الأولى

حلبيو الخليج يعودون لبناء مدينتهم

| حلب – خالد زنكلو

أغرت حال الأمن والاستقرار التي تعيشها مدينة حلب، مهاجريها المقيمين في دول الخليج العربي بالعودة إليها للاستقرار فيها والمساهمة في بناء ما دمرته سنوات الحرب.
وأوضح عدد من أبناء حلب ممن التقتهم «الوطن» أن رحلة العودة بلا رجعة كانت قراراً صائباً بعد انقطاعهم لسنوات عن زيارة مدينتهم، التي يعشقونها ولا يرتضون عنها بديلاً، بسبب الحرب التي كانت دائرة فيها، وقال معتز الذي قضى 20 عاماً في السعودية: «لقد زالت مبررات الاغتراب عن شهبائنا، وما أحلى الرجوع إليها».
وقال عبد الرحمن (48 سنة، موظف لدى شركة نفطية في نجران): «لم نعد نطيق الابتعاد عن الوطن الذي تحرر من الإرهاب وعاد إلى بر الأمان، وواجب علينا المساهمة في إعادة إعماره من خلال مدخراتنا التي جمعناها في الغربة»، ولفت إلى أن الإقامة في السعودية بالنسبة للسوريين «غدت كالجحيم بسبب سياسة التضييق على إقامتنا فباتت المملكة تقسم صفوفنا وتعاملنا كموالاة ومعارضة بحسب مواقفنا وحتى تصريحاتنا»!
ويرغب أحمد (محاسب 44 سنة) في افتتاح مشروع شراكة مع مغترب آخر يوفر فرص عمل لأقاربه ورفاقه في مدينة الشيخ نجار الصناعية التي سبق وعمل فيها عندما كان شاباً أثناء دراسته في كلية الاقتصاد بجامعة حلب، ويأمل بأن يحصل على تسهيلات لا تعيق استثماره الجديد «مما يشجع الكثير من الحلبيين على العودة إلى مدينتهم وتوظيف رؤوس أموالهم فيها».
وفضل سهيل، وهو ممرض في أحد مستشفيات الشارقة بالإمارات، إنهاء رحلة الاغتراب التي دامت 22 سنة عن مدينته بغض النظر عن المغريات المادية لأن حلب تحتاجنا في مثل هذا الظرف لإعادة الروح والحياة إليها وتخفيف المعاناة التي لقيها أهلها عبر مشروع سكني يوفر حياة كريمة للعاملين فيه.
وأدى ارتفاع معدلات عودة الحلبيين إلى مدينتهم بشكل غير مسبوق يزيد عن نظيرتها قبل الحرب، إلى ارتفاع إيجارات الشقق السكنية في الأحياء الغربية من المدينة «لأن القادمين الجدد يقبلون على الإيجارات بدل التملك للسكن»، وفق قول صاحب أحد المكاتب العقارية بحي الفرقان لـ«الوطن».

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن