سورية

سفير بكين بدمشق لـ«الوطن»: ندعو لخروج كل القوات الأجنبية من سورية

| سيلفا رزوق

أكد السفير الصيني في سورية تشي تشيان جين، أن بلاده تريد المساهمة بصورة جادة وفعالة في الجهود القائمة لإعادة اللاجئين السوريين إلى بلادهم، وهي تؤيد جهود الدولة السورية بهذا الخصوص.
وفي تصريح خاص لـ«الوطن» رحب السفير الصيني بترتيبات الحكومة السورية بخصوص النازحين الذين غادروا الغوطة الشرقية، ومناطق في الجنوب، وأشار إلى وجود نقاشات جدية ظهرت عقب القمة الروسية الأميركية في هلسنكي، وخلال زيارة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف للدول المعنية بالأمر. وكشف، أن بلاده سوف تقدم مساعدات إنسانية بقيمة 600 مليون يوان صيني، لدعم الدول المعنية بهذا الملف ومنها الأردن ولبنان وسورية، وهذه «السياسية التي طرحها الرئيس لصيني، هي دليل واضح بأن الصين سوف تشارك بصورة جدية في الترتيبات الحاصلة لإعادة اللاجئين السوريين، وسوف تتعاون مع الحكومة السورية والجهات المعنية بهذا الخصوص».
وبخصوص الترتيبات الحاصلة لعقد جولة جديدة من اجتماعات «أستانا» بعد أيام، أشار سفير الصين، إلى أن بلاده تعتبر أن العملية السياسية هي الوسيلة الوحيدة للحل النهائي للقضية السورية، «والموقف الصيني هو تأييد كل الجهود في مسارات «جنيف وأستانا وسوتشي» وهذه الجهود جميعها مفيدة في المساهمة بالوصول إلى حل بما يخص القضية السورية».
ولفت تشي إلى أن بلاده كانت على الدوام متمسكة بموقفها المتضمن حماية ودعم الاستقرار في سورية، وأيدت كل الأطراف والجهود الساعية لهذا الأمر، وهي تعتبر أن مسار «جنيف» ينبغي أن يكون المسار الأساسي للحل في سورية، لأن هذا المسار هو المسار المعترف به دولياً، كما ترحب بالجهود المبذولة لإنجاح مسار «أستانا» من منطلق أن هذه الجهود والوسائل مفيدة للحل النهائي في سورية.
وبخصوص الدعوة الروسية لأميركا بالانسحاب من سورية اعتبر تشي، أن «القضية السورية» لم تعد قضية خاصة بالسوريين أنفسهم، بل تحولت إلى قضية دولية، تتداخل فيها مصالح الدول الكبرى ودول المنطقة، لذلك هي اليوم قضية معقدة، وعلى هذا الأساس إذا «أردنا الحديث عن حل لهذا الملف ينبغي أن يحصل توحيد في الجهود الدولية والإقليمية للوصول إلى نتائج فاعلة على الأرض».
وأضاف: «لاحظنا أن بعض الدول لعبت دوراً إيجابياً بهذا الخصوص، وبعض الدول لعبت وهي لا تزال تلعب دوراً معاكساً».
وكرر السفير الصيني في تصريحه موقف بلاده الداعي لانسحاب كل القوى الأجنبية الموجودة في سورية، وقال: «بالنسبة لبعض التفاصيل، فهذا من حق الدولة السورية، هي التي تقرر من يجب عليه الانسحاب من سورية، ومن تريده أن يبقى، فالأمر يعود للدولة والحكومة السورية الشرعية».
وفي ختام تصريحه أعاد السفير الصيني التذكير بموقف بلاده بخصوص الجريمة الإرهابية التي جرت بالسويداء، وقال: «إن الصين تدين وبشدة الاعتداءات والهجمات الإرهابية بالسويداء، ونعبر عن تعازينا لأسر الشهداء، ونحن نعارض ونرفض كل الهجمات الإرهابية، وندعو المجتمع الدولي لاتخاذ الإجراءات الضرورة التي تساعد في القضاء على الإرهاب».
وكان المبعوث الصيني الخاص إلى سورية شي شياو يان، أشار في مؤتمر صحفي عقده الخميس عقب زيارة قام بها إلى سورية التقى فيها عدداً من المسؤولين، إلى أن بلاده ترى بأن على الأمم المتحدة أن تلعب دور القناة الرئيسية للتواصل بين الأطراف المعنية السورية في العملية السياسية، معتبراً أن أي حل للملف السوري ينبغي أن يكون متفقاً مع مصالح الشعب السوري ومع الخصائص الوطنية للدولة السورية، «ولا يجوز لأي قوى خارجية فرض حلولها ورؤيتها على السوريين، فهذا الطريق مسدود ولن يؤدي لأي نتائج إيجابية»، ولافتاً في الوقت نفسه إلى عدم قبول بكين بتقسيم سورية، ومن الضروري الحفاظ على وحدة أراضيها.
وفي رده على سؤال لـ«الوطن»، بخصوص ملف اللاجئين لفت المبعوث الصيني الخاص إلى أن هناك بعض الشروط المالية التي يجب تأمينها كالمساكن والمياه وغيرها، وهذا يستدعي جهوداً مشتركة مع المجتمع الدولي، منوهاً بجاهزية بكين لتقديم المساعدات بالتنسيق مع الأمم المتحدة.
وقال: «نهتم كثيراً بإعادة الإعمار في سورية بعد انتهاء الحرب، ونشجع الشركات الصينية على المشاركة في هذه العملية»، مؤكداً أنه ليس لدى بكين أي أجندة خاصة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن