سورية

وجود أميركا وفرنسا وتركيا «احتلال».. وأي حوار أو طرح بعيداً عن العاصمة سيبقى هشاً … حدو لـ«الوطن»: دمشق مصدر أي غطاء شرعي ووطني

| سامر ضاحي

اعتبر المستشار الإعلامي السابق لـ«وحدات حماية الشعب» الكردية، ريزان حدو، أن أي حوار أو طرح يقوم به «مجلس سورية الديمقراطية»، «يكون بعيداً عن دمشق سيبقى هشاً ومكشوفاً»، وأن «أي غطاء شرعي ووطني مصدره دمشق فقط»، مشدداً على أن أي تواجد عسكري في سورية دون طلب حكومتها الشرعية هو «احتلال» و«غير شرعي».
وفي تصريح لـ«الوطن»، قال حدو: إن «المعيار في تصنيف التدخلات في سورية إلى شرعية وغير شرعية هو القوانين والتشريعات والأعراف الناظمة للعلاقات الدولية. الآن من يشغل مقعد سورية في الأمم المتحدة على سبيل المثال هو الدكتور بشار الجعفري ممثلاً للحكومة السورية وبناءً عليه فإن أي دولة أو جهة تدخلت بالحرب التي تجري على الأراضي السورية بالتنسيق مع دمشق يعتبر تدخلها شرعياً، ومن لم تنسق مع دمشق يعتبر تدخلها وتواجدها العسكري غير شرعي وبمثابة قوة احتلال، بما في ذلك التدخل الأميركي والفرنسي والتركي وهذا ليس موضوعاً مزاجياً».
واعتبر حدو، أن التدخلات الشرعية جاءت كنتيجة للتدخلات غير الشرعية، وهذا ليس تحليلاً إنما استعراض للأحداث التي مرت بها الأزمة السورية، ورأى أن المثال الأوضح على التدخل غير الشرعي كان في 8 تموز 2011 عندما زار مدينة حماة كل من السفير الأميركي السابق روبرت فورد ونظيره الفرنسي اريك شوفالييه، قبل أن يعيد الجيش فرض سيطرته على مدينة حماة إثر عملية بدأت في 31 تموز 2011.
وأشار إلى أسماء المظاهرات في أيام الجمعة التي كانت تدعو إليها التنسيقيات والمعارضة منذ 9 أيلول 2011 باسم «الحماية الدولية» وفي 28 تشرين الأول 2011 «الحظر الجوّي» وفي 11 تشرين الثاني 2011 «تجميد العضوية مطلبنا» و18 تشرين الثاني 2011 «جمعة طرد السفراء» إلى يوم الجمعة 2 كانون الأول 2011 «المنطقة العازلة مطلبنا»، وفي 16 آذار2012 «التدخل العسكري الفوري» وفي 10 آب بعدها «سلحونا بمضادات الطائرات».
ولفت حدو إلى أنه تم خلال تلك الفترة إدخال الآلاف من العناصر الإرهابية من شتى أصقاع العالم إلى سورية إضافة إلى آلاف الأطنان من الأسلحة بشكل علني، في حين بقي الجيش السوري وحده يواجه هذه التدخلات الخارجية غير الشرعية ما يناهز العامين إلى أن بدأت التدخلات الشرعية بطلب من دمشق مع تدخل إيران وحزب اللـه عام 2013 ولاحقاً التدخل الروسي 2015.
ورأى أن هذا ليس موقفاً طارئاً أو جديداً في العلاقات الدولية بين الدول الحليفة، فالوضع الطبيعي أن يدعم الحلفاء بعضهم البعض في الأزمات الداخلية أو الخارجية بغض النظر إن كانت أزمة سياسية أو عسكرية أو مالية.
وأضاف: بكل الأحوال أنا كمواطن سوري أتمنى أن أرى السوريين فقط على الأراضي السورية، أما غير السوريين فمرحباً بهم كسياح فقط، فسورية كانت قبلة العالم للتمتع بجمال طبيعتها وآثارها الشاهدة على عراقة حضارتها، ويجب أن تعود كما كانت وأقوى.
وعن المفاوضات بين الحكومة السورية و«مجلس سورية الديمقراطية» في الحسكة، قال حدو: «دعني أستخدم كلمة حوار وليس مفاوضات، لأن الوضع الطبيعي أن يتحاور السوريون، وغير الطبيعي أن يتفاوضوا، بكل الأحوال قادة «مجلس سورية الديمقراطية» ينفون حدوث أي حوار حتى الآن، ولم يصدر أي إعلان رسمي عن الحكومة السورية، وشخصياً أرى أن كل تأخير في هذا الحوار هو خطأ كبير يرتكب بحق الوطن السوري، وأخشى ما أخشاه أن التأخير غير المبرر قد يوصل لمرحلة يخسر فيها عنوان «أن تأتي متأخراً أفضل من ألا تأتي»، لصالح عنوان «الصيف ضيعت اللبن»، وهذا ليس موقفا مستجدا، أنا منذ سنوات أتبنى هذا الخيار، فقبل سنوات عندما كان البعض يراهن على سقوط دمشق بيد الإرهابيين، طلبت وعلى الإعلام لقاء رئيس بلدي الرئيس بشار الأسد أكرر الطلب الآن عبر منبركم.
وشدد حدو على أن «دمشق هي عاصمة ومركز سورية وأي حوار أو طرح بعيداً عن المركز سيبقى «مهمشاً وهشاً ومكشوفاً»، و«أي غطاء شرعي ووطني مصدره فقط دمشق».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن