رياضة

المستقبل بين يديك

| مالك حمود

لم أفاجأ بالأرقام الإيجابية التي سجلها منتخب سورية للناشئين في بعض مبارياته ضمن بطولة غرب آسيا لفئة (ما دون 15 عاماً) التي أقيمت في إيران.
الريباوند الهائل الذي حققه منتخب الوطن في الملعب يعكس حالة الطول الفارع التي يمتاز ذلك المنتخب الواعد، وهي نتيجة طبيعية لامتلاكه (6) لاعبين أطوالهم بالمترين وما فوق.
عامل الطول المتوافر في ذلك المنتخب هو علامة فارقة وشبه نادرة في تاريخ كرة السلة السورية، إذ لم يسبق أن عرفت منتخبنا في هذه الأعمار، ويضم تلك الأطوال.
كرة السلة لعبة الطول أولا، وهنا يتحقق الشرط الأول من النجاح، ولكن ماذا عن بقية الشروط والمعطيات.
بتحقق الطول تضمن كرة السلة السورية مستقبلها تحت السلة لأكثر من (15) سنة مقبلة، ولكن لندرك أن الطول وحده لا يكفي في المعادلة السلوية.
وبقدر ما فرحنا بما فعلته الأطوال تحت السلة من تسجيل وريباوند، كانت المخاوف من ضعف التسديد من خارج القوس، ما يعكس ضعفاً هائلاً في هذه الخاصية، إضافة لحالات (التورن أوفر) وهي فقدان الكرة نتيجة التمرير الخاطئ.
ولعل المسألة الثانية يمكن علاجها بالإكثار من المباريات القوية وزيادة الثقة بالنفس والتركيز مع مجريات المباراة.
أما السمة الثانية فإنها بحاجة لعمل تكنيكي خاص، ومعه السعي لبناء اللاعب الشامل المتكامل، اللاعب الطويل القادر على اللعب تحت السلة، والتعامل معها أيضاً من خارج القوس وفق أصول كرة السلة المتطورة.
هي مسألة عمل وأمل، والعمل عليها يجب أن يبدأ فور العودة من غرب آسيا، فالمنتخب الحالي ثروة حقيقية ونادرة يفترض الحفاظ عليها والعمل على تطويرها بكل ما أوتينا من قوة وهمة ودأب، وبخطط طويلة الأمد وفق رؤية إستراتيجية.
فالمستقبل بين أيدينا.

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن