كثف قصفه لتنظيم داعش في حوض اليرموك … الجيش يحرر 21 قرية وبلدة بريفي القنيطرة ودرعا

| الوطن – وكالات

واصل الجيش العربي السوري عملياته ضد تنظيم داعش الإرهابي في منطقة حوض اليرموك أقصى جنوب غرب درعا باتجاه الجولان العربي السوري المحتل، في وقت تمكنت وحداته من تحرير 21 قرية وبلدة على جانبي الحدود الإدارية لمحافظتي درعا والقنيطرة بعد تكبيد الإرهابيين خسائر بالأفراد والعتاد.
وأفادت وكالة «سانا»، بأن وحدات من الجيش نفذت ضربات بسلاح المدفعية وراجمات الصواريخ على نقاط تحصن مسلحي داعش ومحاور تسللهم وبؤرهم في محيط قرية تسيل وتل الجموع في منطقة حوض اليرموك لكسر خطوطهم الأولى تمهيداً لتقدم وحدات الاقتحام لتطهير المنطقة من الإرهابيين والسيطرة على تل الجموع الإستراتيجي.
ولفت المراسل إلى أن طبيعة المنطقة الزراعية وانتشار بساتين الزيتون والأشجار الحراجية على جانبي الطرقات الرئيسية والزراعية والمسطحات المائية تفرض على الوحدات المقاتلة تكتيكات خاصة في عملياتها ضد الإرهابيين الذين اتخذوا من المنطقة وتلالها حصوناً طبيعية للتخفي والتنقل مبيناً أن الصليات الصاروخية والرمايات الدقيقة بقذائف المدفعية أدت إلى تدمير نقاط محصنة وأوكار وعتاد حربي للإرهابيين.
على خط مواز، أعلن مصدر عسكري بحسب «سانا»، بأن الجيش تابع عملياته القتالية في المنطقة الجنوبية ضد تجمعات وتحصينات ونقاط انتشار وتسلل المجموعات الإرهابية وأسفرت خلال الساعات القليلة الماضية عن تحرير 21 قرية وبلدة بريفي درعا والقنيطرة وهي «المهير والرفيد ورسم الحسن والحيران الشمالي والحيران الجنوبي ورسم عزرائيل ورسم البنيان ورسم زعرورة وغدير البستان وأبو قليعة وأبو تينة والمعلقة والجبيلة والمدورة وأبو الخشان وأم اللوقس والمهيوبة والمشيدة والبصة والبكار والبكار الشرقي». وبين المصدر، أن العمليات أسفرت عن تدمير تحصينات وأوكار للإرهابيين والقضاء على بؤرهم في المنطقة المحررة في الوقت الذي تتابع فيه وحدات الجيش عمليات التثبيت وتمشيط المنطقة لرفع مخلفات الإرهابيين حفاظا على حياة المدنيين.
ويواصل عناصر الهندسة في الجيش تمشيط القرى والبلدات التي أعلن الجيش تحريرها والمنطقة الممتدة بين ريفي القنيطرة ودرعا حيث عثروا أمس على مستودع أدوية ومستشفى ميداني من مخلفات الإرهابيين خلال تمشيطهم بلدة نبع الصخر جنوب شرق مدينة القنيطرة بنحو 16 كم.
في الأثناء، ذكرت قناة «الإخبارية» السورية، أن المناطق المحاذية للسياج الفاصل مع الجولان المحتل أصبحت تحت سيطرة الجيش باستثناء المناطق التي يوجد فيها تنظيم داعش.
من جانب آخر، تحدثت مصادر أهلية لـ«الوطن»، عن عودة أعداد كبيرة من أهالي بلدتي مليحة العطش وبصر الحرير بريف درعا الشرقي إلى منازلهم بعد أن سيطر الجيش مطلع الشهر الجاري على البلدتين.
إلى ذلك، ذكرت القناة «الإخبارية» أن مسلحي تنظيم داعش حاولوا التمسك بمنطقتي تل الجموع وحيط في وقت قامت فيه وحدات من الجيش بتطويق الإرهابيين ومحاصرتهم، وبينت أن الدواعش يوجودون في منطقة بحوض اليرموك مساحتها بحدود الخمسين كيلومتراً مربعاً.
في غضون ذلك، نفذ سلاح الجو الحربي عدة غارات نحو مواقع تنظيم داعش في منطقة حوض اليرموك، في حين ذكرت مصادر إعلامية معارضة أن الطائرات الحربية الروسية واصلت تحليقها في سماء حوض اليرموك بريف درعا الغربي. ووفق المصادر، فقد حلقت أسراب من الطائرات الحربية مع تنفيذها أكثر من 80 غارة على بلدات سحم الجولان وتسيل وعين ذكر وحيط وبلدات أخرى خاضعة لسيطرة تنظيم داعش.
وفي سياق متصل، ادعت مواقع إلكترونية معارضة أن الطيران الروسي قصف المنطقة من الأجواء الأردنية والإسرائيلية، حيث تتركز الغارات على جلين وبلدتي الشجرة وسحم الجولان.
وأضافت المواقع المعارضة نقلاً عن شهود عيان: إن طائرات لم تحدد هويتها قصفت، منتصف ليل أمس الإثنين، حوض اليرموك من أجواء الأردن، وسط الحديث عن تبعيتها لسلاح الجو الأردني.
من جهة أخرى، نقلت جريدة «رأي اليوم» الالكترونية الأردنية عن مصادر أردنية وسورية معارضة، فضلت عدم بيان هويتها: إن الأردن يتحسب لأي عمليات مفاجئة لمسلحي داعش على مقربة من الحدود الأردنية.
وتابعت: إن الجيش الأردني، يكثف ويدقق رقابته لمراقبة ما سيتمخض عنه التهديد الروسي والسوري، لداعش، باستخدام القوة العسكرية، أو مغادرة المنطقة الجنوبية نهائياً باتجاه دير الزور.
في الأثناء، بدأ الجيش، بتنظيم تسويات لمسلحي مدينة نوى شمال غرب درعا بحسب وكالات معارضة، في حين ذكر الناطق باسم ما يسمى «جيش الثورة» في درعا ويلقب نفسه أبو بكر حسن أن الحكومة السورية لم تقبل إجراء تسويات لعناصر تنظيم «الخوذ البيضاء» وتصر على محاكمتهم. وقال حسن في بيان نشره على صفحات التواصل الاجتماعي: رداً على التساؤلات تواصلنا مع الجهات الأمنية ونبين: «لا يوجد تسوية لعناصر الدفاع المدني (الخوذ البيضاء) ومن يبقى سيتعرض للمحاكمة».
وأوضح أن تلك الجهات رفضت أيضاً إجراء تسويات لمسلحي تنظيمي داعش و«جبهة النصرة» باستثناء من انضم للأخيرة فترة قصير ثم تركها، بينما وافق على إجراء تسويات للأطباء والممرضين وطواقم المشافي الميدانية.
من جهة أخرى، أدخلت منظمة الهلال الأحمر السوري، مساعدات غذائية إلى مدينة نوى شمال درعا، بعد إجراء تسوية فيها.
ونقلت وكالات معارضة عن مصادر محلية، أن المساعدات تضمنت 7500 سلة غذائية، احتوت كل منها على أرز وطحين وزيت ومأكولات معلبة، ووزعتها لجان أهلية على أساس سلة واحدة لكل عائلة.
وسيطرت قوات الجيش على المدينة بعد اتفاق تسوية مع المليشيات المسلحة فيها قبل أسبوع، ونص على «تسوية أوضاع» المسلحين والمطلوبين للجيش، وإخراج من رفض منهم الاتفاق مع عائلاتهم إلى شمال البلاد.