سورية

نقلهم من جنوب سورية تم التحضير له قبل أشهر!.. والأمم المتحدة «تدللهم» في الأردن … «الخوذ البيضاء» يؤكد أن تركيا أوجدته.. والمتبقون يستجدون «إسرائيل»

| وكالات

أكد أعضاء في تنظيم «الخوذ البيضاء» التابع لتنظيم جبهة النصرة الإرهابي، أن النظام التركي هو من أوجد التنظيم ودرب عناصره، واستجدوا كيان العدو الإسرائيلي لنقلهم إليه ليعيشوا في كنفه، في حين كشف مسؤولون في «إسرائيل» أن التحضير لعملية نقل عناصر من التنظيم من جنوب سورية، تم التحضير له منذ أشهر وبدأت الفكرة من بروكسل.
ونقلت صحيفة «يديعوت احرونوت» الإسرائيلية، في تقرير لها نشره موقع «رأي اليوم» الإلكتروني عن أحد أعضاء التنظيم: أنه لم يتمكن من اللحاق بالحافلات التي أقلت أصدقاءه فجر الأحد من الأسبوع الماضي، واضطر للاختباء في قرية صغيرة على الحدود مع تركيا، في إشارة إلى أن المهربين بعضهم كان في مناطق أخرى من البلاد وليس فقط بالجنوب. وعندما اقترحت عليه مراسلة الصحيفة، الهرب إلى تركيا رد بالقول: في تركيا سيكون أسوأ، فهذه الدولة التي أوجدتنا ودربتنا على أراضيها، غيرت موقفها، وهي لا تثق بنا، وتفكر عنا بصورة سلبية للغاية.
ولفت عضوان من المنظمة اكتفت الصحيفة بذكر أسمائهما المستعارة، إلى أنهما لم يتمكنا من الوصول إلى الحافلات التي أقلت نظراءهم إلى الجولان، وحاولا مناشدة الاحتلال الإسرائيلي زاعمين أن حياتهما في خطر شديد، وأنهما يطالبان «إسرائيل» والدول الغربية الأخرى بالعمل الفوري على تنظيم عملية نقل أخرى لإنقاذ من تبقى من التنظيم على الأراضي السورية.
ومما يشير إلى زيف كل الادعاءات التي تشير إلى أن إجلاء «الخوذ البيضاء» من الجنوب هو «لحمايتهم» مما يحلو للمعارضة وبعض دول الغرب تسميته «النظام» أكدت الصحيفة، أن التحضير لعملية إخراج «الخوذ البيضاء» من جنوب سورية بدأ منذ عدة أشهر في العاصمة البلجيكية، بروكسل، خلال مؤتمر عقد للأمم المتحدة.
ونقلت الصحيفة عن دبلوماسي رفيع في «إسرائيل» قوله إن: كندا كانت السباقة في اقتراح نقل أعضاء المنظمة، واعتبرت أن حياتهم باتت في خطر شديد، وقامت بضم بريطانيا، هولندا وفرنسا، وبعد ذلك الولايات المتحدة الأميركية، لافتاً في الوقت عينه إلى أن المخطط الأصلي كان نقلهم مباشرة من سورية إلى الأردن، ولكن الدول المشاركة خشيت من قيام الجيش السوري بإحباط عملية الإخلاء، ولذلك لم يكن أمام هذه الدول مفراً من التوجه لـ«إسرائيل»، على حد تعبيره.
وتابع الدبلوماسي قائلاً: إنه في بداية الأمر عارض رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو الفكرة، ولكن جميع الأفكار التي طرحت لم تكن قابلةً للتنفيذ، الأمر الذي دفع رئيس الوزراء الكندي ترودو والرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى الاتصال هاتفياً بنتنياهو، وفعلاً، وافق الأخير على الفكرة، ولكنه أسمعهما تحفظاته على العملية، بحسب الدبلوماسي.
كما كشفت الصحيفة النقاب، نقلاً عن مصادر أردنية وغربية، أن عمان لم تكن متحمسةً بالمرة لاستيعاب أعضاء التنظيم على أراضيها، خشية تأجيج العلاقات مع سورية، لافتةً إلى أن أعضاء التنظيم الذين يتواجدون في المملكة، تم إسكانهم في منطقة قريبة من العاصمة، موضحةً أن السلطات الأردنية تمنع الصحافة من الاقتراب من المعسكر، كما أن مَنْ يقوم بتسيير الأعمال وتقديم الخدمات هناك هم عناصر من الأمم المتحدة فقط، الذي يغدقون عليهم الهدايا والحلوى والطعام، خلافًا للاجئين السوريين الآخرين في المملكة.
وأكدت الصحيفة، أنه لا يوجد أي احتمال بنقل ما تبقى من أعضاء المنظمة إلى إسرائيل أو أميركا، ذلك أن الرئيس دونالد ترامب لا يرغب في أزمة جديدة مع سورية وروسيا، كما أن نتنياهو أوضح بشكل غير قابل للتأويل بأن بلاده على استعداد لتزويدهم بالخدمات الإنسانية، ولكن فقط من الطرف الثاني للحدود.
وحاول أحد أعضاء التنظيم، الذي ما زال في سورية، استجداء الصحفية الإسرائيلية للتوسط من أجل انتقالهم للعيش في «إسرائيل»، مدعيا أنه سيعمل من أجل لقمة عيشه، وكاشفاً أن الراتب الشهري الذي يتقاضاه من التنظيم يصل إلى مائتي دولار، وهو «راتب محترم جداً»، على حد تعبيره.
وأكدت الصحفية، أنها سألت المسؤولين في «إسرائيل» عن الإشاعات حول نقل مجموعات أخرى من تنظيم «الخوذ البيضاء» بالطائرات إلى دول أخرى، فكان ردهم، بالنفي القاطع، ولكنهم استدركوا: وإذا حصل هذا الشيء، هل تعتقدين أننا سنفصح لك عن هذا الأمر.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن