رياضة

ما زال الدوري الأقوى والمنافسة ستكون أكثر سخونة … السيتي وحكاية الستة الكبار في البريميرليغ

| خالد عرنوس

أيام قليلة وينطلق الدوري الإنكليزي لكرة القدم لموسم 2018/2019 وسط توقعات بمنافسة حامية الوطيس على اللقب الذي تناوب عليه ستة أندية فقط خلال 25 عاماً من التسمية الجديدة (البريميرليغ) وتكلم باللون الأزرق في مواسمه الخمسة الأخيرة بعدما توج به خلالها كل من تشيلسي (مرتان) وليستر سيتي ومانشستر سيتي (مرتان) آخرهما في الموسم الماضي عندما أنهى الدوري برصيد قياسي بلغ 100 نقطة ليتوج بفارق قياسي وصل إلى 19 نقطة مع أقرب منافسيه وجاره مانشستر يونايتد أحد أبرز منافسيه على اللقب في الموسم القادم وليس ناديا مدينة مانشستر وحدهما في الساحة فهناك أيضاً ليفربول الذي أعد العدة جيداً للمنافسة وكذلك توتنهام أحد أبرز أندية إنكلترا هذه الأيام والفريق الذي يقدم كرة قدم ممتعة، وأيضاً هناك تشيلسي الذي غير جلده التدريبي والذي سيحاول استعادة اللقب الذي خسره في الموسم الفائت وكذلك الآرسنال أحد أبرز المنافسين على اللقب خلال العقود الثلاثة الأخيرة سيحاول العودة بعدما خرج من مربع الكبار للمرة الأولى منذ سنوات طويلة.

جديد البريميرليغ

لن يختلف الأمر كثيراً عن المواسم السابقة لكن اللافت أن اللجنة المشرفة على البطولة ارتأت أن البطولة الإنكليزية لن تشهد تقنية الاستعانة بالإعادة التلفزيونية وهي ستخضع للتجربة ومن ثم ربما دخلت حيز التنفيذ في الموسم التالي أي بداية من 2019/2020، وتشهد البريميرليغ هذا الموسم وصول عدد من المدربين واللاعبين الجدد وبعدما أصبح الهولندي فان ديك مطلع العام الحالي أغلى مدافع بالعالم عندما انتقل من ساوثهمبتون إلى ليفربول مقابل 75 مليون يورو دفع الأخير المبلغ ذاته تقريباً للبرازيلي أليسون ليصبح أغلى حارس في تاريخ اللعبة.
كرة الموسم التي ستلعب بها المباريات قدمتها بشكل جديد حمل اسم «نايكي ميرلين» بطبقات أقل وأدخلت عليها تعديلات لتكون أخف وزناً وبألوان متدرجة وبسمات تجعل الحراس واللاعبين يقدّرون حركة دورانها عند التسديد، وقد درجت الشركة الصانعة على تغيير شكل ومضمون اسم الكرة ليناسب التطورات الحديثة على غرار عدد من البطولات الأوروبية.
أما على صعيد الأندية فلن يدخل أي ناد جديد وحتى الأندية الثلاثة الصاعدة من الدرجة الأولى سبق لها أن خاضت منافسات البريميرليغ، فها هما كارديف سيتي وفولهام يعودان بعد غياب أربعة مواسم وقد هبطا سوية عام 2014 على حين وولفرهامبتون يعود إلى الدرجة الممتازة بعد ستة مواسم.
وسيكون هناك أربعة مدربين جدد سيكون ثلاثة منهم للمرة الأولى في إنكلترا وهم البرتغالي ماركو سيلفا (إيفرتون) والإسباني يوناي إيمري (الآرسنال) والإيطالي ماوريسيو ساري (تشيلسي) في حين سبق للتشيلياني مانويل بيلغريني (ويستهام) أن درب مان سيتي، وكان عدد المدربين الذين استبدلوا قبل الموسم الماضي ثلاثة مدربين وانتهى الموسم عند 13 تبديلاً للمدربين.

الأصعب للسيتي

يدرك بيب غوارديولا كما يدرك لاعبوه بأن الحفاظ على اللقب سيكون أصعب كثيراً من طريقهم إليه في الموسم الماضي وخاصة أن ظروفاً كثيرة أسهمت بتتويجه ومنها طريقة لعبه والأسماء المتألقة في تشكيلته والتي حافظ على أهم أفرادها مثل دي بروين وخيسوس وساني وأغويرو والبقية وأضاف إليهم الجزائري المتألق رياض محرز ويعاني غوارديولا مثل زملائه من المدربين من تأخر التحاق بعض اللاعبين بالفريق ما يعني فقدان بعضهم مع انطلاقة الموسم وذلك بسبب عدم استعادة كامل لياقتهم، وإن كان أبرز لاعبيه قد التحقوا قبل وقت كاف، فلاعبون مثل ليروى ساني ورياض محرز لم يخوضا المونديال بالأساس وهما كما غيرهما استعدا جيداً لرحلة الدفاع عن اللقب.
ويحسب للمدرب غوارديولا أنه نجح بتقديم الأداء المصطحب مع النتائج عقب موسم أول كان للتعلم فتوج باللقب بموسمه الثاني ويبدو مرشحاً للحفاظ عليه رغم الصعوبات الكثيرة وهاهو فريقه يؤكد علو كعبه من خلال فوزه بالدرع الخيرية على حساب تشيلسي.

مورينيو وتجاوز المشاكل

تفاءلت عشاق اليونايتد بمجيء مورينيو لتعويض إخفاقات أسلاف فيرغسون وبالفعل نجح «السبيشال وان» بإعادة بعض الهيبة إلى الشياطين الحمر إلا أنه لم يفلح باستعادة عرش البريميرليغ وهو المطلب الأول لجماهيره العريضة وقد حل وصيفاً بفارق كبير أمام الجار وهو ما لم يعجبها وأيضاً طريقة اللعب التي يؤدي بها الفريق وخاصة أمام الفرق الكبيرة، واليوم على أبواب الموسم الجديد فإن حلم الشياطين لن يتوقف عند التتويج بل يمتد إلى الزعامة الأوروبية ولاسيما أن كتيبة (البرتغالي) متخمة بالنجوم.
ورغم وجود سانشيز ولوكاكو ودي خيا وفيلاييني وراشفورد ويونغ ولينغارد وبيلي وفالنسيا وأسماء كثيرة أخرى إلا أن مورينيو دائم الشكوى من الإدارة المقصرة في تلبية طلباته التي لا تنتهي، إضافة إلى الخلافات مع بعض اللاعبين كحال الفرنسيين مارسيال الرافض للبقاء وبوغبا الباحث عن فرصة أفضل ولذلك تبدو الصعوبة كبيرة أمام مورينيو ولاعبيه بالوصول إلى اللقب أقله على الورق في الوقت الحالي.

كلوب واللوحة الناقصة

في ليفربول يختلف الأمر تماماً فالعلاقة نموذجية بين كلوب والإدارة من جهة والمدرب الألماني وجماهير النادي من الجهة الأخرى وهاهو أضاف بعض اللمسات الأخيرة على تشكيلة الريدز لتصبح أكثر قوة وتتناسب مع متطلباته من حيث أسلوبه المفضل وتبقى النتائج، ويعول محبو الريدز كثيراً على كتيبة كلوب هذا الموسم من أجل عودة الوئام مع اللقب الهارب منذ قرابة ثلاثة عقود، فالفريق الذي قدم عروضاً رائعة في الموسم الفائت وبلغ نهائي الشامبيونز ينقصه بعض الواقعية في بعض المباريات لكي يكون الفريق الذي لا يقهر.
وعلى الرغم من عدم تأثر الليفر برحيل كوتينيو إلا أن كلوب تعاقد مع نابي كيتا وفابيينو وكلاهما بارع في صناعة اللعب وزاد من قوة دفاع الفريق بالتعاقد مع الحارس أليسون وربما جلب مدافعاً آخر (الكرواتي فيدا) وكل ذلك لتعزيز الخطوط الخلفية وهي مربط الفرس كما ظهر جلياً في الموسم الماضي وبوجود فيرمينيو وصلاح وماني وميلنر ولالانا وشاكيري وستوريدج فإن القوة الهجومية تبدو فتاكة وهو ما يزيد حظوظ الفريق بالظفر باللقب.

تشيلسي بالإيطالي

في الموسم قبل الماضي نجح كونتي بقيادة تشيلسي إلى بطولة البريميرليغ لكن الفريق شهد تراجعاً مخيفاً في الموسم الماضي فحل خامساً وارتأت إدارة البلوز الاستغناء عن كونتي دون الاستغناء عن المدرسة الإيطالية فكان التعاقد مع ماوريسيو ساري الذي قدم نتائج جيدة مع نابولي على مدار ثلاثة مواسم والمعروف عنه باللعب بأسلوب يميل نحو اللعب الهجومي.
ساري صاحب العادات الغريبة والذي صعد من القاع إلى القمة يأمل بصناعة تاريخه الخاص ويسعى للبقاء طويلاً في لندن لكن الأمر يتعلق بمدى قدرته على قيادة الفريق إلى إنجازات كبيرة وهو ما يبدو صعباً في ظل التسرب الذي يواجهه فهاهو هازارد يقترب من الرحيل ومثله مواطنه كورتوا وهما يشكلان قوة ضاربة هجومية ودفاعياً والفريق عاني على الصعيد الأخير خاصة رغم وجود كاهيل وأزبيلكويتا وروديغر وديفيد لويز وزاباكوستا وألونسو وفي حال سارت الأمور كما يشتهي ساري وأنصار البلوز فإن الفريق مرشح للمنافسة ولاسيما أنه يمتلك أسلحة مهمة في الوسط والهجوم أمثال: كانتي وبيدرو وفابريغاس وموزيس وجيرو وويليان وباتشواي وفي بقاء هازارد سيكون صوت البلوز أعلى.

حقبة جديدة

تلك التي تنتظر آرسنال بعد مغادرة أرسين فينغر ومجيء الإسباني يوناي إيمري وينتظر الجميع أن يعود فريق المدفعجية إلى حلبة الكبار والمنافسة على اللقب من جديد ويحمل المدرب الجديد بعض الأفكار الجديدة والتجربة الجيدة من خلال نادي إشبيلية وباريس سان جيرمان ويملك النادي اللندني تشكيلة من الأسماء القادرة على تلبية رغبة الجماهير وخاصة في الشق الأمامي أمثال: أوباميانغ وأوزيل وويلبيك ولاكازيتي وآيوبي، وقد تعاقد النادي مع المدافع اليوناني باباستوبودولوس ولاعبي خط الوسط لوكاس توريرا وماتيو جندوزي.
وعلى الطرف المقابل من لندن يبرز توتنهام هوتسبيرز أحد أفضل الأندية الإنكليزية في السنوات الأخيرة وهو منافس أساسي على اللقب وخاصة مع محافظة مدربه الأرجنتيني بوكوتينيو على تشكيلته الأساسية وعلى رأسها هدافه وهداف المونديال هاري كين وأريكسن ولاميلا وروز وفيرتونخين وسون هيونغ مين ولوكاس مورا وموسى سيسوكو وموسى ديمبلي وتربييه.
إذاً نحن أمام منافسة مفتوحة على كل الاحتمالات ومن الصعب أن تخرج البطولة عن هذا السداسي إلا إذا حقق أحد البقية مفاجأة ضخمة على غرار ما فعل ليستر قبل ثلاثة مواسم، أما من البطل؟.. فإننا سننتظر حتى أيار القادم.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن