من دفتر الوطن

الخلطة السحرية للحل

عبد الفتاح العوض : 

اللحظة الراهنة خطرة..
صحيح أن سنواتنا الأخيرة كلها خطر، وفيها من الأحداث ما يجعل منها حقل ألغام لكن الآن وكجزء من تراكم الأحداث وصلنا إلى نقطة غاية في الأهمية وبناء على هذه الأحداث ونتائجها يجري ترتيب خرائط المنطقة.
هذه اللحظة -وهنا اللحظة سنوات- نقف على مفترق مصير.. ومفترق مستقبل.. وفوق كل ذلك هو مفترق بين نهايات هبوط.. أو بدايات صعود!!
قبل أن أتحدث عن الخلطة السحرية للحل في سورية أود أن أقول: إن مخططات أو أفكار أو أحلام مراكز الدراسات والاستخبارات ليست أمراً إلهياً لا رادَّ له.
وإن مثل هذه الأفكار والأوهام يصح عليها ما يصح على أي شيء بأنه قابل للنجاح.. وقابل للفشل ولعل الموضوع الأساسي في هذه القضية هو «التقسيم» عليك أن تتحدث عن الطائفية، والمذهبية والمصالح والإثنية والقومية وحتى الأيديولوجيا ومثلها كثير في منطقتنا لكن كل هذه الأشياء هي وسائل لغاية التقسيم!!
والتقسيم هو بذاته أيضاً ليس الغاية النهائية بل.. الغاية أن تبقى هذه المنطقة متناحرة مشغولة بنفسها، ومزبلة الإرهاب والعنف وضعيفة إلى جانب إسرائيل، وخاصرة رخوة لكل من حولها سواء من إمبراطوريات تحلم بماضيها أو بدول تحلم بمستقبلها.
بعد كل هذا… المواطن السوري يقول لنا ولنفسه: أريد حلاً…
أريد أن تتوقف هذه المعاناة والعنف والدم والذل والموت المهاجر إلى كل جهات الأرض. ومطلب أي سوري بهذا الاتجاه هو مطلب محق إنسانياً ووطنياً وأخلاقياً.
ولأننا الآن في موضة المبادرات وهي بالمحصلة حالة مبشرة وإيجابية لكن علينا أن ندرك أن أي حل لا يملك الخلطة السحرية لن يكتب له النجاح، ولن يكون إلا آمالاً عابثة.
الخلطة السحرية أن يكون الحل «سورياً».
والخلطة السحرية هي خلطة الحق والمنطق وأقصد أن يكون الحل عادلاً وواقعياً.
والطروحات التي تتحدث نيابة عن السوريين غير عادلة ولا واقعية، في أي أمر كان فلا يحق لأحد أن يتحدث عن شعب عاش كل هذه الفترة الصعبة.. وخاصة أولئك الذي صنعوا الأزمة أو شاركوا بها وكانوا العناصر الأكثر تأثيراً في استمرارها كل هذه الفترة.
قسم كثير من السوريين يمارسون النواح على الوطن لكنهم بالوقت ذاته يفعلون كل شيء لاستمرار معاناته… ولا يفعلون أي شيء لوقف نزيفه.
ومن النواح… ثمة نباح سياسي يرفع السقف ويؤجج المشاعر ويصب الفتنة على الفتنة ويتاجر بدماء الناس على المنابر ويبيعها بالغرف المغلقة.
والسؤال الآن:
هل الدول التي تضع شروطاً مسبقة من نوع تحديد قيادة سورية جادة في طرحها وهي تعلم أن هذا غير ممكن وغير واقعي وغير منطقي؟!
برأيي الشخصي…. إنها تعلم أن هذه النغمة باتت قديمة وغير صالحة للاستماع لكنها تطرحها كي تحصل على مكاسب مقابل التنازل عنها…….

تعرفونهم من إعلاناتهم!!
لو وقعت بين يديك نشرة إعلانات في هذه الأيام فستقرأ…. إعلانات من نوع استعداد لنقل الأثاث بين المحافظات كافة… ركز على كافة.
تعلم اللغة الألمانية والتركية…. تأمين المسنين… تأمين فيزا وحجز طيران…. وبيع مقتنيات وشقق و….
بأقل قدر من التعليق…. إعلاناتنا تدل علينا.

آخر القول:
متى يبلغ البنيان يوماً تمامه.. إذا كنت تبنيه وغيرك يهدم

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن