اقتصاد

ملتقى «الانتقال نحو ثقافة الحوكمة» … شعبان: يجب أن نواجه واقعنا ونكتب تاريخنا بسعة صدر … أبو غزالة: سورية أمام فرصة كبيرة للانتقال إلى مجتمع معرفي

| قصي المحمد – ت: طارق السعدوني

تحت رعاية وزير المالية الدكتور مأمون حمدان، عقدت شركة طلال أبو غزالة وشركاه أمس الأربعاء، وبمناسبة عيدها الخامس والأربعين؛ الملتقى الأول لها تحت عنوان «التوجه نحو انتقال نوعي في ثقافة الحوكمة وبناء القدرات وتطبيق معايير الآيزو الدولية في تقنية المعلومات».
بدورها أكّدت المستشارة السياسية والإعلامية لرئيس الجمهورية الدكتورة بثينة شعبان أنّ المشروع الصهيوني يسعى إلى تحويل الشعوب العربية إلى هنود حمر في المنطقة العربية، داعية إلى مواجهة ذلك من خلال العلم والفكر، موضحةً ضرورة أنّ نكون حريصين وصادقين مع شعوبنا وأن نذكر أماكن تقصيرنا وخاصة في مراكز الأبحاث العلمية.
ولفتت إلى ضرورة أن نوضح لأنفسنا من نحن اليوم في هذا العالم، سواء من حيث الإنتاج الفكري أو السياسي أو الاقتصادي أو الاجتماعي، لافتةً إلى أنّه خلال العقود الأخيرة شهدنا تراجعاً كبيراً في النخب المعرفية العربية، ومعركتنا القادمة هي أن نعيد هذه النخب وأن نوقف الهدر الذي نعاني منه في القدرات البشرية أو المادية.
وأشارت الدكتورة شعبان إلى ضرورة أنّ نواجه واقعنا ونكتب تاريخنا بسعة صدر وأن نتوجه إلى المستقبل بصدق لا أن نتوجه إلى أصحاب القرار اليوم.
من جانبه أكّد مدير عام مجموعة طلال أبو غزالة الدكتور طلال أبو غزالة أنّ ثروة المستقبل اليوم هي صنع المعرفة، مبيناً أنّ إعمار الإنسان يجب أن يحظى بالاهتمام الأول، والأهم من ذلك هو بناء الإنسان المبدع وصناعة المعرفة.
وفي تصريح لـ«الوطن» قال أبو غزالة «إننا اليوم بحاجة لمشروع قومي في كل بلد عربي من أجل التحول إلى مجتمع معرفي”، لافتاً إلى أنّ بناء الحجر مهم، ولكن بناء الإنسان هو الأهم، ليكون كل إنسان في الوطن إنساناً معرفياً قادراً على الاختراع».
وأشار أبو غزالة إلى ضرورة التركيز على المواطنين الرقميين، لأن الدولة التي يتحول مواطنوها إلى مواطنين رقميين سوف تزدهر لتصل إلى مرحلة لا تحتاج إلى مساعدة من أحد، ولا دعم من أحد، ولا تقييم، ولا يكون فيها فقر ولا بطالة، ولا مشاكل واعتراضات تعيق نموها وتطورها، لافتاً إلى أنّ الحل اليوم هو التحول إلى مجتمع رقمي معرفي، خاصة وأن سورية أمام فرصة كبيرة لهذا الانتقال، خصيصاً في الوقت الذي نجد فيه أنّ سورية تسير في عملية إعادة الإعمار.
وبيّن الدكتور أبو غزالة أنّ المجموعة هي مؤسسة معرفية هدفها خدمة المواطن والوطن من خلال المعرفة لأن المعرفة هي الأساس لتطوير الأمم ونموها وثروتها، وخاصة الاختراعات، فهي الثروة الحقيقية ولا يوجد ثروة إلا من خلال الاختراعات المعرفة.
وأشار إلى أنّ الهدف من المشاركة في هذه الفعالية هو المساهمة في بناء الإنسان في سورية ومن أجل المشاركة أيضاً في مرحلة إعادة الإعمار التي بدأت بها الحكومة السورية.
ودعا الدكتور أبو غزالة إلى إنشاء مجتمع معرفة في سورية، لأن إجماع العلماء في العالم أنّ المدارس والجامعات ستختفي لاحقاً بسبب وجود عالم المعرفة والإنترنت، مبيناً دور المجموعة في العمل على تغيير أساليب وطرق التعلم ليصبح توجّه جامعات العالم اليوم هو تخريج مخترعين لان العالم اليوم ليس بحاجة إلى متعلمين، موضحاً أنّ شركة طلال أبو غزالة هي أكبر شركة أرشفة رقمية في العالم، حيث يتم يومياً أرشفة ما يقارب 10 ألاف ورقة.

1500 مليار ليرة ودائع

من جانبه، أكّد وزير المالية الدكتور مأمون حمدان أنّ انعقاد المؤتمر جاء بالتوافق التام مع ما تقوم به الحكومة السورية حالياً في عملية إعادة الإعمار، مؤكّداً أنّ الشعب السوري والحكومة السورية مستمرون بذلك، مبيناً أنّ العلوم المعرفية ليست حكراً على أحد لذا لا بد من توظيفها بشكل جيد وفي جميع المجالات المتاحة.
وكشف حمدان عن وجود 1500 مليار ليرة سورية أودعها المواطنون السوريون خلال الأزمة في المصارف الحكومية، مؤكداً أنّ المصارف اليوم تسعى إلى التواصل مع جميع المستثمرين من أجل استثمار هذه الأموال وتوظيفها في مشاريع إستراتيجية تنموية داعمة للاقتصاد السوري، مشيراً إلى أنّ الحكومة السورية مستمرة في مشروعها الإلكتروني الذي بدأ ولم يعد إلى الوراء.

الإعمار والتأهيل

ومن جانبه بيّن الشريك الوطني لمجموعة طلال أبو غزالة ماجد خالد أهمية تكنولوجيا المعلومات في دعم الأعمال لما لها من دور كبير في زيادة المبيعات وهامش الأرباح لدى الشركات وزيادة الحصص السوقية، إضافة إلى زيادة إنتاجية العمل وتوفير الوقت من خلال استخدام تكنولوجيا المعلومات في أعمالها اليومية الروتينية، موضحاً أنّ إعادة الإعمار في سورية لا تقتصر على التأهيل فقط، وإنما بحاجة إلى رفع مستوى العمل في البيئة السورية وتأمين الإطار المناسب لخلق ثقافة الأعمال الحديثة، لافتاً إلى دور مصرف سورية المركزي في تطبيق نظام الدفع الإلكتروني الذي وفر وسهّل الكثير من الأعمال.
وأضاف الشريك الوطني للمجموعة هيثم العجلاني أنّ شركة طلال أبو غزالة مستعدة لتقديم كل خبراتها ومعارفها للمشاركة في إعادة إعمار سورية ومن ضمنها تقديم حلول تكنولوجيا متنوعة لاعتماد تقنيات المعلومات في إدارة الشركات والمؤسسات السورية الأمر الذي يساهم في رفع مستوى العمل وزيادة فعالية استخدام الموارد واتباع الأساليب الإدارية المناسبة التي تعتمد على التكنولوجيا الحديثة.
ولفت العجلاني إلى الدور الكبير الذي أثبتته الشراكة الاستراتيجية مع شركة أبو غزالة في إثبات المؤهلات الوطنية ممثلة بقدرات وصمود الشباب على مقاعد المدارس والجامعات فهم قادرون على العمل والإنتاج مع الشركات المهنية التخصصية العالمية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن