سفير السعودية في واشنطن يدعو إلى عدم الاكتفاء بالدبلوماسية مع إيران … طهران: على الرياض أن تقبل بواقع المنطقة من دون أي تعنت
صرح المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الإيرانية «بهرام قاسمي» بأنه يتعين على المسؤولين السعوديين إعادة التفكير في أسلوبهم وإيجاد وسيلة لائقة للخروج من الأزمات الداخلية والإقليمية التي يواجهونها.
وأفادت وكالة «مهر» للأنباء أن المتحدث باسم الخارجية الإيرانية انتقد في كلمة له أمس الأربعاء تصريحات وزير الخارجية السعودي «عادل الجبير» إزاء الجمهورية الإسلامية الإيرانية أثناء مشاركته في مؤتمر نظم في مركز Chatham House البريطاني للعلاقات الدولية في لندن. وأعرب قاسمي عن أسفه في أن وزير الخارجية السعودي يواصل الإصرار على المنهج المحبط والمكلف وغير المنتج نفسه الذي حدث في السنوات الأخيرة، حيث يضرب على طبل التوتر والعنف والسلوك البغيض وسياسات الهدم.
وقال قاسمي: إنه يجب على المسؤولين السعوديين إعادة التفكير في موقفهم وإلقاء نظرة عليها من جديد، وبدلاً من الانبهار الزائد وإظهار التودد لخطابات وسياسات الولايات المتحدة المتكررة وغير المنتجة تجاه إيران، عليهم أن يجدوا مفراً لائقاً من الأزمة التي تعصف بهم في الداخل والخارج.
كما دعا المسؤول الإيراني النظام في السعودية ألا يجعلوا البلاد وشعبهم ضحية لحساباتهم الملوثة والخاطئة والسطحية وأن ينظروا باستبصار وعلى أساس مصالحهم ومسؤولياتهم، حتى يقبلوا حقائق المنطقة بشكل صحيح ومن دون تحيز وبلا أي تعصب. يذكر أن الجبير أشار الثلاثاء، أثناء مشاركته في مؤتمر نظم في مركز Chatham House البريطاني للعلاقات الدولية بلندن، إلى وجود عيوب في الاتفاق المبرم بين طهران ومجموعة 5+1 في عام 2015، معرباً عن اتفاقه مع ما أعلنه ترامب بأن إيران تعمل على الإخلال بالاستقرار الإقليمي وتقف وراء تمويل جماعات مسلحة في المنطقة وذلك حسب مزاعمه.
كما رحب بإمكانية فرض عقوبات جديدة على طهران، مواصلاً قوله: إن التأخر في هذه المسألة يهدد بحصول إيران على عشر قنابل نووية حتى لحظة اتخاذ هذه الإجراءات العقابية.
وقال الجبير: إن امتلاك طهران للأسلحة النووية سيكون بمنزلة خروج المارد من القمقم، مطالباً المجتمع الدولي بدعم العقوبات من أجل توجيه رسالة قوية إلى إيران بأن «تصرفاتها الشنيعة» لن تبقى من دون رد. إلى ذلك شدد سفير السعودية لدى الولايات المتحدة خالد بن سلمان بن عبد العزيز على ضرورة كبح جماح إيران عبر مواجهتها لا استرضائها، لافتاً إلى إخفاق سياسات استرضاء «ألمانيا النازية».
ونوه الأمير والدبلوماسي السعودي في مقال نشره باللغة الإنجليزية، ونشرت صحيفة «الشرق الأوسط» ترجمة له «بتأكيد الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن الولايات المتحدة لن تتعامل مع إيران بشيء من سياسات الاسترضاء التي فشلت فشلاً ذريعاً في إيقاف توسع ألمانيا النازية أو تلافي الحرب الأكثر كلفة في التاريخ الإنساني».
وانتقد خالد بن سلمان بشدة الاتفاق النووي مع إيران، واصفاً إياه بأنه «كان جزءاً من منهج الاسترضاء الذي كان سيؤدي إلى نتائج كارثية في المنطقة لو استمر».
وأضاف السفير السعودي في هذا الصدد: «مهما كان الموقف تجاه الانسحاب الأميركي من الاتفاق النووي، يجب علينا جميعاً أن نعمل على تحقيق المهمة الكبرى المتمثلة في إيقاف إيران وأتباعها عن استمرارهم في نشر الفوضى والدمار في المنطقة».
ورأى خالد بن سلمان أن ما وصفه بـ«التهديد الذي تشكّله إيران اليوم متغلغل في جذور النظام الإيراني»، مشدداً على وجوب «معاقبة النظام الإيراني اقتصادياً ودبلوماسياً مع الحفاظ على جميع الخيارات على الطاولة لضمان قوة الدبلوماسية وفعاليتها».
وأكد الدبلوماسي السعودي أن بلاده «ملتزمة بدورها في مواجهة الشر. ما نحتاج إليه هو أكبر عدد ممكن من الشركاء».
ووصل خالد بن سلمان إلى استنتاج مفاده أن «أتباع إيديولوجيات الإرهاب والتطرف والعنف هم أقلية صغيرة في كلٍّ من المملكة العربية السعودية وإيران، لكن الفرق أنهم في المملكة إرهابيون يفرون من العدالة على حين في إيران هم من يديرون البلاد» حسب تعبيره.
(روسيا اليوم– العالم– مهر)