ثقافة وفن

جورج وسوف النجم الأول في العالم وليس في سورية فقط … ريان لـ«الوطن»: مهما قدمنا لسورية فلن نفيها حقها لأن لحم أكتافنا من خيرها

| وائل العدس

مطرب لبناني يتمتع بصوت هادئ وجميل، وشكل رقيق وأداء متميز، ولذلك لقبه محبوه بقمر الأغنية العربية.
ولد في مدينة جبل الديب في بيروت عام 1982، وهو من أصل أرمني، وكان اسمه عند ولادته ريان أكريكوريان، وقد اشتهر خلال فترة قصيرة من الغناء.
درس الحقوق وبعد تخرجه دخل مجال الغناء، وتميزت معظم أغانيه بطابع الحزن والرومانسية.
ابتدأ مشواره الفني بتسجيل أغنية «أنت غرامي» وحازت إعجاب الجماهير بسبب روعة كلماتها وأدائه الباهر فيها، وبعد فترة قصيرة أنتج أول ألبوماته بعنوان «حالة غريبة» عام 2004.
زار دمشق، وعبّر عن حبه لسورية وللسوريين وفرحه بزيارة الشام بعد فترة غياب، وأشار إلى أنه شارك بعدة حفلات في أغلب المحافظات السورية.
وعن اختياره للأغاني قال إن أغانيه تعبر عن شخصيته ونفسيته الهادئة، كاشفاً أنه يحضر لألبوم جديد يتضمن أغنية لسورية وأخرى رومانسية باللون القديم تحمل عنوان «تركني موت» من ألحانه وكلماته.
كما زار حلب قبل عامين، وأحيا فيها حفلاً فنياً ضخماً، حيا من خلاله الجيش العربي السوري والسيد الرئيس بشار الأسد ليكون أول مطرب عربي يدخل حلب منذ الحرب على سورية، وأكد حينها أن دماء الحلبيين ليست أغلى من دمه وأنه جاء إلى حلب لحبه العميق لحلب ولشعبها الصامد وللجيش العربي السوري وقائده وقائد سورية الرئيس بشار الأسد.
الفنان اللبناني ريان حل ضيفاً على صفحات «الوطن» من خلال الحوار التالي:
توقفت خمس سنوات بعد شهرة واسعة، فما السبب؟
صادفتني عدة أمور أجبرتني على التوقف، منها دراستي في الجامعة، ومشاكل مع إحدى شركات الإنتاج، إضافة إلى وفاة والدتي التي أصابتني بالإحباط والحزن الشديدين وكنت غير قادر على الغناء بسببها.

بعد هذا الغياب، هل ستبدأ مسيرتك الفنية من الصفر؟
نعم، أعتبر نفسي منطلقاً من نقطة الصفر، لكن محبة الناس مازالت موجودة، وهي المحفز الأول للعودة بقوة إلى الأجواء، وبكل الأحوال أشعر أنني أغني للمرة الأولى عندما أقدّم أي عمل.

ما أسباب عودتك؟
كنت أفكر بالابتعاد كلياً عن الفن، وأكتفي بالدراسة والعمل في مجال الحقوق، لكن الناس المُحبة أجبرتني على العودة.

إذاً الغناء بالنسبة لك هواية أم حرفة؟
كان هواية في بداية طريقي، لكنه أصبح لاحقاً مهنة، قبل أن أتوقف وأعود مجدداً الآن.

قبل سبع سنوات، غنيت شارة مسلسل «أيام الدراسة» ولاقت نجاحاً كبيراً في سورية.
أقولها في كل مكان وزمان، إن سورية سبب نجاحي وشهرتي في العالم العربي، ولا أنكر فضلها عليّ، ورغم الحرب عليها إلا أنه ينتابني شعور مختلف عندما أدخل أرضها، ولم أتوقف يوماً عن زيارتها حتى في أحلك الظروف، فسورية أعطتني الكثير ومن واجبي أن أرد لها الجميل، علماً أني مقتنع أنني مهما قدّمت لن أرد لها إلا الجزء البسيط من هذا الجميل.
لا أنكر بلدي لبنان، فهو تاج على رأسي… لكن بلدك هو المكان الذي ترتاح فيه، وأنا أرتاح في سورية، والسوريون رغم ما عانوه مازالوا يستقبلون ضيوفهم بمحبة وطيبة وكرم، وأنا متأكد أن سورية ستعود أقوى مما كانت عليه.

كيف ترى الحرب على سورية؟
ما حدث في سورية لم يحدث سابقاً في أي مكان في العالم، وهو استهداف واضح لخط المقاومة، خاصة أن سورية كانت المدافع الأول عن فلسطين والساعية إلى تحريرها من دنس الكيان الصهيوني، لذلك جرّب أعداؤها تدميرها، لكنها انتصرت، لأن سورية اللـه حاميها.

هل تفكر بتقديم أغنية إلى سورية؟
بكل تأكيد، أحضر لأغنية خاصة لسورية بمناسبة انتصارها على الإرهاب، ومن واجبنا الآن تقديم أغان عن الفرح بعدما غنينا كثيراً عن الحزن والدمار.
وأقولها الآن وإلى الأبد الآبدين، نحن كفنانين لبنانيين، مهما قدمنا لسورية فلن نفيها حقها، لأن لحم أكتافنا من خيرها.

منذ بداية الحرب على سورية، كانت لك مواقف داعمة، فهل تخوفت من مقاطعة بعض الشركات العربية؟
هذه مشكلتهم، لأن سورية أغلى من كل شركات الإنتاج.

ماذا عن جديدك الفني؟
وقعت عقداً مع إحدى الشركات السورية، وبدأنا بتحضير جدي لإطلاق عدة أغنيات.

كيف ترى الفن في سورية بعد ما يقارب 8 سنوات من الحرب؟
رغم الحرب، إلا أنني أرى أن الفن السوري في حالة متقدمة جداً، وخرّج مطربين من نجوم الصف الأول أمثال ناصيف زيتون، كما أن الدراما كانت رائعة لأنها كانت وما زالت تعتمد على الدراسة والثقافة والموهبة بخلاف العديد من الدول التي تكتفي بجمال الشخص كي تخلق منه ممثلاً.

كيف تقضي أوقاتك بعيداً عن الغناء؟
أتابع الرياضة بالدرجة الأولى، وأشاهد الأخبار بشكل يومي إن كانت عبر قناة «المنار» أو «الميادين»، وبكل تأكيد لا أتابع القنوات العربية الفتنوية التي يعرفها الجميع.

ما ميولك الرياضية؟
أمارس كرة القدم، وأعشق منتخب البرازيل، كما أنني كنت متابعاً للمنتخب السوري في تصفيات كأس العالم، وهو منتخب جدير بالاحترام رغم شح الإمكانات وعدم اللعب على أرضه، وكان قاب قوسين أو أدنى من التأهل إلى كأس العالم، ومثّل سورية خير تمثيل.

يقال إن لبنان بارز في الموسيقا.. وسورية بارزة في الدراما، فما السبب؟
للأمانة، تمتلك سورية أهم الملحنين والمطربين، وأظن أن سورية ولبنان متعادلان في ذلك، لكن لبنان بلد إعلامي ويعرف الفنان فيه كيف يضيء على نفسه.
هناك أصوات سورية رائعة تحقق نجاحات كبيرة في الوطن العربي، مثل محمد خيري وحسين الديك وناصيف زيتون.

برأيك من نجم سورية الأول؟
النجم الأول في العالم وليس في سورية فقط هو جورج وسوف، وهو فنان خارج التقييم كلياً، ومن بعده أرى أن ناصيف الأول في سورية، ووائل كفوري الأول في لبنان.
المعيار في اختيارهما هو الصوت بالدرجة الأولى، ومحبة الناس بالدرجة الثانية، فناصيف مثلاً نجم شباك تذاكر في كل الحفلات، ووائل نجم كبير وصاحب تاريخ عريق.
مسرور جداً لما يحققه ناصيف لأنه ابن سورية أولاً، وأطلب من الجمهور السوري أن يدعمه ويقف إلى جانبه لأنه يستحق، وهنيئاً لسورية بهذا النجم.

بالحديث عن برامج المواهب الغنائية، لو عاد الزمن بك إلى الوراء، هل كنت ستشارك بها؟
بالتأكيد لا.. لأن صوتي أجمل من أصوات لجان التحكيم، وأستثني عاصي الحلاني وكاظم الساهر.
لجان التحكيم تظلم المواهب المشاركة، وهذه البرامج تحقق عائدات مالية كبيرة على حساب هذه المواهب التي تختفي بأغلبيتها بعد انتهاء البرامج.

إذا دعيت لتكون ضمن لجنة التحكيم فهل تقبل؟
«من وين لوين؟»، لا يحق لي أن أكون في أي لجنة تحكيم، يجب أن أكون صاحب تاريخ وأمتلك مقومات معينة لذلك.
ربما لا ينقصني شيء، لكن هناك فنانون أولى مني بكثير.

تنحدر من أصل أرمني.. كيف تصف لنا المواهب الأرمنية؟
هناك أصوات أرمنية مميزة جداً، وقد سافرت إلى كثير من البلدان وقابلت فنانين من أرمن سورية، وأوصيتهم بالعودة إلى سورية وقلت لهم إنكم ستكونون ناكرين للجميل إن لم تعودوا لأن سورية بلدكم، وهم بالفعل مشتاقون لبلدهم وسيعودون… فنحن الأرمن نعتبر بلدنا هو المكان الذي خلقنا وربينا فيه.. لذلك نحن سوريون ولبنانيون.
وتعود كثرة المواهب الغنائية الأرمنية ربما بسبب الشجن والتجارب الصعبة والمآسي.

ماذا تقول في كلمة أخيرة؟
ألف مبارك لسورية انتصارها على الإرهاب، راح الكثير ولم يبق إلا القليل، وأطلب من السوريين تصفية النفوس والمبادلة بالحب والوفاء، لأن لديهم أجمل بلد بالعالم فحافظوا عليه.
سورية هي بلد الخير والمحبة، وقد انتصرت بفضل ربنا وبفضل شعبها وجيشها وقيادتها، وبفضل كل شريف حافظ على بلده ولو بكلمة أو حرف أو موقف وليس بالرصاص فقط.
من واجبنا أن ندافع عن سورية، فهي أرضنا وبلدنا كلنا كعرب، والحمد لله أن النصر كان حليفها وحليفنا وانتصر الحق لأن اللـه مع الحق.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن