قضايا وآراء

اغتيال العقول.. فتّش عن «إسرائيل»

| ميسون يوسف

اتخذت إسرائيل منذ قيامها حتى قبل التأسيس الفعلي، من القتل والاغتيال سياسة واعتمدت تصفية مواقع القوة لدى العدو إستراتيجية لها وكانت وما زالت تبتغي من عملية الاغتيال تحقيق هدفين أساسين: حرمان العدو من الرجالات والقادة الأفذاذ ورجال العلم بشكل خاص، وترويع غيرهم من الرجال لمنعهم من الدخول في مضمار يجعلهم هدفا لعمليات العدو الإجرامية.
ومن يراجع العمليات الإسرائيلية الإرهابية لا يكاد يجد شهراً أو سنة منذ اغتصاب فلسطين إلا وفيها أكثر من عملية اغتيال بعد أن أطرت إسرائيل هذه العمليات وجعلتها في مصاف العمل المؤسساتي، فالكيان الصهيوني هو الوحيد في العالم الذي استحدث جهازاً خاصاً بعمليات الاغتيال، وألحق به وحدة مختصة بالاغتيالات في جهاز الموساد ووضع له آلية تنفيذية وقواعد إجرائية ربط القرار فيها برئيس الوزراء مع هامش أبقى لرئيس الموساد ما يتيح له التنفيذ الإجرامي إذا كانت الطريدة في وضع يخشى إفلاتها من اليد إذا اتبعت الإجراءات.
اليوم عندما تقدم إسرائيل على ارتكاب جريمتها في اغتيال العالم المميز والنابغة السوري اللواء عزيز اسبر، إنما تتبع تلك الإستراتيجية الإجرامية يحدوها في ذلك أمران: الأول التعبير عن الإحباط في كل الآمال التي علقتها على العدوان على سورية طوال السنوات الماضية، وهاهي سورية تسجل انتصاراتها التراكمية بوجه العدوان وتؤكد أنها باقية في شكلها ودورها فاعلة في الإقليم كما كانت وأكثر مما كانت أيضا، والثاني توجيه رسالة للجيش العربي السوري بأنها لا تتقبل فكرة استمراره في تطوير سلاحه الصاروخي الذي يرعبها والذي عطل بعضا من أركان عقيدتها العسكرية.
لكن سورية التي تدرك ما أراده العدو من عملية الاغتيال الإجرامي التي أفقدت الجيش العربي السوري قامة كبيرة من رجال العلم والتصنيع الحربي، ورغم الخسارة تعرف كيف تمنع العدو الصهيوني من تحقيق أهدافه من عملية الاغتيال ومن ثم تعرف كيف تمضي قدما في تحقيق الانتصارات حتى اجتثاث الإرهاب كلياً من أرض الوطن وبتر الأيدي الإسرائيلية التي تحركه، كما أنها تعرف كيف تحصن مسيرتها الإنتاجية في كل سلاح يقلق إسرائيل ويعطل قدراتها العدوانية، فدرب العلم والإبداع لن تقفله إسرائيل في وجه سورية بجرائمها واغتيالاتها، وسورية ولادة.

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن