رياضة

التحكيم الكروي عبر تقنية الفيديو

| فاروق بوظو

الأسبوع الماضي وخلال وجودي في تونس.. شاركت بالمحاضرة في موضوع تحكيمي مهم سبق لي متابعته أداءً ورأياً وقراراً في المونديال الروسي الأخير الذي استخدمت فيه تقنية الفيديو التي كانت ناجحة في رأي كثيرين وفي مقدمتهم رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم بحيث جعلت المنافسة في رياضة كرة القدم أكثر عدلاً ووضوحاً وشفافية.. وقد استخدمت لهذه التقنية بالمونديال الروسي الأخير في كثير من المخالفات التحكيمية التي تستوجب اتخاذ القرار التحكيمي الصحيح العادل بحيث تولت التقنية في تصحيح ستة عشر قراراً تحكيمياً بهدف تحقيق القرار التحكيمي الصحيح والعادل وحتى المقنع.. ولعل الأبرز في هذه التجربة هو التدقيق في مخالفة التسلل التي أصبحت من الماضي بفضل هذه التقنية التي قضت نهائياً على الأهداف التي يتم إحرازها عبر ارتكاب هذه المخالفة التي كانت مسؤوليتها في الماضي وقبل استخدام هذه التقنية تقع بشكل مباشر على الحكم المساعد الموجود على خط التماس..
وقد أجمع العديد من المراقبين على أن استخدام هذه التقنية قد ساهم في تحسين سلوك اللاعبين بعد أن أصبحوا مراقبين بالكاميرات التي تجاوزت الأربعين كاميرا في جميع أطراف الملعب وحتى سمائه.. وهذا ما أوقف نهائياً محاولة بعض اللاعبين اللجوء للأداء الخشن والمؤثر على سلامة الخصوم.. ولعل عدم إشهار أي بطاقة حمراء في هذا المونديال الروسي بسبب اللعب العنيف المؤثر في سلامة الخصم هو الدليل على ذلك.
إن التحكيم الكروي من خلال استخدام تقنية الفيديو قد جعل رياضة كرة القدم أكثر نظافة وعدلاً وشفافية.. ويبقى موضوع لمسة الكرة باليد بشكل متعمد أو غير متعمد داخل ميدان اللعب الذي كان موضوعاً قابلاً للنقاش والإقناع.. بحيث يجب على الحكم أن تكون لديه القدرة على التركيز المباشر واتخاذ القرار التحكيمي في موضوع لمسة اليد.. خصوصاً أن القرار التحكيمي في هذا المجال لن يتجاوز أجزاء من الثانية في موضوع اتخاذه.
وبعد.. فكل هذا الذي ذكرته يحتم على حكم الساحة أن يكون صاحب القرار التحكيمي الصحيح والعادل سواء من خلال استخدام أم عدم استخدام تقنية الفيديو..!

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن