عربي ودولي

طهران تشترط على واشنطن وقف الحرب الاقتصادية قبل التفاوض

أكد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أن التهديد والحظر والخداع الإعلامي الذي تستخدمه أميركا تجاه إيران بات أسلوباً عقيماً، بينما أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي أن سياسة إيران قائمة على الحوار والتعامل البناء مع الآخرين.
في الأثناء أعلن مستشار الرئيس الإيراني حسام الدين آشنا، أنه على أميركا وقف حربها الاقتصادية ضد إيران قبل أن تطلب التفاوض بين البلدين.
وكتب ظريف على موقع التواصل الاجتماعي تويتر رداً على دعوة الرئيس الأميركي دونالد ترامب للقاء المسؤولين الإيرانيين: إن إيران وأميركا تفاوضتا قبل عامين ونجحنا مع الاتحاد الأوروبي والترويكا الأوروبية وروسيا والصين في التوصل إلى اتفاق متعدد الجوانب معروف بالاتفاق النووي وهذا الاتفاق كان مؤثراً.
وأضاف: «يمكن لأميركا أن تلوم نفسها فقط على الانسحاب من هذا الاتفاق وترك طاولة التفاوض.. فالتهديد والحظر والخداع الإعلامي أساليب عقيمة ويجب أن تتعلم احترام إيران والتعهدات الدولية».
في سياق متصل، أكد قاسمي، أن سياسة إيران قائمة على الحوار والتعامل البناء مع الآخرين وهو ما يتطلب الاحترام المتبادل والالتزام بالتعهدات الدولية.
ولفت قاسمي إلى تصريحات ترامب الأخيرة والتي أعلن فيها استعداده للتفاوض مع إيران من دون شروط مسبقة، وقال: «حينما يتخلى الرئيس الأميركي عن لهجة التهديد فإن ذلك إن دل على شيء فإنما يدل على خيبته في الثرثرة التي لم يجن منها أي فائدة».
وأوضح أن «هذا الاقتراح طرح في وقت انسحبت فيه واشنطن من دون أي تبرير من الاتفاق النووي ضاربة بكل المعايير الدولية عرض الحائط لتفرض من جديد عقوبات جائرة على الشعب الإيراني».
وأضاف: إن «إيران أثبتت بالأفعال أنها من دعاة الحوار والمنطق ولو التزمت بشيء تبقى على التزامها، لكن الحوار الذي يدعو إليه ترامب لابد أن تتوفر له الظروف وتكون له تعهدات لم نر أي منها من ترامب ولا من زملائه».
وتساءل قاسمي: كيف يمكن لترامب أن يثبت للشعب الإيراني أن ما قاله بالأمس ينم عن عزم حقيقي ولا يأتي في إطار سلوكه الغوغائي وخاصة أن وزارة الخزانة الأميركية ماضية نحو ممارسة المزيد من الضغوط على الدول التي تتعامل مع إيران بهدف وقف التعاون معها».
بدوره، قال آشنا في تغريدة له أمس على موقع التواصل الاجتماعي تويتر: «إنكم بإعلانكم إعادة الحظر قد شرعتم بحرب اقتصادية ضدنا أوقفوا هذه الحرب ثم اطلبوا التفاوض بلا شروط مسبقة يعني من دون فرض الحظر».
وكان مستشار الرئيس الإيراني حميد أبو طالبي أكد أن على واشنطن الابتعاد عن اللغة العدائية تجاه إيران.
إلى ذلك، أكد القائد العام لحرس الثورة الإسلامية الإيرانية اللواء محمد علي جعفري أن الحكومة والشعب في إيران سيواصلان تلاحمهما وصمودهما ومقاومتهما بوجه سياسة العقوبات غير الإنسانية التي فرضتها الولايات المتحدة حتى تحقيق النصر وهزيمة نظام الهيمنة والاستكبار.
وأشار جعفري رداً على تصريحات ترامب الأخيرة بخصوص التفاوض مع إيران إلى أن المسؤولين في الجمهورية الإسلامية الإيرانية أصبحوا يعرفون بشكل جيد خطط ترامب الموجهة ضد الشعب الإيراني وخبروها مراراً، موضحاً أن من سبق ترامب من رؤساء أميركا أدركوا أن إيران لا يمكن تهديدها.
وكان رئيس المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية الإيرانية كمال خرازي أكد أن «إيران لا تعير اهتماماً لطلب ترامب الجلوس إلى طاولة التفاوض» موضحاً أن «ترامب يعشق الحوار من أجل الحوار ولا يفكر بنتائجه وتبعات تصريحاته المتناقضة».
وأضاف خرازي: «بالنظر إلى التجربة المريرة للتفاوض مع أميركا وانتهاك الالتزامات بشكل متكرر من قبلها من الطبيعي أننا لا نولي مقترح ترامب أي قيمة» مشدداً على أنه ينبغي لترامب أن يعوض عن انسحاب بلاده من الاتفاق النووي قبل أي شيء آخر.
وأول من أمس كان ترامب أعلن أنه مستعد للاجتماع مع المسؤولين الإيرانيين من دون شروط مسبقة لبحث «سبل تحسين العلاقات» بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي مع إيران.

وكالات

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن