سورية

برعاية أردوغانية.. «الجبهة الوطنية للتحرير» كيان جديد لتجميع الإرهابيين … الجيش يدك «النصرة» في جسر الشغور.. وتركيا تتهرب من اجتثاث التنظيم

| الوطن- وكالات

واصل الجيش العربي السوري، أمس، دك معاقل تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي في جسر الشغور في ريف إدلب، بموازاة مواصلة النظام التركي التهرب من اجتثاث التنظيم، وذلك عبر تجميعه الإرهابيين في كيان جديد!
ودك الجيش بالمدفعية الثقيلة تجمعاً للإرهابيين قرب جسر الشغور في ريف إدلب ما أدى إلى مقتل وإصابة العديد منهم، وذلك في تمهيده المتواصل منذ عدة أيام لمعركة إدلب الكبرى.
من جهة ثانية، وبحسب موقع قناة «روسيا اليوم» الإلكتروني أكد المتحدث الرسمي باسم ما يسمى «الجبهة الوطنية للتحرير» ناجي مصطفى، أن الجانب التركي يدعم «الجبهة» منذ تأسيسها مالياً ولوجستياً، وسيستمر الدعم بعد انضمام المزيد من التنظيمات إلى صفوفها.
و«الجبهة الوطنية» التي يمثل تنظيم «فيلق الشام» عمودها الفقري، تشكلت من 11 تنظيماً كانوا قد أعلنوا عن اندماجهم فيها في 28 أيار الماضي، قبل أن تنضوي تحت مظلتها أربعة تنظيمات الأربعاء الماضي وهي «جبهة تحرير سورية»، و«ألوية صقور الشام»، و«جيش الأحرار»، و«تجمع دمشق»، على حين ظلت «هيئة تحرير الشام» الواجهة الحالية لـ«النصرة» خارج التجمع الجديد، الذي اعتبر نفسه «نواة لجيش «الثورة» القادم»، حسبما ورد في بيانه التأسيسي.
وأشار مصطفى إلى أن انضمام كبرى الميليشيات المسلحة في الشمال إلى صفوف «الجبهة الوطنية» كان «خطوة ضرورية تحتاج إليها المعارضة في المرحلة الصعبة التي تمر بها»، لافتاً إلى أن تعداد «الجبهة الوطنية» بعد انضمام الميليشيات الأربعة إلى صفوفها بات أكثر من 60 ألف مسلح يتوزعون على مختلف مناطق سيطرة الإرهابيين والمسلحين في إدلب وما حولها من أرياف حلب وحماة واللاذقية، وهي المكون المسلح الأكبر في شمالي سورية بحسب زعمه.
ونقل الموقع الروسي عن نشطاء توقعهم استمرارية «الجبهة الوطنية» لكونها مدعومة من تركيا فقط، وهو دعم مستقر، وليس هناك بدائل دعم أخرى للميليشيات المنضوية في حال قررت الخروج مرة أخرى، إضافة إلى الوضع الحرج الذي تعيشه الميليشيات في الشمال أمام احتمال إقدام الجيش العربي السوري على عمل عسكري هناك بعد تفرغه من جبهات الجنوب.
ورأى مراقبون أن الرعاية التركية للتنظيم الجديد محاولة للتغطية على دعمها لـ«النصرة» وتهرباً من مسؤولياتها كضامن لـ«أستانا» التي تتطلب منها العمل على اجتثاث التنظيمات الإرهابية وعلى رأسها «النصرة»، ذلك أنها تحاول بدلاً من ذلك توحيد التنظيمات الأخرى.
في غضون ذلك ورغم الحملة الأمنية الواسعة لـ«النصرة» في محاولة لضبط الفلتان الأمني في المناطق الخاضعة لها، إلا أن مسلحيها تعرضوا لتفجير بعبوة ناسفة زرعها مجهولون في منطقة سرمين في القطاع الشرقي من ريف إدلب وأصيب أحد مسلحيها على الأقل بجروح وفقاً لمصادر إعلامية معارضة.
وفي مدينة الباب في ريف حلب الشمالي التي تخضع لسيطرة الاحتلال التركي والتنظيمات والميليشيات المتحالفة معه، أصيب ثلاثة مدنيين بينهم طفلة بعدما ألقى مجهولون قنبلة من سطح أحد الأبنية قرب المسجد الكبير على دراجة نارية، على حين تواصلت عمليات الاختطاف في عفرين وريفها الخاضعين لسيطرة الاحتلال التركي والتنظيمات والميليشيات المتحالفة معه أيضاً، بموازاة تواصل حملات التضييق على المواطنين وممارسة الانتهاكات اليومية بحقهم.
وبحسب مصادر إعلامية معارضة، فقد نفذت خلال اليومين الماضيين عمليات اختطاف طالت أكثر من 20 مدنياً من ضمنهم مواطنات، من مدينة عفرين وعدة مناطق في ريفها، وتم اقتيادهم إلى مقار أمنية تابعة للمسلحين المؤتمرين بأمر أنقرة.
وبحسب المصادر يقوم كل تنظيم بتنفيذ الاعتقالات وفقاً لأهوائه، كما يعمد إلى عدم الإفراج عنهم دون الحصول على أتاوات، وذلك كمصدر لتحصيل الأموال، لافتة إلى أنه تجري في بعض الأحيان عمليات اعتقال من أكثر من تنظيم للشخص نفسه.
وشهدت عفرين يوم الجمعة اشتباكات عنيفة بين مسلحي ميليشيا «أحرار الشرقية» ومجموعات مرتزقة أخرى لجيش الاحتلال التركي تركزت في شارع مدرسة الكرامة بالقرب من مقر ما تسمى «الشرطة العسكرية» ما أدى إلى وقوع قتيلين وجرح 5 آخرين من الطرفين.
وعلى الحدود مع تركيا، واصل حرس حدود الأخيرة المعروف بـ«الجندرما» فتح نيران بنادقهم، على سوريين حيث أصيب شاب من الذين خرجوا من غوطة دمشق الشرقية بحسب مصادر إعلامية معارضة لم توضح إذا ما كان الشاب من مسلحي الغوطة أو من ذويهم.
ولفتت المصادر إلى أن عمليات قتل المهربين أو مستكشفي الطريق تجري في غالب الأحيان بشكل مباشر وعن قرب، وفي أحيان كثيرة تكون بعد جولة تعذيب وضرب مبرح من عناصر حرس الحدود التركي.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن