سورية

في عيده.. الجيش السوري ترضخ له كل قوى الشر

صبيحة الرابع والعشرين من تموز عام 1920 تآلفت قلوب مئات الجنود السوريين. مثلوا عن غير قصد كل سورية. قاسمهم المشترك رد جيش غاز جرار، كشف عن نيته باغتصاب سوريتهم وعلى مرأى من عالم أذعن حينها لجبروت دولة «عظمى» اسمها فرنسا.
صبيحة ذاك اليوم وقبل أن ينكب تموز بسخونته على صخور ميسلون، كانت قطرات العرق تتصبب على زنود بنادقهم. ما هابوا الموت ولا أقروا بخوف. على مقربة منهم كالطود يقبض على بندقيته، يستفز المستحيل ويدعوه إلى منازلة سيذكرها التاريخ ما بقيت ذاكرته.
لاحت رؤوس الغزاة، وقبل أن تدنس أقدامهم تراب سوريتهم الطاهر، اشتعلت الأرض تحت أقدامهم ومن حولهم، وارتقى يوسف العظمة إلى العلا برفقة رفاقه، لكن ليس قبل أن يطوبوا سوريتهم في سجل المجد، تاركين بقية الدرب للبقية. ذاك اليوم بكل أحداثه شكل مهداً نموذجياً لأكثر الجيوش التي سيذكرها التاريخ.
تراكمت التجارب وتكدست الخبرات خلال العقدين التاليين. قارع خلالهما المحتل الفرنسي عشرات المرات، وأذاقه الموت فانصاع للجلاء ودوّن اسمه الثلاثي «الجيش العربي السوري» إيذاناً بإزاحة الستار عن تاريخ جديد لسورية والأمة العربية برمتها.
بعد أقل من عام على الإعلان الرسمي لتأسيس الجيش العربي السوري انبلج فجر البعث في سورية حاملاً أعباء ثقيلة وآمالاً عريضة تطال الشمس عن الأمة العربية من المحيط إلى الخليج وكان الجيش العربي السوري ضمانة لتحقيق تلك الآمال في التصدي للمشاريع الاستعمارية وتحرير الدول العربية التي لا تزال ترزح تحت نير أشكال متعددة من الاحتلال وقيادة الأمة في كفاحها لمواجهة المشروع الصهيوني باحتلال فلسطين.
اليوم وبعد نحو ثماني سنوات من افتعال أعتى حرب إرهابية عرفها التاريخ شاركت فيها حكومات عشرات الدول والأنظمة العربية ومارست إرهاباً غير مسبوق كماً ونوعاً خططت له وأدارته بأبشع الوسائل تلك الأنظمة والدول، بقي الجيش العربي السوري متجذراً بأرضه وتاريخه إلى أن رضخت لبسالته وتضحياته كل قوى الشر.

سانا

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن