شؤون محلية

قصص النساء في سجن السويداء قتل وخطف والأزواج ضحايا ومجرمون معاً

 السويداء – عبير صيموعة : 

التفكك الأسري والزواج المبكر وتعدد حالات الطلاق والظروف المادية كانت أهم الأسباب التي وضعت نساء في مقتبل العمر خلف قضبان السجن المركزي في السويداء، ولعل اللافت للنظر في قضايا تلك النسوة أن معظمهن دخل السجن في جرائم القتل أو التدخل بالخطف والقتل العمد إضافة إلى تجارة وتعاطي المخدرات، هذا ورغم تعدد جرائمهن وقضاياهن إلا أن القاسم المشترك بينهن جميعاً أنهن أمهات تركن أطفالهن خارج أسوار السجن من دون أب أو معيل وخاصة في القضايا التي كانت نتيجتها دخول الأب والأم إلى السجن في جرم واحد، أو قيام الزوجة بقتل الزوج وترك أطفالها لمصير مجهول تنوع بين احتضان أهل الزوجة للأطفال أو احتضان أهل الزوج لهم ومنهم من كان مصيره الإقامة في دار الرعاية للأيتام.
وفي جناح النساء في السجن المركزي التقت «الوطن» 17 سيدة لكل واحدة منهن قصتها، الموقوفة إيناس وهي أم لثلاثة أطفال في العشرينات من عمرها متهمة بالتدخل العمد بمقتل زوجها ولم تر أطفالها منذ سنتين ونصف السنة وهو زمن توقيفها وما زالت لا تعلم عنهم شيئاً بسبب حرمان أهل زوجها رؤيتهم إلا أنها تنتظر دليل براءتها وكلها تصميم على خروجها واحتضان أطفالها من جديد، حيث قامت بتقديم امتحان الشهادة الثانوية ونجحت بتفوق وتطمح للتسجيل في فرع الحقوق لقناعتها بأن هذا الفرع سيمكنها مستقبلا من تحصيل حقوقها وحقوق أطفالها. أما الموقوفة أمل البالغة من العمر 27 سنة فقد تركت أطفالها الثلاثة في كنف والدتها بعد دخولها السجن بتهمة التدخل بالخطف والقتل العمد وتواري الزوج عن الأنظار بعد أن نجم عن عملية الخطف تلك والتي تبررها بطمع زوجها وشريكه بالفدية وفاة الفتى المخطوف. في حين المحكومة هدى فقد تركت خلفها ثلاثة أطفال في كنف زوجها الأول الذي حرمها من رؤيتهم بسبب دخولها السجن بتهمة الشروع بالقتل هي وزوجها الثاني واللافت في قضية هدى أنها لم تتجاوز من العمر الـ26 وقد تزوجت مرتين ويبلغ عمر ابنها البكر 13 سنة. أما نيفين والمتهمة بالتدخل بالخطف مع زوجها ورغم انفصالها عن زوجها فقد أجبرتها زوجة أبيها على الارتباط به إلا أنها لم تستطع إثبات براءتها من القضية التي نسبت إلى طليقها فكان مصير طفلها محمد الإيداع في دار الأيتام مشيرة إلى أنه في الأشهر الثلاثة الأولى من دخولها السجن كان طفلها بصحبتها حتى تولت رعايته دار الأيتام في السويداء، وتتوالى القصص والروايات والأطفال الخاسر الأكبر.
من جهتها الباحثة الاجتماعية في السجن المركزي سهام نخلة أشارت إلى أن البيئة التي نشأت ضمنها تلك النسوة كانت المؤثر الأكبر إضافة إلى الزواج المبكر وغير المتكافئ، مؤكدة أنها تحاول كسب صداقتهم وتسعى لتوطيد الثقة معهم لمحاولة مساعدتهم لأنها لا تستطيع كباحثة فرض أي رأي على النزيلات.
بدوره رئيس مجلس جمعية رعاية السجناء في السويداء مروان العنداري أشار إلى أن الجمعية تقوم بتقديم إعانات مادية للسجينات بحسب الإمكانات كما أن كل سيدة تحتاج إلى كفالة ولا يوجد لها إعانات من الخارج تقوم الجمعية بدفع كفالتها، إضافة إلى أن أي نزيلة لديها أطفال في دار الرعاية تقوم الجمعية بأخذ الأطفال لتمضية الوقت مع أمهاتهم.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن