عربي ودولي

«الخوف» الأميركي من روسيا قد يدفع الكونغرس إلى حظر اختلاء ترامب ببوتين!

بعد اللقاء الذي جمع الرئيسين الأميركي والروسي في هلسنكي منتصف الشهر الجاري والذي حقق فيه فلاديمير بوتين فوزاً ضد دونالد ترامب بحسب أغلب المراقبين وسياسيي البلدين، وصلت شكوك الكونغرس بالرئيس دونالد ترامب، إلى حدّ تقديم أحد أعضائه مشروع قانون يحظر عليه عقد «لقاءات انفرادية» مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، على غرار اجتماع هلسنكي. وقدم مشروع القانون الغريب إلى مجلس النواب، عضو الكونغرس من الحزب الديمقراطي شيلا جاكسون لي. وهو يفرض على ترامب الحصول على موافقة الكونغرس مسبقاً قبل عقد أي لقاء انفرادي مع الرئيس الروسي، وكذلك نيل موافقة البرلمان «على أي اتفاق يمكن التوصل إليه بينه وبين بوتين».
لكن الخبراء الدستوريين يعتقدون في الوقت نفسه، أن مثل هذا المشروع قانون ينتهك مبدأ الفصل بين السلطات ويخالف الدستور الأميركي في صميمه. ويزعم واضعو الوثيقة، أن الجانب الروسي أعلن عن تحقيق اتفاقات «تلبي مصالح الكرملين».
وكان هذا أحد الأسباب التي دفعت أعضاء الكونغرس إلى حث ترامب على تقديم تفاصيل عن محادثاته الانفرادية مع بوتين.
هذا واعتبر الأستاذ في المدرسة العليا للاقتصاد، الكسندر دومرين في حديث مع قناة «RT»، أن محاولات أعضاء الكونغرس الحد من قدرة ترامب على التفاوض مع قادة الدول الأخرى على انفراد تتناقض مع الدستور الأميركي.
وأشار البروفيسور دومرين إلى أن «أي محاولة من جانب السلطة التشريعية لتقييد صلاحيات السلطة التنفيذية، خاصة فيما يتعلق بالسياسة الخارجية، تشكل اغتصاباً للسلطة».
في الوقت نفسه، يعتقد دومرين أن ترامب سيضر بمصالحه الخاصة إذا حاول مساومة الكونغرس حول هذا الأمر. بدوره قال الأستاذ المشارك في قسم النظريات السياسية بمعهد MGIMO كيريل كوكتيش، أن مثل هذه القرارات يمكن لترامب استخدامها لإظهار «عدم كفاءة» خصومه.
وتابع «بالطبع، يستطيع الكونغرس تبني مثل هذا القرار، لكنهم سيعطون ترامب ورقة رابحة كبيرة أخرى في الحملة الانتخابية للتجديد النصفي للكونغرس» في تشرين المقبل. وهذا يعني أن تبني مثل هذا القرار سيكون من مصلحة ترامب، لأنه يثبت عدم كفاءة خصومه السياسيين»، كما قال كوكتيش.
وفي محادثة مع قناة «RT»، أشار عضو لجنة الشؤون الخارجية في الدوما (مجلس النواب الروسي) أنطون موروزوف، إلى أن هذه المبادرات من قبل عدد من أعضاء الكونغرس الأميركي تهدف إلى عرقلة تطبيع العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة.
وقال موروزوف «المجتمع الأميركي الآن مستقطب للغاية. كثيرون يؤيدون الحفاظ على حال المواجهة مع روسيا. لكن في الوقت نفسه، يفهم البعض أن هذا الطريق لا يؤدي إلى أي مكان. ومع ذلك، فإن العديد من أعضاء الكونغرس، وخاصة أولئك الذين ما زالوا ملتزمين بسياسة المواجهة، يريدون وضع مزيد من العقبات في طريق تطبيع العلاقات بين موسكو وواشنطن».

روسيا اليوم

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن