سورية

جاموس في حوار مع «الوطن»: الطرف السعودي «غير صادق» والأمل في الحراك الدبلوماسي الجاري هو في مسار موسكو

اعتبر القيادي في «جبهة التحرير والتغيير المعارضة» فاتح جاموس أن الطرفين الروسي والإيراني هما الأصدق في مساعيهما لإيجاد حل سياسي للأزمة في سورية وأن الأمل الحقيقي لحل الأزمة هو في التراكمات التي تنشأ في مسار موسكو، ورأى أن الطرف السعودي غير صادق لأنه أعاد القضية إلى المربعات الأولى.
وفي تصريح لـ«الوطن» قال جاموس: «أعتقد أن هناك حراكاً دبلوماسياً وسياسياً مختلف من زاوية الوتائر وكم المبادرات وعددها، وأعتقد أنا هناك طرفين صادقين جداً فقط في كل هذا الحراك هما الطرف الروسي والطرف الإيراني، فالطرف الروسي عمل خطوات وتراكم بهذا الموضع وكل العملية السياسية في سورية هي من اختراعه الدبلوماسي والأخلاقي وقراءته لمخاطر التطورات في الأزمة السورية بما فيها جنيف وبيان جنيف ومع كل الملابسات الموجودة ومحاولة إقحام الولايات المتحدة».
وأشار إلى أن الطرف الإيراني «يحاول طرح مبادرة معدلة والطرف الروسي بحسب تقديره بأن موضوع الإرهاب صار على درجة من القيمة الموضوعية وقادر أن يفرض نفسه على عدد من الأطراف التي بصورة أو بأخرى لها تأثير في الأحداث الجارية في سورية».
وأوضح جاموس أن الطرفين الروسي والإيراني يحاولان الاعتماد على التأثير المحتمل للاتفاق النووي الإيراني الذي تم بين طهران ومجموعة الخمسة زائد واحد، أي أنه يمكن أن يحصل عملية قياسية بالوعي والثقافية بأن هذا الملف انحل بعد 12 عاماً بطريقة الحوار بمعنى هناك محاولة للاستفادة من ديناميات الاتفاق النووي الإيراني».
وأضاف «بالنسبة للأطراف الأخرى. الطرف السعودي غير صادق بالمطلق لأنه بصراحة السيد (وزير الخارجية عادل) الجبير وضع القضية في المربعات الأولى، ومسقط لا أعتقد أن لديها مبادرة فعلية فهي تقوم بمحاولات تقريب تقنية لتحسين ديناميات العملية».
وجدد جاموس ما قاله في تصريحات سابقة لـ«الوطن»: إن مبادرة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لتشكيل تحالف إقليمي دولي لمحاربة الإرهاب ليس لها أي فرصة من النجاح فهناك انقسام تناقضي عميق حول الفكرة ومعايير مزدوجة واستخدام للإرهاب من جهة أخرى واللعب على تناقضاته وهي تتحقق حالياً بصورة فعلية في سورية لصالح المجموعات المسلحة وأميركا».
وأعرب جاموس عن اعتقاده بأن «الأمل الحقيقي والفعلي في التراكمات التي تنشأ في مسار موسكو، في حين جنيف يحتاج إلى توافق دولي وأنا أعتقد أنه حتى الآن غير قائم».
وقال: «مازال موسكو 3 هو الأقرب ويمكن أن يتقدم وأن يحقق الروس من خلاله بعض الأشياء المهمة وهم يعملون من أجل تحقيقها عبر دعوة المعارضة إلى موسكو 3 وإمكانية الوصول إلى نقاش أوسع والذي تم خلق ركائز له في موسكو 2 والوصول إلى وثيقة حول النقطة الأولى والتي هي الوضع الراهن في سورية». وأضاف: «عدد من القوى ستصر على هذه الوثيقة باعتبارها تراكماً لا يجوز أبداً التراجع عنه ونحن في الجبهة منها بالتأكيد، وهناك هيئة التنسيق الوطنية التي تراجعت عن هذا الموضوع»، معتبراً أن «دخول أطراف أخرى جديدة على موسكو 3 سيعقد الأمر حتما لأنه لدى تلك الأطراف مطالب مختلفة وخاصة الأطراف التي تركت الائتلاف أو الأطراف التي يمكن أن يسمح لها الائتلاف بالمشاركة»، ومضيفاً: «الأمر معقد وإمكانية تحقيق نجاحات هي إمكانية ضئيلة وجزئية».
ورأى جاموس أن «الأمر ممكن قلبه إلى الداخل السوري بطريقة مختلفة كلياً لو كان النظام جدياً بإطلاق العملية السياسية من داخل سورية، ولو كان جدياً في إطلاق إجراءات الثقة التراكمية والتدريجية».
وأضاف «إطلاق العملية في الداخل السوري أمر يحتاج إلى أن يغير النظام نهجه اتجاه هذه المسألة ويكون جدياً فيها ويفكر جدياً أيضاً بإطلاق إجراءات ثقة ولو كانت جزئية من قبيل محطة إعلامية للمعارضة، وبرامج للمعارضة وإطلاق سراح واسع وجدي وتشكيل هيئة وطنية للتشاور في العديد من الخطوات وإطلاق بيت للسلام في دمشق متفق عليه من هيئة مشتركة. هناك العديد من الخطوات إذا كان النظام جاداً بإطلاقها أهم بكثير من أي شيء يمكن أن يجري في العالم وهذا هو الشيء الوحيد الكفيل بالتمهيد لإطلاق جبهة واسعة وهي الوحيدة الكفيلة بهزيمة الفاشية إلا إذا عمل العالم جبهة واحدة وهذا احتمال ضعيف جداً».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن