أردوغان وهولاند.. دعم الإرهاب.. وأوهام الإمبراطوريات البائدة
د.قحطان السيوفي
حتى نفهم المشهد الواقعي بأبعاده السياسية وغيرها… ونستشرف آفاق المستقبل؛ لابد من قراءة متأنية للتاريخ البعيد منه والقريب.. على أن مقولة (التاريخ يعيد نفسه) مثيرة للجدل، بل مدعاة للتهكم والسخرية، وخاصة في حالة الإمبراطوريات المندثرة البائدة ؛ العثمانية منها والفرنسية. في صورة المشهد السياسي الدولي والإقليمي اليوم تبدو بعض دول الإمبراطوريات القديمة البائدة التي تجاوزها سن اليأس أنها تحاول أن تطل بوجهها البائس على الساحة الإقليمية والدولية في محاولة يائسة لاستعادة نوع من النفوذ الضائع في دول استعمرتها سابقاً وخرجت منها مهزومة.
في مقدمة هذه الدول الإقليمية تركيا (المسماة سابقاً الإمبراطورية العثمانية) التي احتلت واستعمرت العديد من أقطار العالم العربي لمدة أربعة قرون، ومنها سورية إلى أن سقطت هذه الإمبراطورية عام 1915، ويظهر في المشهد الدولي إمبراطورية أخرى بائدة (فرنسا) استعمرت سورية ثلاثة عقود لتخرج بدورها تجر أذيال الخيبة والهزيمة في 17 (نيسان) 1946.
الاحتلال العثماني لسورية والعديد من الأقطار العربية الأخرى كان استعمار اذلال، واستعباد، وقهر، وظلم للشعب ليس له مثيل، وانفرد هذا الاحتلال بأبشع وأقذر عقوبة للإعدام في العالم بـ(الخازوق)، ويروي الأجداد حكايات قاسية وبشعة كيف كان العسكريون العثمانيون (العسملي) يقتحمون بيوت السوريين مع خيولهم، يأكلون ويسرقون المواد التموينية الغذائية العائلية، وينهبون كل ما يجدونه، ويسوقون الشباب السوريين، قسراً، للخدمة العسكرية سيراً على الأقدام إلى ساحات القتال، ويموت بعضهم جوعاً وعطشاَ، والباقي يموت في المعارك، ونذكر باعتزاز كوكبة شهدائنا (شهداء السادس من أيار) الذين أعدمهم العثماني السفاح جمال باشا، في دمشق وبيروت، وبعد هزيمة تركيا في الحرب العالمية الأولى رحل العثماني، ليبدأ الاحتلال الفرنسي لسورية، فتصدى الشعب للاستعمار الفرنسي في معركة ميسلون واستشهد البطل يوسف العظمة واشتعلت الثورة السورية ضد الاحتلال الفرنسي في كل المناطق السورية وسقط آلاف الشهداء، وخرج جيش (غورو) الفرنسي مهزوماً من سورية؛ لتثمر دماء الشهداء جلاءً للمحتل، واستقلالاً للوطن السوري في 17 نيسان 1946.
اليوم تحاول الإمبراطوريتان البائدتان العثمانية، والفرنسية إحياء نفوذهما الضائع والعودة لسورية من خلال محاولاتهما اليائسة والبائسة، كل على طريقته، لتدمير الدولة الوطنية السورية. السلطان العثماني الجديد (أردوغان) الذي يعمل لإحياء الإمبراطورية البائدة ؛ يدعم الهجمة التكفيرية على الدولة السورية، يستقبل ويؤوي مجموعات ما يسمى معارضة فنادق الخمسة نجوم، ويرحب بالمرتزقة الإرهابيين من كل أصقاع العالم ويسهل دخولهم، والتحاقهم بالمجموعات الإرهابية وفرق القتل والذبح التي يقدم لها الدعم اللوجيستي لتقاتل الدولة السورية… وعلى أمل (إبليس في الجنة) لإعادة نفوذ الإمبراطورية العثمانية إلى وطننا سورية.
فرنسا برئيسها (هولاند) المهووس بمغامراته الدونكيشوتية، ووزير خارجيته (فابيوس) بأصوله وامتداداته الإسرائيلية يحاولان إعادة التاريخ إلى الوراء لاستعادة بعض من أمجاد الإمبراطورية الفرنسية البائدة، من خلال دعم المخطط الإرهابي التكفيري لتدمير الدولة السورية، في محاولة بائسة لإيجاد موطئ قدم لها على الأراضي السورية التي رحلت الجيوش الفرنسية عنها مهزومة في أربعينيات القرن العشرين.
العثماني الجديد والفرنسي يعيشان أوهام إعادة نفوذهما العتيق الضائع الذي أسقطته الإرادة الشعبية السورية للآباء والأجداد، والأجيال الشعبية الوطنية السورية الحالية تتصدى للمخطط التكفيري التآمري الهادف لتدمير الدولة السورية ورموزها ومؤسساتها. وتعتبر العثمانية الأردوغانية الجديدة، وهولاند وحكومته الفرنسية ؛ من أركان الحملة الهمجية الإرهابية على سورية. ولهؤلاء نقول إن اعتداء الإرهابيين القتلة- الذين تدعمهم العثمانية الأردوغانية، وفرنسا هولاند- على تمثال أحد أبطال الثورة السورية (إبراهيم هنانو) ستزيد السوريين- كل السوريين- أحفاد هنانو تصميماً وقوة للتصدي للمؤامرة ولكل الدول والقوى الظلامية التي تقف وراء هذا المخطط التآمري ومعه، وتدعم وتمول التنظيمات الإرهابية في سورية بما في ذلك ثنائية أردوغان وهولاند اللذين يحاولان استعادة النفوذ المفقود لإمبراطوريتين بائدتين…
ولكل هؤلاء يقول السوريون؛ أبناء وأحفاد هنانو، وحسن الخراط، وسلطان باشا الأطرش، وصالح العلي: ستنتصر سورية الوطن، وبإرادة أبناء سورية ستسقط المؤامرة ويندحر الإرهابيون المجرمون القتلة. وبالحوار الوطني (السوري- السوري) ستخرج سورية منتصرة على الإرهاب، ويستعيد وطننا السوري الجميل الأمن، والاستقرار، ووحدة لحمته الوطنية ، وتراب أرضه المعطر بدماء الشهداء.