سورية

«مسد» ستكون إيجابية في المسائل الخدمية للتقدم باتجاه السياسية … درار لـ«الوطن»: تفاوضنا مع دمشق يلغي حاجتنا للمشاركة في «أستانا» و«الدستورية»

| سامر ضاحي

أكد الرئيس المشترك لـ«مجلس سورية الديمقراطية- مسد» رياض درار، أمس، أن التفاوض المباشر بين دمشق و«مسد» يلغي الحاجة إلى مشاركة الأكراد في اجتماعات «أستانا» و«لجنة تعديل الدستور الحالي».
وشدد درار على أن «مسد» ستكون أكثر إيجابية فيما يتعلق بالمسائل الخدمية للتقدم باتجاه الأمور السياسية والدستورية وغيرها، مؤكداً استعداد «قوات سورية الديمقراطية – قسد» للمشاركة في محاربة الإرهاب «من السويداء إلى إدلب إلى كل المناطق وخاصة في عفرين».
وفي تصريح لـ«الوطن» أمس، قال درار حول طبيعة اللجان التي تقرر تشكيلها لإتمام الاتفاق النهائي مع الحكومة السورية بعد زيارة وفد المجلس إلى دمشق: إن البيان الأخير (للمجلس) الذي جاء بعد عودة الوفد من دمشق تحدث عن اللجان التي يمكن أن تشكل وهي لجان من الطرفين في مسائل الخدمات، معتبراً أن هذه اللجان هي عوامل لزرع الثقة بين الطرفين حتى يتقبل الجمهور النتائج التي تحصل ويمكن أن تكون بادرة خير أولى.
وشدد على أن ما جرى حتى الآن هو «تشاور وليس تفاوضاً، أما إذا أردنا أن نتحدث عن التفاوض فقد بدأ منذ تاريخ الموافقة على أننا مع التفاوض بلا شروط، وكنا ننتظر لحظة البدء».
ولفت درار إلى أنه لم يتم الاتفاق مع دمشق على موعد اللقاء الثاني، لكنه قال: «يمكن أن تكون هناك لقاءات أخرى من دون وعود، إلا أن طبيعة الحوار الذي حصل، فيه الكثير من النقاط الإيجابية التي يمكن أن يبنى عليها، وسوف نحاول أن نكون أكثر إيجابية فيما يتعلق بالمسائل الخدمية لنتقدم باتجاه الأمور السياسية والدستورية وغيرها».
وحول دخول مؤسسات الدولة إلى مناطق سيطرة «قسد»، قال درار: إن دخول مؤسسات الدولة سيبدأ بدخول المؤسسات الخدمية، وأضاف: ليس هناك اتفاق على دخول أي طرف من جهة الحكومة السورية إلى هذه المناطق، وحماية هذه المناطق موكولة إلى أبنائها الذين حرروها، والمؤسسات التي ستدخل ستكون محمية بكل الأحوال وسوف تكون موجودة على أرض سورية بين أبناء الوطن السوري وبالتالي لا توجد غربة في المسألة ولا يحتاج الأمر إلى مزيد من التظاهرات حول هذا الطرف يدخل أو ذاك.
وعن مشاركة الأكراد في اجتماعات «أستانا» و«لجنة مناقشة الدستور الحالي»، كشف درار أن وفد الحكومة كان مستاءً من عدم دعوة ممثل عن الشمال في الوفود التي دعيت إلى اللجنة الدستورية، وأضاف: بكل حال نحن نقدر الظروف التي حصلت ونعرف من وقف مع من ومن وقف ضدنا، وفي هذه المسألة ليس لدينا أي اعتراض، وإذا ذهبنا إلى التفاوض المباشر لسنا بحاجة للذهاب إلى أماكن أخرى.
وفيما إذا تلقت «مسد» أي وعود قدمها مبعوث التحالف الدولي «بريت ماكغورك» الذي التقى بهم قبل سفر وفدهم إلى دمشق بانسحاب القوات الأميركية والفرنسية وغيرها فيما لو نجح الحوار مع دمشق، قال درار: إن واشنطن موجودة وتعرف ما يجري وبكل الأحوال توجهنا بقرارنا السياسي من دون أن نستشير أحداً، و«التحالف» أكد أكثر من مرة أنه يدعم القوات العسكرية ضد داعش والإرهاب، وبالتالي نحن أحرار في اتخاذ قرارنا السياسي مع من وكيف نريد.
وشدد درار على أن العلاقة بين «مسد» و«التحالف» ما زالت طيبة، لكنه اعتبر أن المسألة ليست فقط ثقة بالوعود والعهود التي تجرى، وذلك رداً على سؤال حول الثقة بالجانب الأميركي بعدما خذلت واشنطن حلفاءها في جنوب البلاد.
وتابع: لكن هناك عمليات سياسية يجب أن ندرسها بشكل جيد واحتمالات لتغيرات المستقبل وعلى هذا الأساس نحن نتحرك في كل اتفاقاتنا وعملنا في الداخل والخارج.
ورداً على سؤال حول إمكانية مشاركة «قسد» إلى جانب الجيش العربي السوري في عملية إدلب المتوقعة، قال درار: إن التصريحات حول المشاركة في أي عملية ضد الإرهاب وردت من أطراف موجودة في (ما يسمى) «الإدارة الذاتية» وبكل الأحوال نحن فعلاً متوجهون دائماً لمحاربة الإرهاب ومواجهة التطرف ومقاتلة داعش من السويداء إلى إدلب إلى كل المناطق وبالتالي لا مانع عندنا من المشاركة ضد الإرهاب وضد التطرف وخاصة في عفرين لأننا نشكو من الخذلان في عفرين وعلينا أن نحررها ونقبل من يساعدنا ويساندنا في تحريرها.
وأكد درار، أن تركيا لديها فوبيا من المسألة الكردية وبالتالي يمكن أن تتحرك في كل لحظة لمواجهة المواقف الإيجابية التي نقدمها حول التصالح والحل السياسي في سورية، لافتاً إلى أن «محاولات التخوين من الجهة التركية وأردوغان مستمرة، وبيننا وبينهم احتلال في عفرين، وعلينا مواجهة هذا الاحتلال وإذا كان هناك تحرك من قبلهم نعتقد أن على الأطراف السورية ألا تقبل بهذا التعاون إلا إذا كانت تعمل ضد نفسها وضد البلد ووحدة البلد».
ورأى أن أردوغان إذا حاول منع التقارب مع دمشق فعلى دمشق أن تمنع ذلك.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن