سورية

صعّد من عملياته بعد إخفاق المفاوضات مع داعش بشأن المختطفين.. ومزيد من المسلحين ينضمون إليه … الجيش يتقدم في بادية السويداء ويثبّت مواقعه في تلال حاكمة

| الوطن – وكالات

في اليوم الثاني على بدء معركته لإنهاء وجود تنظيم داعش الإرهابي في بادية السويداء، صعّد الجيش العربي السوري، أمس من عملياته العسكرية وبسط سيطرته على مواقع عدة، بعد أن ثبّت مواقعه في عدد من التلال الحاكمة، وذلك بعد أنباء عن إخفاق المفاوضات مع التنظيم للإفراج عن أبناء السويداء الذين اختطفهم الأخير.
وذكرت مصادر إعلامية معارضة، أن الاشتباكات لا تزال متواصلة على محاور في باديتي السويداء الشرقية والشمالية الشرقية، بين قوات الجيش والقوات الرديفة من طرف، وتنظيم داعش من طرف آخر، وذلك في إطار العملية العسكرية التي بدأتها قوات الجيش في المنطقة الأحد، بعد استقدامها لتعزيزات عسكرية ضخمة.
وأضافت المصادر: إن قوات الجيش حققت تقدماً في محورين اثنين، إذ تمكنت من التقدم والسيطرة على مواقع وتلال في الريف الشمالي الشرقي، بالتزامن مع تقدمها وسيطرتها على مواقع أخرى شرق قرية السبكي في ريف السويداء الشرقي، على حين ترافقت الاشتباكات مع قصف عنيف نفذه الجيش على مواقع التنظيم، بالإضافة لتنفيذ طائرات حربية ضربات جوية على محاور القتال ومناطق خاضعة لسيطرة التنظيم، حيث أسفرت المعارك المتواصلة منذ ليل الأحد عن قتلى وجرحى في صفوف مسلحي التنظيم.
وفي وقت سابق من يوم أمس، أفادت مصادر إعلامية معارضة، بأن قوات الجيش واصلت مرحلة معارك التلال على 3 محاور في ريف السويداء وسيطرت على المزيد منها بدعم من الطائرات الحربية والقصف البري المكثف على مواقع التنظيم، حيث تركزت المعارك على محاور في منطقة ملح رشيدة والكراع والدياثة ومحاور أخرى ببادية السويداء الشرقية، بالتزامن مع استمرار القتال في البادية الشمالية الشرقية، وسط مواصلة الجيش هجومه نحو تل دكوة الإستراتيجي، على حين تمكنت وحدات منه من تحقيق تقدم عبر سيطرتها على تلال، بحيث باتت المرحلة الأولى تتمثل بالسيطرة على التلال لتحقيق عملية رصد واسعة للمنطقة، ومنع التنظيم من تنفيذ هجمات معاكسة مباغتة، وإمكانية الكشف على أكبر مساحة من المنطقة المحيطة، وتسهيل عملية التقدم نحو التلال الأخرى وإلى عمق بادية السويداء، بغية إنهاء وجود التنظيم.
من جانبه، ذكر الموقع الإلكتروني لقناة «روسيا اليوم»، أن الجيش بدأ تقدماً برياً من عدة محاور باتجاه بادية السويداء وسط اشتباكات عنيفة مع مسلحي داعش وقصف مدفعي وجوي طال مناطق سيطرة التنظيم في البادية.
وذكرت صفحة «السويداء 24» على «فيسبوك»، أن عناصر من الفرق الأولى والعاشرة والخامسة عشرة من الجيش تقدمت ليل الأحد، من عدة محاور في بادية السويداء باتجاه منطقة الكراع شرق قرى الرضيمة الشرقية وعراجة ودوما شمال شرق السويداء، وباتجاه منطقة الدياثة عبر محور الشريحي والشبكي، تحت غطاء جوي ومدفعي. ونقلت الصفحة عن مصدر عسكري قوله: «إن الجيش السوري ثبّت مواقعه في عدد من التلال الحاكمة في بادية السويداء وأبرزها تل الرزين ومنطقة غبشة، وأشرف نارياً على مغر ملحة وهي منطقة وعرة شرقي قرية الرضيمة، وسط فرار العديد من مسلحي داعش باتجاه المناطق الوعرة.
وكثف الجيش ليل الأحد من ضرباته على مناطق سيطرة داعش في البادية، حيث استهدف مناطق تل سنيم وبرك الطمثونة وسطح نملة.
وكالة «أ ف ب» من جهتها، نقلت عن مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان» المعارض، رامي عبد الرحمن قوله: إن هذه التطورات تشير إلى بداية عملية عسكرية واسعة لقضم مناطق التنظيم وإنهاء وجوده في المنطقة».
يأتي ذلك، بحسب عبد الرحمن، بعد إخفاق مفاوضات تولتها روسيا من أجل الإفراج عن 36 مدنياً بين نساء وأطفال من محافظة السويداء خطفهم التنظيم أواخر الشهر الماضي خلال هجوم أوقع أكثر من 250 شهيداً.
وأول من أمس قام التنظيم بقطع رأس أحد المختطفين، وهو طالب جامعي يبلغ من العمر 19 عاماً كان قد اختطف مع والدته من قرية الشبكي.
ويعتبر الطالب الشهيد أول رهينة من مخطوفي السويداء يتم إعدامه منذ الهجوم. كما يأتي ذلك، مع وصول المزيد من المسلحين المسوى وضعهم إلى ريف السويداء الشرقي برفقة الجيش، حيث أكدت صفحات على «فيسبوك»، أن تعزيزات من ميليشيا «الجيش الحر» سابقاً وصلت مع قوات الجيش إلى هذا الريف في اليومين الماضيين.
ومن بين تلك المجموعات «قوات شباب السنة» التي يقودها أحمد العودة، في محافظة درعا والذي دخل باتفاق تسوية مع الجيش.
وقالت الصفحات: إن العودة وصل مع أكثر من 100 مقاتل إلى محيط بادية السويداء، يقودهم قيادي يتبع له يدعى سامر الحمد.
وأضافت الصفحات: إن مجموعات من «الجيش الحر» سابقاً وصلت من القلمون الشرقي أيضاً، وأغلبيتهم من تنظيم يدعى «مغاوير الصحراء».
على خط مواز، أفادت صفحات على «فيسبوك»، أن قوات الجيش استهدفت رتلاً للسيارات تابعاً للتنظيم في تلول الصفا في بادية السويداء الشمالية الشرقية، أسفر عن مقتل من فيه، بالترافق مع غارات جوية نفذها الطيران الحربي باتجاه مقرات مسلحي التنظيم في هذه التلول، وسط استمرار عمليات التمهيد الجوي والاستهداف المركّز لمواقع التنظيم في منطقة الرحبة وجريرة الحاوي في محيط منطقة الصفا البركانية أبرز مواقع داعش في البادية.
إلى ذلك، أفادت وكالة «سانا» للأنباء، بأن 4 مدنيين استشهدوا وأصيب 15 آخرون بجروح نتيجة انفجار ألغام ومفخخات من مخلفات إرهابيي داعش في بلدتي كوية وسحم الجولان بحوض اليرموك بريف درعا الغربي.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن