سورية

اشتراطات «وهمية» لباريس للمساهمة في تمويل العملية.. ودعوات لبنانية لتأسيس علاقات «دافئة» مع دمشق … عودة اللاجئين مستمرة.. ووصول دفعتين من لبنان والأردن

| الوطن – وكالات

تواصلت عودة اللاجئين السوريين من دول الجوار إلى بلادهم بوصول دفعة جديدة أمس من لبنان، بالتوازي مع عودة البعض من الأردن، وسط دعوات في لبنان لـتأسيس علاقات «دافئة» مع دمشق، على حين اشترطت باريس للمساهمة المالية في إعادة اللاجئين، بعد أيام من إرسالها مساعدات إنسانية إلى سورية.
وبحسب وكالة «سانا» للأنباء، عادت دفعة جديدة من اللاجئين السوريين من لبنان عبر نقطة جديدة يابوس الحدودية ضمت مئات المواطنين تم نقلهم بالحافلات إلى منازلهم في ريف دمشق الغربي التي غادروها في أوقات سابقة هرباً من إجرام التنظيمات الإرهابية والمليشيات المسلحة، وذلك في إطار الجهود الحكومية الرامية إلى إعادة الحياة الطبيعية إلى المناطق التي حررها الجيش العربي السوري من الإرهاب.
وأعرب عدد من المهجرين العائدين عن شكرهم للجيش الذي قدم التضحيات لإعادة الأمن والاستقرار إلى قراهم وبلداتهم، مشيرين إلى أن سورية هي الحضن الدافئ التي تحتضن أبناءها وأن الإنسان بلا وطن لا كرامة إنسانية له ولا مستقبل له.
ودعا اللاجئون العائدون جميع من هجرهم إرهاب التنظيمات التكفيرية سواء في لبنان أم أي مكان في العالم للعودة إلى الوطن سورية وقراهم وبلداتهم ومدنهم بعدما عاد إليها الأمن والاستقرار بفضل تضحيات الجيش. وعبّر العائدون عن ارتياحهم للإجراءات الميسرة التي وفرتها لهم الجهات المعنية والتي سهلت عملية وصولهم بيسر وأمان إلى أرض الوطن.
وعاد خلال الأشهر القليلة الماضية مئات اللاجئين السوريين من لبنان عبر نقطة جديدة يابوس الحدودية ومعبر الزمراني إلى منازلهم في مناطق القلمون والزبداني وبيت جن في ريف دمشق بعد إعادة تأهيل وترميم البنى التحتية التي تضررت من جرائم الإرهابيين.
وفيما لم تشر «سانا» إلى عدد الذين عادوا أمس أشارت مواقع لبنانية إلى أن عددهم بلغ حوالي1200، ولفتت إلى أن 600 لاجئ غيرهم يستعدون للعودة إلى بلدة بيت جن في ريف دمشق الغربي عبر شبعا في جنوب لبنان.
وكانت وزارة الدفاع الروسية أعلنت في بيان صدر عن مركز الاستقبال والتوزيع والإقامة للنازحين التابع لوزارة الدفاع الروسية أنه «عاد في اليوم الماضي (الجمعة) إلى أراضي الجمهورية العربية السورية 265 نازحاً، بينهم 75 امرأة و131 طفلاً، ووصل منهم 83 شخصاً من الأراضي اللبنانية عبر نقطة التفتيش زمراني، و148 شخصاً عبر نقطة تفتيش المصنع الحدودية، ومن أراضي الأردن عبر معبر نصيب عاد 34 نازحاً».
وفقاً للمركز بلغ إجمالي الذين عبروا معبري زمراني ونصيب 2846 و318 لاجئاً على التوالي، منذ 18 الشهر الماضي.
من جانبه اعتبر رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب اللبناني محمد رعد، أن تحرير الجنوب السوري ينعكس إيجاباً وبشكل مباشر على لبنان لجهة الإسهام في فتح ملفات النازحين السوريين والإسراع في طي هذا الملف، ولجهة تأمين التوفير اللازم لنقل البضائع اللبنانية إلى المنطقة العربية عبر بوابة سورية الأردن، وأضاف: لكن مثل هذه الإجراءات تحتاج إلى مقاربة سياسية وعلاقات سياسية دافئة بين الحكومتين اللبنانية والسورية. هذه العلاقات لا يقيمها موظف أمني ولا وفد عسكري، هذه العلاقات يفتحها اتصالات مباشرة بين الحكومتين اللبنانية والسورية على المستوى السياسي، ومن هنا نجد أن الحكومة اللبنانية المقبلة من أولى مهامها أن تشرع في التأسيس لعودة العلاقات الدافئة مع سورية.
وبعدما أعلنت وزارة الدفاع الروسية في 18 الجاري عن إنشاء مركز خاص في سورية لاستقبال وإيواء اللاجئين بهدف تسهيل عودة السوريين إلى وطنهم، مشيرة إلى افتتاح مقر تنسيق مشترك في موسكو لتسهيل عمليات التنسيق بين وزارتي الدفاع والخارجية، دعا مساعد المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة، دميتري بوليانسكي، أمام مجلس الأمن الدولي، الجمعة القوى العظمى إلى مساعدة سورية في إنعاش اقتصادها وعودة اللاجئين، وإلى رفع العقوبات الأحادية المفروضة عليها.
في المقابل، قال المندوب الفرنسي في الأمم المتحدة، فرنسوا دولاتر: «لن نشارك في إعادة إعمار سورية ما لم يجر انتقال سياسي فعلي بمواكبة عمليتين دستورية وانتخابية (…) بطريقة جدية ومجدية».
ووصف مراقبون الشروط الفرنسية بأنها «وهمية» على اعتبار أن فرنسا سبق أن أرسلت الأسبوع الماضي مساعدات إلى سورية رغم أنها تتشدق باشتراطات سياسية على الدوام.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن