سورية

محاولات للاتحاد الأوروبي بهدف عرقلتها.. و«الائتلاف» اعتبر الأمر «مبكراً» … مساع روسية مكوكية لإعادة اللاجئين السوريين

| وكالات

واصلت موسكو مساعيها المكوكية لحل مشكلة اللاجئين السوريين وإعادتهم إلى بلادهم، ووصل قطارها إلى لبنان الذي يستعد لاستقبال وفد من وزارتي الدفاع والخارجية اليوم، على حين حاول الاتحاد الأوروبي عرقلة هذه الجهود، واعتبرها «الائتلاف» المعارض «مبكرة».
وبدأ الحراك الروسي فعلياً بعد قمة الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأميركي دونالد ترامب في 16 الشهر الجاري، عندما اعتبر بوتين في المؤتمر الصحفي الذي تلا القمة، أن الأمر الهام هو وجود الكثير من اللاجئين السوريين في البلدان المحاذية لسورية، ورأى أنه في حال قدمنا المساعدة لهؤلاء الناس في العودة إلى منازلهم ستنخفض الضغوط على الدول الأوروبية، واعتبر أن حل مشكلة اللاجئين هو الأهم.
وأول من أمس أجرى وزير الخارجية، سيرغي لافروف، ورئيس الأركان العامة، فاليري غيراسيموف، بتكليف من بوتين مشاورات في العاصمة الألمانية برلين، بحثا خلالها الأوضاع في سورية وإيران، قبل أن ينتقل المسؤولان إلى باريس ويلتقيا رئيس الإليزيه إيمانويل ماكرون ويبحثان معه تسريع التسوية السياسية في سورية وإعادة إعمار البلاد وعودة اللاجئين.
المحطة الجديدة للجولات الروسية ستكون بيروت وعمان، إذ كشف موقع قناة «روسيا اليوم» الإلكتروني، أن المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى سورية ألكسندر لافرينتييف ونائب وزير الخارجية سيرغي فيرشينين سيبحثان مع الرئيس اللبناني ميشال عون ورئيس الوزراء في حكومة تسيير الأعمال سعد الحريري عودة اللاجئين السوريين.
وبحسب وكالة «سبوتنيك»، كشفت السفارة الروسية في لبنان، أن «وفد وزارتي الدفاع والخارجية الروسيتين موجود بالفعل في سورية، ولاحقاً سيجري المزيد من الاتصالات مع القيادة الأردنية». ووفق السفارة، سيتم بحث القضايا المتعلقة بالوضع في سورية، بما في ذلك عودة اللاجئين السوريين من الأراضي اللبنانية إلى وطنهم.
وكانت مستشارة وزير الخارجية اللبناني لشؤون النازحين علا بطرس، أكدت السبت، أن قيادة لبنان تؤيد القرار الروسي بإنشاء مركز خاص لتنسيق عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم، واصفة إياه بـ«الإجراء العملي المتكامل» لتأمين العودة الآمنة.
وكان الحريري، استقبل في وقت سابق القائم بأعمال السفارة الروسية في بيروت فياتشيسلاف مقصودوف لبحث الخطة الروسية لعودة اللاجئين، كما بحث المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط ودول إفريقيا، نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف في اتصال هاتفي مع وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل الاثنين الماضي قضية عودة اللاجئين. من جانبه، جال وزير الدولة لشؤون النازحين في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية معين المرعبي على عدد من مسؤولي منظمة اليونيسيف في لبنان، في أحد مخيمات اللاجئين السوريين في بلدة مرياطه، واستمع إلى حاجاتهم. وقال المرعبي: إن «الأجواء اليوم، كما بات معلوماً إيجابية، لجهة أن الروس والأميركيين أكبر دولتين في العالم، يعملان على ضمان أمنهم خلال عودتهم».
وأضاف: إن «هذا أمر يدعمه الرئيس سعد الحريري وهو يعمل بشكل متواصل مع كل الجهات الدولية من أجل تأمين هذه العودة الطوعية والكريمة إلى بلادهم، على أمل أن يعودوا في أسرع ما يمكن من أجل إعادة إعمار سورية».
في المقابل، بدا أن الاتحاد الأوروبي يحاول عرقلة الجهود الروسية إذ نقلت وكالة «آكي» الإيطالية عن مصادر أوروبية نفيها أن يكون الاتحاد قد خصص حزماً مالية من أجل المساعدة على عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم.
وأوضح متحدث باسم الجهاز التنفيذي الأوروبي، أن المفوضية تعمل في إطار الاتفاق مع تركيا (في آذار 2016) على تمويل مشاريع تربوية وصحية متعددة الأطياف لمصلحة اللاجئين السوريين وليس لصالح الحكومة في أنقرة، فـ«ليس لهذه الأموال مسارات أخرى».
جاء كلام المتحدث بمناسبة إعلان المفوضية عن تخصيص مبلغ 400 مليون يورو لمصلحة برنامج تربوي طويل الأمد، ستصب مبالغه مباشرة في موازنة وزارة التربية التركية بزعم العمل على توفير أطر تعليمية للطلاب من اللاجئين السوريين.
من جهته، سار نائب رئيس «الائتلاف» المعارض بدر جاموس في الفلك الأوروبي، واعتبر أن «عودة اللاجئين والنازحين مرتبطة بالانتقال السياسي وتوفير البيئة الآمنة والمستقرة في سورية، وهو أمر لم يتحقق ويبدو بعيد المنال». وطالب جاموس «الأمم المتحدة، وعلى الأخص الدول الصديقة للشعب السوري، بعدم القبول بأي عملية نقل اللاجئين السوريين في هذه الأوضاع»، التي وصفها بـ«المقلقة وغير الآمنة».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن