مسكنات اتحاد كرة السلة لن تجبر كسور منتخباته
يوم بعد يوم تتابع منتخباتنا الوطنية لكرة السلة، وفي الفئات كافة انحدارها من سيئ إلى أسوأ، ومن خيبة إلى نكسة، ومن نكسة إلى نكبة، حتى بات الفوز في أي مباراة، كحبة الدواء المسكن، التي لا يدوم مفعولها إلا دقائق، ويعود طرق المطارق في الرأس إلى العمل بفشل، وخيبات متكررة، من الطبيعي جداً عن إخفاق أسلوب علاج أن نغيّر الأسلوب، وأن نبحث عن طرق علاج جديدة، لا أن نتهم المريض بأنه سبب المرض، فمن الوارد جداً أن تكون أساليب العلاج والقائمين عليها هم السبب، وكذلك حال سلتنا التي لم تخرج ولا بأي ومضة ضوء واحدة طوال سني الأزمة التي عصفت بسورية، فلا الاتحاد بقادر على إخراج مسابقاته بصورة سليمة، ولذلك أسباب مفهومة، ولا هو بقادر على إعداد جيل جديد من اللاعبين واللاعبات يعوض غياب وهجرة الكثير من أبناء اللعبة، حيث عمر الأزمة في وطننا قارب السنين السبع.
توجه بالأزمة
لو توجه الاتحاد منذ ذلك التاريخ للاهتمام بفرق الأشبال والشبلات، وتحويل الإمكانات المالية الممكنة للصرف عليهم، وإعدادهم بطريقة علمية، لكانت السلة السورية حالياً تملك في رصيدها مجموعة متميزة من المواهب القادرة على المنافسة الحقيقية، وتجاوز الخيبات، ومشاكل الأجيال السابقة من الأخطاء الأخرى التي لم تحظ بعلاج اتحاد كرة السلة، عبر اهتمامه الدائم بمحافظات دون أخرى، وإهمال دعم بعض المحافظات الزاخرة بالمواهب الفقيرة، وبالإمكانات المتوافرة الحالية. كرة السلة السورية لن تنهض، وتخرج من خيباتها ما لم تتسع دائرة المنافسة في كل الفئات، والمراحل إلى المحافظات المهملة، وبذلك سنضمن اكتشاف المواهب، فكما قدم اللاعبان (وسام يعقوب وجميل صدير) من ريف حماة ليكونا من أهم لاعبي الارتكاز في سورية، بكل تأكيد يضم ريفنا خامات وخامات أخرى قادرة على التطور، والارتقاء بمستوى منتخباتنا الوطنية العقيمة حالياً هجوماً ودفاعاً، وبلا أي مواهب استثنائية.
غياب الدور
إذا كان دور لجنة المنتخبات الوطنية هو توزيع مخصصات المحافظات من المدربين والمدربين المساعدين فبئس الدور، لأننا الآن قادرون على وضع لائحة دور لتدريب المنتخبات الوطنية لخمس سنوات قادمة، وإذا كان دور عضو الاتحاد ضمان وجود مدربين من أبناء محافظته في المنتخبات الوطنية، فيمكن لأي مندوب أو مراسل من المحافظة القيام بالدور نفسه، الاتحادات جهة فنية من يعمل بها يجب أن يكون على مستوى من الفهم والإدراك لمهامه، ودوره الوطني والابتعاد عن الصغائر، ومشكلة أذن السفر، وعقبة البيجامة والحقيبة، ومن دون ذلك لن تشهد سلتنا أي تقدم أو انتعاش.
خلاصة
اتحادنا الحالي كالطبيب المصرّ على دواء لم يشف المريض، ونحن نقول: إن لا دواء خطأ، ولا الطبيب، ولكن يبدو أن اتحادنا لم يعد مناسباً لحال سلتنا المريضة.