سورية ويدقق بالاتهامات التي سيقت ضد حكومتها يجد أن عصابة الخوذ البيضاء كانت حاضرة دائماً وتقف وراء كل الأدلة التي تذرعت بها أميركا واستندت إليها كل الدوائر الدولية من أجل إلصاق تهمة أو جريمة بسورية، واعتبرت عصابة الخوذ البيضاء من المنظور الأميركي قد نجحت أيما نجاح في مهمتها، ولذلك كانت الأموال تغدق عليها أكثر والمكافآت المعنوية تعطى إليها بسخاء إلى الحد الذي منحت فيه جائزة الأوسكار على إنتاجها أحسن فيلم وثائقي قصير… وطبعاً له علاقة بجرائمها وتزويرها وتلفيقها للاتهامات ضد سورية.
ولكن… وبعد كل هذا المسار الإجرامي، جاءت ساعة الحقيقة ـ وأسقط القناع عن هذه العصابة وعمن وراءها، فأمام زحف الجيش العربي السوري في الجنوب وانهيار المجموعات الإرهابية أمامه ضاقت الأرض بما رحبت على عصابة الخوذ البيضاء الإجرامية وخشيت أميركا وبريطانيا أن يقع أفرادها بيد الجيش ويعترفون بمهامهم وجرائمهم ويتسببون بأكبر فضيحة في تاريخ العدوان على سورية، وحتى لا يحصل ذلك أمرت أميركا بريطانيا وإسرائيل والأردن بإجلاء هؤلاء المجرمين لكيلا يفضحوا جرائم أسيادهم.
نفذت إسرائيل بالتنسيق مع الأردن عملية الإجلاء الإجرامية الكبيرة، ولكن لم يستطع أحد أن ينفذ عملية طمس الحقيقة وكانت عملية الإجلاء تلك وبالشكل الذي حصلت كافية لتفضح هذه المنظمة وتعري من هو قائم عليها وتكشف زور وبهتان كل شيء لفقته وزورته من أجل الإضرار بسورية.. فضائح بالجملة ما كانت لتتحقق لولا انتصارات الجيش العربي السوري وحلفائه في الجنوب.