سورية

أعربت عن تفهمها لتجريم سورية «الخوذ البيضاء».. وعناصر من التنظيم اتهموا إدارتهم بـ«الفساد» … روسيا: أميركا لم تف بوعودها بفصل «المعتدلة» عن الإرهابيين

| وكالات

ردت روسيا على الاتهامات الأميركية لها التي زعمت فيها أنها لم تفِ بالتزاماتها فيما يتعلق باتفاق «خفض التصعيد» في جنوب سورية، مؤكدة أن أميركا هي من لم تف بالوعود، كونها لم تفصل بين ما يسمى المعارضة «المعتدلة» والإرهابيين، في وقت أعربت فيه عن تفهمها الكامل لمسوغ سورية تجريم من يسمون بأصحاب «الخوذ البيضاء». جاء ذلك على حين كشفت تقارير صحفية أنه لا يزال المئات من «الخوذ البيضاء»، عالقين في جنوب البلاد، وسط اتهامات أطلقها هؤلاء لإدارتهم بالتخلي عنهم، ملمحين إلى وجود «فساد».
وردّت وزارة الخارجية الروسية في بيان لها أمس، نقله الموقع الإلكتروني لقناة «روسيا اليوم» على تعليقات المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية، هيذر نويرت، بعد الاتصال الهاتفي بين وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، ونظيره الأميركي مايك بومبيو، السبت الماضي.
ونفت الخارجية الروسية في بيانها، الادعاءات الأميركية بأن روسيا لم تف بالتزاماتها في ما يتعلق بمنطقة «خفض التصعيد» في جنوب غرب سورية. وأكدت أن الواقع هو العكس تماماً، فواشنطن هي من لم تف بالوعود، حيث لم تقم خلال عدة أشهر بأي عمل في المنطقة الجنوبية الغربية من أجل الفصل بين ما يسمى قوى المعارضة «المعتدلة» وتنظيمي داعش و«جبهة النصرة» الإرهابيين.
وكانت نويرت، أفادت بأن لافروف وبومبيو بحثا السبت الماضي خلال اتصال هاتفي العديد من القضايا على رأسها الأوضاع جنوبي غرب سورية. وقالت نويرت: إن الوزيرين بحثا ما سمته «خرق روسيا لوعودها جنوب غربي سورية» إلى جانب تطبيق الأفكار المتفق عليها في مكافحة الإرهاب، والتمثيل الدبلوماسي في كلا البلدين.
وأشارت الخارجية الروسية إلى أن الشرعية في الوقت الحالي عادت إلى المنطقة بفضل العمليات الناجحة التي نفذها الجيش العربي السوري بدعم من روسيا، ويجري توفير الظروف الضرورية للعودة إلى الحياة المدنية هناك.
في الأثناء، جددت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، في حديث لقناة «روسيا24» بحسب وكالة «سانا»، التأكيد أن إرهابيي ما يسمى «الخوذ البيضاء» ومنذ نشوء هذه المنظمة متورطون في أعمال إجرامية وتلفيق أكاذيب واختلاق روايات بشأن هجمات كيميائية مزعومة في سورية.
وقالت زاخاروفا: إن «هؤلاء الأشخاص الذين يطلقون على أنفسهم اسم عمال إغاثة متورطون وبشكل واضح وعلني في أنشطة استفزازية إجرامية في سورية تم إثباتها بالأدلة القاطعة».
وأوضحت «أن روسيا نشرت عدة مرات أدلة وحقائق تكشف بما لا يدعو للشك حقيقة أفعال هذه الجماعة ومجال عملها الذي يتراوح بين اختلاق الاستفزازات ونشر معلومات مضللة بشأن استخدام الأسلحة الكيميائية في سورية».
وأضافت: «أتفهم تماماً لماذا يرفض السوريون سواء على المستوى الرسمي أو الشعبي هذه الجماعة وينظرون إليها كمنظمة إجرامية».
وكانت وزارة الخارجية والمغتربين أكدت أن قيام «إسرائيل» بتهريب المئات من تنظيم «الخوذ البيضاء» الإرهابي وغيرهم بالتعاون مع الدول الغربية يكشف الدعم الذي قدم لهؤلاء للاعتداء على السوريين ويفضح الطبيعة الحقيقية لهذا التنظيم الذي حذرت سورية غير مرة من خطره على الأمن والاستقرار في سورية والمنطقة بسبب طبيعته الإرهابية.
على خط مواز، أكد اثنان من «الخوذ البيضاء»، أنه لا يزال المئات منهم في مناطق سيطرة التنظيمات الإرهابية في الجنوب السوري، عالقين هناك، مبدين خشيتهما على مصيرهما غداة تهريب أكثر من 400 منهم مع عائلاتهم إلى الأردن، بحسب ما نقلت وكالة «أ ف ب».
في غضون ذلك، اتهم عناصر من «الخوذ البيضاء» في محافظة القنيطرة، إدارتهم بالتخلي عنهم وعدم تهريبهم مثل زملائهم نحو الأردن، وإخراج مدنيين بدلا منهم، ملمحين إلى وجود «فساد». وقال ناشط في التنظيم ويدعى أيمن ناصر في تصريح نقلته وكالات معارضة: أنه مع 17 عنصراً من التنظيم بوضع خطر بسبب «فساد» في «الخوذ البيضاء» أدى لخروج مدنيين من جنوبي سورية بدلا منهم و«بشكل سري» بالتنسيق مع إدارتهم.
واتهم ناصر مدير «الخوذ البيضاء» المدعو رائد الصالح بالتخلي عنهم، مطالباً الدول الغربية التي نسقت خروج عناصر التنظيم من جنوب سورية نحو الأردن لإعادة توطينهم بالتدخل.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن