رياضة

أزمة كروية تحتاج إلى حلول فورية … قواعد ضعيفة والمال يأكل الأخضر واليابس

| نورس النجار

انقضى الموسم الكروي ونحن على أعتاب موسم جديد، لكن السؤال الأبرز يبقى هل ستبقى الكرة كما هي؟ هل سيكون هناك تطور على الصعيد الكروي أم إن كرتنا ستبقى مكانك راوح، ونحن هنا لا نتحدث عن المنتخبات الوطنية، فالمنتخبات الوطنية بحاجة لعمل دؤوب طويل الأمد حتى تستطيع أن تقفز قفزة نوعية، وهذا أمر سنتحدث عنه لاحقاً، لكن الحديث الآن عن الدوري المحلي بفئاته المختلفة، وربما دورة لعيونك يا شام تعطينا صورة عن مستقبل الكرة المحلية، وعن مستقبل الفرق، هذا المستقبل الذي لا يبشر بالخير والذي يدل أن العمل على القواعد ليس على ما يرام.

خلل في القواعد
في الدورة الثانية من بطولة لعيونك يا شام لاحظنا في بطولتي الأشبال والناشئين الكروي خللاً كبيراً، وهذا الخلل قادم من النتائج التي شهدنا والتي يمكن وصفها بالنتائج الكارثية كنهاية مباراة بسبعة أهداف وأخرى بعشرة أهداف، نتائج تدل على فارق المستوى بين الفرق المشاركة التي تلعب بدوري القواعد، وكأن فرق القواعد تدخل مبارياتها ولا تهتم بمستوى اللاعبين وإنما تهتم فقط بالفوز والخسارة وهذه أول سلبية تجتاح فرق القواعد ويجدر بنا الاهتمام بالمستوى الفني للاعبين الذين سيرفدون فرق الشباب وفرق الرجال، ومن ثم المنتخبات الوطنية، التطوير يبدأ من القواعد ومستواها الفني وهذا ما نلاحظ عدم الاهتمام به، فيتم الزج بلاعبين لا يملكون مهارة فقط لاستكمال العدد، ونلاحظ مباريات بمستويات ضعيفة غابت فيها المنافسة بين اللاعبين مع بعضهم، فأحد الفرق يملك الإمكانات لصنع فريق وفرق أخرى تشارك لمجرد المشاركة ومن ثم فإن الكفة غير موزونة في مجمل كرة القدم الأمر الذي يؤدي لسيطرة القطب الواحد في الكرة السورية، ويمكن ملاحظة ذلك في دوريات الرجال، فالجيش استطاع الفوز بالدوري والكأس، حيث كان أفضل فرق الدوري وأكثرها إمكانيات، على عكس معظم فرق الدوري التي تدخل الدوري بمن وجدت من اللاعبين وبأقل التكاليف بسبب الإمكانات المادية فالإمكانات لا تسمح برفع سقف الأسعار كما تفعل الأندية الغنية، الذي يجعل فارق المستوى كبيراً بين الفرق، ونتمنى أن يكون هناك ضوابط أو تسعى الأندية لتقوية الاستثمار من أجل القدرة على استقطاب اللاعبين وتعود المنافسة القوية من جميع الأندية.

سيطرة سلبية
سيطرة بضعة فرق على الدوري تنعكس سلباً على الدوري الذي ستنعدم فيه المنافسة وسيؤدي إلى نظرية مكانك راوح ولن نتطور بذلك.
لا ننكر أنه تم إعادة تصنيف فرق الدوري وإعادة هيكلية كرة القدم، وهذه الخطوة كانت جيدة ولكنها لم تكن سوى شكل جديد للدوري من دون أن يكون هناك تغيير بالجوهر، فمشكلة كرتنا هي مشكلة فنية وليست مشكلة فرق درجة أولى أو ثانية أو دوري ممتاز، يجب أن يتم إعادة النظر بالقوانين وخصوصاً المالية منها، وإعادة هيكلية للاحتراف بما يتناسب مع الواقع الرياضي وإمكانيات الأندية، وعلى الأندية أيضاً أن تعمل على قواعدها وتجد طريقة للتطوير، فتطوير القواعد ضرورة قصوى، وهنا لا نريد أن تفوز كل فرق القواعد بمبارياتها، بل نريد رؤية مستوى ومهارة من اللاعبين الذين سيرفدون فرق الرجال والشباب مستقبلاً.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن