سورية

كوكبة من جرحى الحرب وذوي الشهداء يجتمعون في «وطن الخير»

| وكالات

انطلقت أمس فعاليات مخيم «وطن الخير» بوادي النضارة بحمص والذي جمع كوكبة من جرحى الحرب وذوي الشهداء المتفوقين دراسيا، وأكدوا أن سورية صمدت بتضحياتهم وبصمود أسرهم في وجه الحرب الظلامية وانتصروا على إجرامها وتابعوا حياتهم.
وبحسب وكالة «سانا» فإن لكل مشارك في المخيم حكاية بحجم وطن نسجت حروفها من طهر عطائهم وتضحياتهم.
أميرة عبد الرحمن مشاركة في المخيم وهي أم لأربعة شهداء تحدثت عن أبنائها الشهداء الذين تقاسموا التضحية وتوزعوا على أرض سورية فاستشهد وليم في حمص وعيسى في حماة وأحمد في تدمر وجعفر في البوكمال، لتختم حديثها بتنهيدة قائلة: «الله يحمي البلد وسورية تستحق الكثير».
هناء إسماعيل والدة الشهيد ناصر تتذكر من ابنها كلمة «راجعلك» في كل مرة كان يودعها بها وقد وفى بوعده وعاد من دير الزور ملفوفا بعلم الوطن.
كذلك، هناء سليمان غنوم أم لثلاثة شهداء استشهد باسل في جوسيه وسامر في كنسبا وأسد في البوكمال وتركوا لها ثمانية أطفال تقوم برعايتهم وتتحدث بحزن عن الفراق وعن الافتخار بالتضحية، وقالت: «لا تفارقني صورهم أبدا هم أحياء يرزقون لأنهم شهداء».
قيس سعيد ضابط في الجيش أصيب على الحدود اللبنانية عام 2012 وفقد بصره لكنه «لم يفقد البصيرة» كما قال وأصر على البقاء على رأس عمله، في حين أوضح الجندي الجريح فادي محرز الذي أصيب في دير الزور وفقد بصره أيضا، أنه توجه نحو الموسيقا التي تعطيه مساحة للتعبير عن أمله وثقته بأن سورية منتصرة وستزهر دماء الشهداء، الأمر الذي يؤكده الشاب مرهف النداف من مورك الذي فقد بصره أيضا، إلا أنه أصر على متابعة دراسته ونجح بالشهادة الثانوية في العام الحالي ويرغب بدراسة الموسيقا بالجامعة حيث يقوم بالعزف على العود.
وبكل إرادة وإصرار تتابع الشابة رهف العيد دراستها في جامعة البعث كلية التربية سنة ثانية إرشاد نفسي على الرغم من بتر ساقيها، وهي إحدى ضحايا التفجيرات الإرهابية، وكذلك حال الشاب حسين كدرو الذي فقد ساقيه وتابع دراسته وتخرج من كلية الاقتصاد.
وجلست مجموعة من الشباب الجرحى يتبادلون الأحاديث الودية بينهم في أجواء المخيم التي سادها الاحترام والوئام وبلهجة الانتصار والفخار، وقال الجريح ياسين حويري: «معنوياتي قوية لمواصلة الحياة بعد الإصابة»، وأكد أخوه وسام الذي يرافقه أن «ضحكته لا تفارق وجهه»، وقال: «يزرع الفرح أينما حل ويبعث فينا الأمل بالحياة».
وبحسب «سانا»، فإنه لكل من باسم وأخيه محمد من ريف تلكلخ حكاية صمود وتضحية وانتصار للإرادة السورية أمام الإرهاب التكفيري، فالشاب باسم لديه بتر طرفين، وأخوه محمد فقد بصره وجاءا للمخيم ليلتقيا بأخوة وأصدقاء ورفاق درب لهما، وليخبر كل واحد منهم الآخر حكايته التي تكتب فصلا من فصول التضحية في سبيل الوطن والإنسان.
وأشارت المتطوعة بالفريق التنظيمي للمخيم، ختام حمدان إلى أنه بعد تجربتها الأولى في مخيم أبناء النصر بمصياف تم اختيار مكان يتلاءم مع أوضاع الجرحى في مخيم «وطن الخير» بحمص من ناحية التجهيزات وجمال الطبيعة، وقالت: «هذه الشريحة من مجتمعنا تليق بها الجنة وتزهو بها كل الأمكنة».
ويتضمن المخيم تنفيذ برنامج ترفيهي ودعم نفسي وطبي غني على مدى خمسة أيام من خلال استضافة متطوعين في العلاج النفسي والفيزيائي وتربويين اجتماعيين إضافة لإقامة مسابقات في الزجل والشعر والغناء وتنظيم مسير ليلي للمناطق الطبيعية الخلابة وزيارة قلعة الحصن وحملة تشجير وزيارة عدد من المعالم التاريخية والأثرية بالمنطقة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن